افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

هتهدوها هنبنيها.. صيحة السيسي ضد أهل الشر

افتتاحية بروباجندا

” لولا إرادة المصريين ما كنا لنعبر كل التحديات وما كان للإنجاز أن يتحقق، وما كان للعالم أن يستجيب لرؤيتنا”.. بهذه الكلمات الحاسمة ختم الرئيس عبد الفتاح السيسي فاعليات المؤتمر الوطني السابع للشباب الذي اقيم بالعاصمة الإدارية الجديدة منذ عدة أيام، مشيرا إلى أن هذا الوطن العظيم يخوض غمار التحدي ويسعى للسلام والبناء في ملحمة وطنية مصرية رائعة يخوضها جميع أبناؤه بكل الشرف والصدق .

وخلال افتتاح مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بالعين السخنة.. قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن هناك عدة مشروعات قومية تم تنفيذها ومن المنتظر افتتاحها قريبا، مؤكدا أن تلك المشروعات هي الأمل الذي يحاول أهل الشر والمخربون أن يهدموه، مضيفاً: ” لا مش هتقدروا تهدوا.. ربنا ما يرضاش بكده”.

وأشار السيسي إلى أن: ” الله خلق الإنسان لعمارة الأرض وليس للتخريب والهدم”، مخاطبا المصريين قائلا: ” بصوا يا مصريين على الدنيا حولنا، هل هناك دين يقام بالعنف”، مؤكداً أنه لا إصلاح يقام بالهدم، وأن لا دين يدعو للعنف والإرهاب، داعيا المصريين إلى التصدي للإرهاب، وتقديم التوعية لأبنائهم ضد الفكر المتطرف، مشيرا إلى أن أي دولة متقدمة لا تقام بالهدم، ولكن بالانضباط والأخلاق والتعليم والجهد والصبر والبناء .

وفي واقع الحال .. تعكس هذه العبارات النارية الروح الفدائية التي تحكم جميع مواقف وقرارات الرئيس في مسيرة بناء الوطن ومواجهة جميع تآمرات ” أهل الشر”، ذلك التعبير الدقيق الذي وصف به الرئيس كل من يعمل ضد صالح أمن واستقرار مصر، ولم تكن صيحة ” هتههدوها هنبنيها” التي أطلقها الرئيس إلا بمثابة خارطة طريق للحفاظ على أرض الكنانة .

وهي كذلك خير رد عملي وصادق على خطابات ” المظلومية” التي تروج لها دوائر الإعلام المأجورة لصالح تنظيم الإخوان الارهابي، وبعض الدول التي تأويهم مثل قطر وتركيا، والتي تنشط في مثل هذه الأيام التي تواكب ذكرى فض اعتصامي ” رابعة العدوية” و” النهضة” المسلحين ، والذي قصدت من ورائه الجماعة الإرهابية إراقة الدماء ولو من بين أنصارها في محاولة يائسة لاستعداء العالم ضد مصر والترويج لأكاذيب تعرضهم لانتهاكات في مجال حقوق الإنسان .

ولكن شاءت الأقدار انكشاف مخططاتهم الدنيئة وفضح أكاذيبهم أمام العالم، فقد التزمت جميع أجهزة الأمن المصرية بكافة المعايير القانونية والمواثيق الدولية التي تحكم مواجهة مثل هذه الاعتصامات المسلحة وذلك عبر التدرج في المواجهة، بداية من توجيه عدة نداءات ومناشدات بضرورة إنهاء حالة الخروج على الشرعية هذه وتعطيل مصالح المواطنين وانتهاك سيادة الدولة.. ثم أتبعته بعدة تحذيرات من التواجد في هذه البؤر التي تحولت لأوكار إيواء الإرهابيين ومخازن سلاح .

