هل يعقل أن تكون مجموعة من المواد الكيميائية في الجسم أن تؤثر على مدى سعادتك في الحياة؟ وما هو هرمون السعادة هذا؟
هل تتخيّل أن يكون شعورك العظيم بالسعادة ما هو سوى مواد كيميائية في جسمك؟ إن كان الأمر كذلك قد تكون السعادة أقرب إليك مما تتخيّل، إليك هرمون السعادة وكيفية تعزيزها.
هرمونات السعادة
في الواقع هناك مجموعة من الهرمونات والنواقل العصبية الكيميائية المسؤولة عن شعورنا بالسعادة، أهمها: السيروتونين، والإندروفين، والدوبامين، والأوكسيتوسين.
فلنتعرف على كل واحد من هرمونات السعادة على حدة…
1- السيروتونين (Serotonin)
يرتبط السيروتونين بالأساس مع الشعور بالثقة بالنفس والإنتماء، حيث أن إفرازه يعزز هذين الشعورين، كما يعتبر السيروتونين من مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعًا، كما يستخدم في علاج اضطرابات الأكل، والهلع، والوسواس القهري واضطراب الكرب التالي للصدمة.
2- الإندروفين (Endorphins)
قد يكون الإندروفين من أكثر الهرمونات المعروفة في السياقات العامة بين البشر، تنتجه الغدة النخامية وهو معروف بالأساس كمضاد الألم، وأكثر محفّزات إفراز الإندورفين في أجسامنا هي ممارسة النشاطات البدنية الشاقة حد النشوة، بالإضافة إلى النشوة الجنسية الناجمة عن الجماع، هذا ما يبرر التوصيات بالمحافظة على نشاط وحياة جنسية منتظمة.
يذكر أنّ رياضة الركض بشكل خاص ترفع من مستوى إفراز الإندورفين، بالإضافة إلى الوخز بالإبر.
3- الدوبامين (Dopamine)
من منّا لم يسمع بالدوبامين الذي يرتبط بالأساس بالمواد الإدمانية كالميثامفيتامين والكوكايين؟ حيث تقوم هذه المواد الإدمانية عند تعاطيها على زيادة الدوبامين في الجسم والدماغ.
يرتبط هرمون الدوبامين أيضًا بشكل وثيق مع شخصية الفرد، حيث تشير الأبحاث إلى كون الأشخاص ذوي الشخصية المنفتحة يحظون بمستويات أعلى من الدوبامين من أولئك الإنطوائيين.
يسمّى هذا الهرمون أيضا بهرمون التحفيز والنجاح، بالإضافة إلى هرمون المكافأة، حيث أنّه هو الذي يحفّز الشخص على القيام بالخطوات جريئة ويعطيه شعور الحماس.
4- الأوكسيتوسين (Oxytocin)
هل سبق لك أن سمعت أو شعرت أنّ العناق يزيد من السعادة؟ الأوكسيتوسين يسمى أيضًا بهرمون الحب أو هرمون العناق، حيث أنّ إفرازه يتأثر في التواصل الجسدي (غير الجنسي) بين الشريكين.
لا زالت الأبحاث اليوم تدرس مدى تأثير هذا الهرمون على الرجال والنساء، إن كان متساويًا أم متفاوتًا، إلّا أنّها لا تشكك بتاتًا بكونه تأثير موجود وقائم، والعالم الرقمي اليوم يحرمنا من هذه المودة الجسدية ويجرّد العلاقات من هذا البعد، هذا ما يجعل الأخصائيين ينصحون بالمحافظة دائمًا على مساحة خاصة من حياتنا للعلاقات المحسوسة والحقيقية.
لابد أن نعلم أن مفهوم السعادة والرضا بالحياة متغير من شخص لآخر، بغض النظر لمفهوم الإنسان الشخصي للسعادة هنالك عادات تشحن الإنسان بالطاقة الإيجابية والتفاؤل، ولكنّها تحتاج لممارسة والتزام وصبر لتصبح عادة، وتُحدث التأثير المطلوب، وفيما يلي بيان لبعض منها.
الابتسام: فالابتسام يعزّز إفراز الدماغ لمركب الدوبامين، والذي بدوره يعمل على تعزيز الشعور بالسعادة.
