شويّة دردشةعاجل

هذه هي مصر يا ماكرون| بقلم محمد محمود فؤاد

واثق الخطى سعيداً وهو بين أخوته وأبناءه من أفراد الشعب المصري، الذين ودوا لو حملوه على الأعناق، كان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يمشي مصطحباً ضيفه الكبير الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون وسط حارات وأزقة القاهرة القديمة وكأنه يقول له “هي دي مصر يا ماكرون” بعيداً عن الإطار الرسمي والقاعات الكبيرة و صخبها الصامت.

أختار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يُري ضيفه صخب حقيقي ويجعله يعيش في أجواء إحتفالية حقيقة وليس مجرد موكب في عربة مكشوفه حيث يلوح الناس لهما في الشوارع على الجانبين، بل إختار أن يجعل ماكرون يرى بعينية ويسمع بأذنيه ذلك الشعب المضياف الكريم الأصيل صاحب الريادة في كل شئ ويستنشق عبق التاريخ في هذه المنطقة القديمة الأصيلة والأصلية.

خلال الزيارة لفت الإنتباه من يقول للسيد الرئيس “منور منطقتك يا ريس” والرجل يقصد ذلك التعبير المصري الأصيل الذي يقال لمن يأتي إلى مسقط رأسة ومكان مولده وسط أصدقاءه وأهله في الصبا والطفولة ولكن هذا التعبير المدهش يمكن إسقاطه بسهوله على كون الرئيس “منور” منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وهو واقع ملموس، ففي وسط حالة الهياج السياسي العسكري في فلسطين والتحرشات والإعتداءات الإسرائيلية على أشدها يظهر الرئيس هادئاً واثق الخطا منيراً لمن حوله طريق ملئ بالحلول فهل من مهتدي؟! والسيد الرئيس يقول لماكرون أنه عاش هنا وعاصر من عاشوا فيها من يهود وأرمن ويونايين ليؤكد له أن إستيعابنا لضيوفنا قديم قدم الزمان وليس وليد اليوم.

إن هذه التمشية الهادئة الصاخبة بالمحبة والود كانت بمثابة رسالة عالية الصوت واضحة الصورة إلى من يدعون بوجود حالة من اللا أمان واللا هدوء في الشارع المصري بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة المفروضة علينا فرضاً بسبب عوامل خارجية.

وهي رسالة مفادها أن هذه المنطقة خان الخليلي هي محور كل شئ لأنها قلب التجارة والسياحة بل والدين أيضاً بوجود مسجد الإمام الحسين، والجامع االأزهر الشريف، وتلك القباب والمآذن التي تطل عليها ومن فيها من زمن بعيد، ومن على أرضها هم صلب نسيج الشعب المصري الذي رحب برئيسه أشد الترحيب ويطلبون منه أن يتفضل بزيارة محالهم، وماكرون سعيد في إندهاش بما يراه من دفء وترحاب ربما لا يتوافران في القارة العجوز ولا يحتاجان لمترجم لينقلها لضيفنا الفرنسي لأنها مشاعر إنسانية لمسته وشعر بها وأنعكست في إبتسامته وتلويحه للناس في ود حقيقي وليرى بنفسه شعباً مسالماً محباً للحياة والبناء والتطور.

وتوجت الزيارة بمأدبة عشاء في مطعم يتزين بإسم الحائز على جائزة نوبل في الأدب نجيب محفوظ الذي كان يرتاد نفس المكان ليبدع ويمتع الملايين، وكأن السيد الرئيس السيسي يقول لماكرون هذه هي حضارتنا وهذا إرثنا وهؤلاء هم المصريون وأنت مُرحبٌ بك وسطنا و… “هي دي مصر يا ماكرون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى