هنا مصر الجميلة.. مسلمون ومسيحيون يحتفلون بالعام الجديد
افتتاحية بروباجندا
باتفاق جميع شعوب العالم.. هناك صفات جميلة لا تعد ولا تحصى للمصريين، لكن ربما لعل أروعها على الإطلاق عشقه للحياة بكافة تفاصيلها وقدرته على التعايش تحت أي ضغوط.. وهذه في حد ذاتها أحد أهم مميزات الشعوب الصامدة القابضة على كل ذرة تراب من وطنها.. وهو ما يظهر روعة المعدن الأصيل.
وتتجلى هذه المعاني والصفات الرائعة في إصرار أبناء مصر على احياء الذكريات الجميلة والاحتفال بالمناسبات ولو بأبسط الطرق، وفي مثل هذه الأيام التي يستعد العالم للاحتفال بوداع العام 2024 واستقبال العام الجديد 2025، أملين أن يكون عام خير ورخاء على البشرية جمعاء.
وفي ظل أجواء الأوضاع الخطيرة التي تحيط بمنطقتنا العربية والتي تعايشها أرض الكنانة مصر من جميع الجهات شرقاً وغرباً وجنوباً، بخلاف الأوضاع العالمية الناجمة عن الحرب الروسية ـ الأوكرانية وما صاحبها من ركود اقتصادي عالمي ألقى بظلاله القاتمة على أعتى الاقتصادات العالمية وتأثرت بها مصر بطبيعة الحال.. رغم كل هذه الصعوبات والتحديات يصر المصريون على رسم الابتسامة على وجوههم ووجوه من يحبونهم، حيث تزينت الشوارع والميادين الكبرى برموز أعياد الميلاد واحتفالات الكريسماس.
فمن يتجول في شوارع المحروسة يشاهد انتشار شجرة الكريسماس، أيقونة الاحتفال بالسنة الجديدة، إلى جانب الهدايا الرمزية والأجندات والنتائج التيتتفاوت أسعارها لتناسب جميع المستويات المادية غني وفقير كبير وصغير المهم الكل يفرح.
ومع بدء الاحتفالات بأعياد السنة الجديدة.. تتعدد مظاهر الاستعداد لهذه المناسبة التي تحمل رسالة سلام للبشرية جمعاء.. وتتنافس دول العالم في إعداد أشجار الزينة العملاقة إلى جانب مجسمات لـ” سانتا كلوز” أو ” بابا نويل”، وتنفق أموال طائلة على تلك الاحتفالات لتخرج في أبهى صور الفرحة والبهجة التي تعبر عن تقديس تعاليم السيد المسيح التي تدعو لنشر السلام في جميع أنحاء المعمورة.
ومن روائع أرض الكنانة مصر أن هذه الاحتفالات لا تقتصر على المسيحيين فقط بل يتشارك جميع أبناء الوطن الواحد في الهدف والحلم والصمود، في صورة يستحيل أن تجد مثيلًا لها إلا على أرض المحروسة.. فتستطيع أن تلمح مظاهر الأمل في السنة الجديدة في كل شارع أو مدينة.
ومع تلك الرمزية التي تمثلها مظاهر الاحتفال هذه، إلا أنها تبث أقوى رسائل الأمن والاستقرار وعلاقات المودة والتآخي التي تميز مصر المحفوظة دائما بقرآنها وإنجيلها والتي لا يمكن في يوم من الأيام أن ينال أي من كان من هذه الوحدة، فمصر كما قال البابا شنودة الثالث وطن يعيش فينا وليس فقط بلد نعيش فيه.
حيث تتميز العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر بأنها متينة وقوية وسوية، فالمسيحيون في مصر جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري والعربي بل والإسلامي، وكان ذلك يرجع إلى مجموعة من العوامل لعل في مقدمتها التسامح الإسلامي المعروف، وحض آيات القرآن على السماحة والتعايش السلمي مع غير المسلمين بما يمثله من تراث للبناء الثقافي والحضاري في مصر، والذي ساهم المسيحيون المصريون فيه بقوة.
ومن بين عوامل قوة ومتانة العلاقة التي تجمع أبناء الأمة الواحدة أيضًا وحدة التاريخ والكفاح المشترك ضد الغزاة والأعداء ورفض جميع أنواع الاحتلال الأجنبي من المسيحي والمسلم على قدم المساواة مما كان له أثر بالغ في دعم مشاعر الوحدة الوطنية لنسيج المجتمع الذي تجمعه لغة واحدة وعادات وتقاليد متطابقة وهو ما شكل الوعاء الثقافي للجميع في أبهى صوره، ولا شك أن هذا صنع نوعا من التصور والوعي والتفكير المشترك.