الحصول على وقت كافٍ من النوم: فالشخص البالغ يحتاج في العادة إلى 7-8 ساعات نوم يومياً ليكون بصحة جسدية ونفسية جيدة، وحتى يعمل الدماغ كما يجب.
الشكر والامتنان: إذ إنّ تعداد الإنسان للحاجات التي هو ممتن من أجلها حتى ولو كانت بسيطة لهُ دور كبير في تعزيز المزاج الجيد.
المدح: فاللطف، ومدح الأشخاص الآخرين، وتقديم الإطراء لهم، يساعد الشخص على الشعور بالرضى ويُعزز الشعور بالسعادة.
التنفس بعمق: فالتنفس بشكل عميق يساعد الإنسان على الاسترخاء.
الاعتراف بالشعور بالحزن: التفكير بإيجابية أمر جيد جداً، لكنّ الأحداث السيئة التي تحدُث في الحياة يجب عدم تجاهُلها وتمثيل السعادة، بل فهمها وإدراك أنّها جزء من الحياة لمساعدة الشخص على تجاوزها والشفاء منها.
الالتقاء بالأصدقاء: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، ووجود صديق يجعل الإنسان أكثر سعادة.
الابتعاد عن الهاتف المحمول: إغلاق الهاتف المحمول وجميع الأجهزة الالكترونية على الأقل مرة واحدة أسبوعياً، ومحاولة قراءة كتاب أو المشي أو التواصل مع الآخرين أو مع النفس.
الاستمتاع بالطبيعة: قضاء 30 دقيقة أسبوعياً في مكان أخضر يساعد على خفض ضغط الدم ومشاعر الاكتئاب.
طرق لتعزيز هرمون السعادة
ممّا تمّ ذكره سابقًا حول هرمون السعادة يمكننا استنتاج أنّ هذه الطرق من شأنها أن تساعدنا على رفع مستوى هذه الهرمونات في أجسامنا:
قضاء بعض الوقت اللطيف مع الأصدقاء سواء كان ذلك خلال مشاهدة فيلم سينمائي معًا أو القيام بنزهة أو نشاطات عائلية.
المحافظة على تلامس جسدي غير جنسي في حياتنا، سواء كان العناق هو عناق الزوج للزوجة أو الأم لطفلها أو حتى الأخ لأخته، هذه كلها وسائل غاية في السهولة لرفع مستوى السعادة لديك.
تخطيط مشاريع شخصية والقيام بها وإنهائها، والشعور بالإنجاز يعزز من هرمون الدوبامين أو كما قلنا هرمون المكافأة.
العلاج بالعطور، المحافظة على بيئة عطرية إيجابية من شأنه أن يعزز يقظة حواسك كما أنّه يرفع من مستوى الإندورفين في الجسم.
مارس نشاطًا مضحكًا، حتى لو لم تكن تشعر بالرغبة في ذلك، فالضحك يجرّ السعادة، حيث يؤدّي إلى ارتفاع مستوى الإندروفين الذي يؤدي بدوره إلى الشعور بالفرح والرضا.
أدخل بعض الأطعمة الحارة في نظام طعامك، فالطعام الحار يرفع من مستوى إفراز هرمون الإندورفين أيضًا.
ابتعد عن القلق، فالقلق يرفع من مستوى الكورتيزول وهو هرمون الإجهاد، قم ببساطة بتمارين التنفس، أو مارس رياضات اليوغا المختلفة، فهي عبارة عن وسائل للتعامل مع الضغوطات وتنفيس القلق.
حافظ على حمية غذائية صحية ومفيدة للمحافظة على توازن الهرمونات في جسمك، وابتعد عن الأطعمة التي قد تحتوي على تدخّل هرموني من البشر.
أخرج إلى الشمس وتعرّض لأشعتها قليلًا، فضوء الشمس يرفع من مستوى هرمون السيروتونين الذي يحد من الاكتئاب ويزيد الثقة بالنفس.
مارس الرياضة وابذل جهدًا عظيمًا فيها، هل تذكر أنّنا قلنا أنّ هرمون الإندروفين يرتبط بشكل وثيق مع الجهد الجسماني؟ عليك بالرياضة ولو استطعت فمارس الركض في الهواء الطلق.