هو أنا ضيعتكم قبل كده| بقلم جورج عياد

لعله من الثوابت الإنسانية التي لا تقبل أي تشكيك أن في حياة كل أمة زعماء يحفرون أسمائهم بحروف ناصعة البياض في ذاكرة وضمير تاريخ أوطانهم.. وذلك عبر الأعمال المجيدة وحفظ تراب الوطن وتحويل مسار الشعوب إلى ما فيه خيرهم وصالح بلدهم.
وفي واقع الحال فإن كل المعاني السامية السالف ذكرها، وأكثر، لم يسبق لها أن تتوافر في رئيس كما انطبقت بالتمام والكمال على الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي الذي حمل على عاتقه أمانة ومسئولية حكم مصر في فترة يتفق الجميع على أنها من أخطر وأصعب الفترات الحرجة التي مرت بها في التاريخ المعاصر.
وبدون الرجوع إلى تفاصيل حالة الفرقة والفوضى والتمزق، التي لا تغيب أبداً عن الذاكرة، والتي دفعت الزعيم الوطني الرئيس السيسي لحمل لواء المبادرة والمغامرة لإنقاذ البلاد قبل الانخراط في دوامة سحيقة لا يعلم مداها إلا الله ما بين الانجراف لاقتتال داخلي مع وجود تنظيمات إرهابية تقف خلفها دول وأجهزة يسيئها أن ترى مصر دولة أمنة مستقرة.
وهنا تتجلى روعة الدور الوطني الذي لعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تحدى كافة الصعاب وخاض معركة من أشرس المعارك في سبيل إعادة وحدة الصف الوطني والقضاء على كل ما ومن يهدد سلامة البلاد والعباد، وفي خلال تلك المسيرة المحفوفة بالأشواك كان الرئيس الوطني عبد الفتاح السيسي دائما وأبداً هدف أسمى هو أن ترتفع راية الوطن عالية خفاقة بين سائر الأمم.
ففي مواجهة التحديات والصعاب وتسلل نظرات الخوف التي كان دائما ما يستشعرها في عيون الشعب، لم يكن اليأس يعرف طريقه أبداً إلى عقل وقلب الرئيس، ففي مواجهة أي أزمة كان السيسي يطمأن الشعب عبر ترديد بعض العبارات قائلا: اصبروا وستروا، هو أنا ضيعتكم قبل كده علشان أضيعكم دلوقتي، عيشوا حياتكم.. وكان بعض ضعاف النفوس عديمي الضمير يتندرون على هذه الحالة المغرقة في التفاؤل مرددين: معقول هانخرج من الأزمة، خلاص احنا غرقنا ومش ها ننجى.
إلا أن يقين وإرادة الرئيس لم تضعف يوم، ولم يفقد الأمل ساعة، فكان يراها كرأي العين ويبشر المصريين بأن الانفراجة قريبة.. إلى أن جاء الوقت الحاسم والمناسب لخوض صفقات استثمارية عملاقة كفيلة بأن تغير خارطة مصر الاقتصادية وترسم مستقبلاً مزدهراً يضمن ضخ دماء جديدة في شرايين الاقتصاد الوطني عبر عقد شراكات تليق بحجم مصر وترسخ علاقات الأخوة مع الأشقاء العرب كخطوة جادة نحو التكامل بين شعوب الأمة في مواجهة التحديات الجسيمة التي تحدق بمنطقتنا بل والعالم الذي تعيش تحت سمائه.
ومن حسن الطالع أن تسبق هذه التحالفات القوية أداء الرئيس السيسي اليمين الدستورية لفترته الرئاسية الجديدة لتكون بشارة خير للقادم الذي سيكون أفضل وأجمل وأكثر ازدهاراً بفضل الله، ثم وحدة الصف الوطني والحرص كل الحرص على استقرار البلد الأمين مصر.