واستمر صبر أجهزة الأمن على هذا الوضع لأكثر من 40 يوماً دون أن يبدي قيادات الإخوان أي استجابة بل زاد استعلائهم واستقوائهم وارتفعت حدة تهديداتهم بحرق البلاد، وفي المقابل وأمام جميع وسائل الإعلام.. وجهت أجهزة الأمن عدة مناشدات وتحذيرات وإنذارات للمعتصمين تخبرهم أن استمرار الوضع على ما هو عليه ليس أمراً مقبولاً .

وحين جاءت ساعة الصفر لإخلاء ساحتي الاعتصام بمنطقتي رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة .. تعاملت أجهزة الأمن مع المعتصمين بجميع الوسائل القانونية المشروعة بدليل أنها دعت مراسلي ومصوري جميع الصحف والمواقع الإليكترونية بل ووكالات الأنباء العالمية وبعض المنظمات الحقوقية لتكون شاهداً على شرعية فض الميدان بالتي هي أحسن وإلا هل يتصور أحد أن تضمر الأجهزة الأمنية إراقة دماء وتأتي هي بالشهود .

دليل آخر على أن أجهزة الأمن لم يكن لديها أية نية لإراقة دماء.. ما جرى في ميدان النهضة، حيث بدأت عملية الفض بتوجيه إنذار شفوي عبر مكبرات الصوت للمعتصمين بضرورة الإخلاء فوراً حرصاً على حياتهم وسلامة من معهم.. أكثر من ذلك فقد حددت قوات الأمن ممرات آمنة لضمان أمن وسلامة خروج المعتصمين وأمام جميع كاميرات المراسلين كان الجنود والضباط يقدمون الماء المبرد والطعام لمغادري الاعتصام لضمان عدم ترويعهم وزيادة في طمأنة الباقين، كما قام الجنود والضباط بمساعدة كبار السن والنساء والأطفال على الانصراف دون حتى الاطلاع على هوياتهم.. وكانت النتيجة الطبيعية فض اعتصام النهضة بأقل عدد من الخسائر البشرية والمادية .

في المقابل.. فقد أثبتت الحقائق أن ما جرى في رابعة كان سيناريو آخر تماماً، فقد أحزن قيادات الجماعة الإرهابية عدم إراقة دماء في النهضة، فحرصت على عدم إضاعة فرصتهم في المتاجرة بدماء أتباعهم.. فرغم أن سلوك أجهزة الأمن مع معتصمي ” رابعة العدوية” هو ذاته الذي سلكته في النهضة.. حيث بدأ بتوجيه الانذارات عبر مكبرات الصوت ثم تحديد ممرات خروج آمنة للمعتصمين، إلا أن مبادرة إطلاق النيران الكثيف صوب رجال الأمن وعلى إثرها سقط عدد من الضباط والمجندين ما بين شهداء ومصابين .

وهنا لم يكن أمام القوات إلا التعامل مع مصادر إطلاق الرصاص بعد ما وجدت الأجهزة الأمنية نفسها في مواجهة لم يكن مخطط لها أن تسيل فيها دماء، فكل الشواهد تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن القرار كان فض الاعتصامين دون إراقة نقطة دماء واحدة وخروج المعتصمين المغرر بهم آمنين بمجرد سماعهم لطلقات تحذيرية مثلاً أو ربما يستلزم الأمر تدخل العصي والهراوات لإثنائهم عن استمرار الاعتصام.. لكن قيادات الاعتصام المسلح أصرت على إراقة الدماء وذلك بإصدار تعليمات لأنصارهم، عبر الميكروفونات من داخل المنصة، بعدم مغادرة الاعتصام والحرص على الموت قبل الحياة واتخاذ الأطفال كدروع بشرية .

ومنذ ذلك الحين.. تحاول أبواق الإعلام المشبوهة تصوير ما جرى في رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013 على أنه يوم ” هولوكوست الإخوان” ولا تجد أي حرج في المتاجرة بمشاهد أكفان الموت التي اشتراها أنصارها مسبقاً كإشارة إلى عزمهم الأكيد على إهدار الدماء .

كلمة أخيرة

إن بناء الأوطان مهمة مقدسة لا تليق إلا بأبنائها المخلصين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى