هويتنا وثقافتنا | بقلم جومانا الحاج
الوطن العربي يمتلك شعوبه هوية تختلف عن هوية الشعوب الأخرى، ولا يمكن أن تتفاعل مع ثقافتها، بل تنبهت مؤخراً إلى الغزو الثقافي الذي رافق الغزو الإعلامي وأصبح موضوع بحث ونقاش.
إن الجدلية بين ثقافة المجتمع وقيمه لا يمكن أن تنقسم، وكل تنمية للثقافة لا تنطلق من قيم المجتمع الذي تطرح فيه هي عقيمة، ومن ثم فإن الشعب العربي لا يمكن أن يتفاعل مع ثقافات تتنافى مع قيمه وسميت الثقافة العربية .
ولا تعني أصالة الثقافة إهمال ثقافة الآخر وعدم الاطلاع عليها والإفادة منها، وأيضاً ليست نشر العلوم الشرعية التخصصية التي تدرس في المعاهد كما هي عليه، بل تعني العودة إلى الأصالة منهجاً وقيماً ومصدراً في تنمية ثقافة المجتمع أيا كان اتجاهها أدباً أو فكراً أو فناً.
والثقافة العربية ليست ثقافة مستوردة، ولا مترجمة، ولا ملفقة، ولا منغلقة، بل هي ثقافة تعتمد على الإبداع الذي ينبع من التأمل والنظر في الكون، ولا حدود لهذا الإبداع فأفقه مفتوح.
تعد ثقافتنا العربية من أغنى الثقافات العالمية وأغناها.
إن الثقافة نمو معرفي تراكمي على المدى الطّويل؛ بمعنى أنها ليست علوما أو معارف جاهزة يمكن للمجتمع أن يحصل عليها ويستوعبها ويفهمها في زمن قصير، وإنما تتراكم الثقافة عبر مراحل طويلة من الزمن حتى تنتقل من جيل إلى جيل، فثقافة المجتمع تنتقل إلى أفراده الجدد عبر التنشئة الاجتماعية، حيث يكتسب الأطفال خلال مراحل نموهم العديد من المعلومات الثقافية.
خصائص الثّقافة توجد العديد من الخصائص التي تتميز بها الثقافة وهي: تعتبر الثقافة من المكتسبات الإنسانية، والتي يحصل عليها الأفراد من البيئة الفكريّة التي يوجدون بها.
يحصل الأفراد على الثقافة باعتبارهم جزءا من المجتمع؛ فالحياة الاجتماعية لا تنجحُ في تطبيق أُسسها من غير وجود علاقات متبادلة، وتواصل متفاهم تتميز بتعزيز المشاركة.