هل تملك مهارة رد الفعل| بقلم شنوده فيكتور

تعددت المتغيرات فى حياتنا وتبدل الكثير من المواقف واصبح رد الفعل للعديد من الافعال او الاحداث هو “الفعل” الاهم والاكثر سخونه والمتصدر لتصرفات الكثير من الافراد داخل المجتمع .. فهل تملك عزيزى القارىء مهارة رد الفعل ؟.
اعتقد اننا جميعا ً وبلا استثناء نحتاج برهة من الوقت ومزيدا ً من التفكير قبل ان نجاوب على هذا السؤال الذى يبدو فى مظهره بسيطا ً لكنه فى جوهره عميقاً يحمل بين طياته خلاصة خبرات الحياه، ففى الظروف والاحوال الطبيعيه ومسارات الحياه اليوميه لنا جميعا ً كان يبدو الفعل هو الاساس وهو البدايه وهو الذى يشكل شخصية الانسان بكل جوانبها نفسيا ً وعمليا ً واجتماعيا ً.
فالوعى والادراك والخبرات المتراكمه طوال سنوات العمر كثرت او قلت هى منبع ومصدر كل ما سبق، ولكن ومع التطور الكبير الذى شهدته بداية سنوات الالفيه الجديده وما سبقها من سنوات قليله من تقدم تكنولوجى سريع بل ومخيف فى بعض الاحيان اضحت تلك المسلمات (سابقا) تختلف تماما عما نعيشه فى يومنا هذا.
فبقليل من التتبع والرصد والتحليل لمواقف الحياه نجد اننا اصبحنا جميعا نشكل مجموعه كبيره جدا ولا متناهيه من ردود الافعال تجاه من نواجهه من مواقف سواء داخل اسرنا وبيوتنا واعمالنا وصولا ً للمجتمع ككل، واصبحت مقياس قوة الشخصيه هو قدرتها على مواجهة المزيد من الاحداث والافعال اليوميه المتلاحقه والمتسارعه سواء فى تربية اولادنا وتوجيههم او حتى فى تعاملنا مع الاخرين بشكل عام.
وبالطبع يشكل الجانب التربوى والتنشئه للفرد تلك القدره على تشكيل مجموعه ردود افعاله تجاه تلك المتسجدات سواء بالتوجيه للابناء او التعامل بين الزوجين او حتى التعامل بين الزملاء والاصدقاء والاقرباء، ويرتبط بهذا الجانب التربوى ارتباطا وثيقا ً الجانب الدينى ومدى تأثيره فى افعالنا هل هو مجرد جانب شكلى فقط؟ .. ام ان علاقتنا مع “الله الواحد الاحد” الذى نعبده جميعا ً تؤثر بشكل كبير فى تلك الافعال؟.. ما بين خشية الله ومخافته وما بين محاولة ارضاء الاخرين وتحقيق المصالح تحت شعار “مشى حالك يا عم واللى تغلب له العب به “.
الخلاصة صديقى القارىء العزيز ان ردود افعالنا اصبحت تشكل الاساس ربما اكثر من افعالنا الطبيعيه فيمكنك من خلال رد الفعل الحكيم والمتأنى والمغلف بخبرة السنين ان تنجو من العديد من المشكلات والفخاخ والتحديات بمزيد من الحكمه واعمال اصول التربيه الصحيحه والخلفيه الدينيه المعتدله الوسطيه التى يتميز بها مجتمعنا المصرى بمختلف اديانه وطوائفه هى التى تشكل فى النهايه انسان قادر على التعامل مع المتغيرات المتلاحقه فى الحياه بحكمه وحرص وفى النهايه توفيق ونجاح.