افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

“هاني يونس” .. المستشار الإعلامي كما يجب أن يكون

افتتاحية بروباجندا

الإدارة الناجحة تقوم بالأساس على اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب .. قاعدة أساسية لتطوير أي مؤسسة مهما صغر حجمها أو كبر، لذا فإنه، وبشهادة الجميع، كان هدفاً أساسياً لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مسئولية وأمانة حكم مصر اختيار المسئولين ممن يشهد لهم بالخبرة والكفاءة إلى جانب طهارة اليد ونزاهة الخلق .

ومن يتتبع السلم الإداري للدولة يعلم أن قمة الهرم تبدأ برئيس الحكومة يليه الوزراء والمحافظون .. إلخ، وبين هذه الدرجات المتتالية من المسئولية تأتي أهمية التواصل الجيد بين المواطن والمسئول، وهذا هو الدور المنوط بمن يشغل وظيفة “المتحدث الإعلامي”، الذي تقع على عاتقه مهام توصيل وجهة نظر الجهة التي يمثلها في قرار ما أو حيال قضية بعينها، وفي نفس الوقت يقيس “رجع الصدى” أو رد فعل المواطن العادي إلى جانب آرائه وطموحاته .

وظيفة المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم الوزارات والمؤسسات قديمة في العالم وهي في غاية الأهمية، فالمتحدث هو واجهة المؤسسة التي يمثلها ويتحدث باسمها، سواء كانت محلية أو دولية، واختيار القائم بها يتم بعناية فائقة ولا يصلح لها أي شخص، فيجب أن يكون مفوها ولبقا ويتمتع بقدر كبير من الثقافة والذكاء والعلاقات الاجتماعية ورحابة الصدر، هذا بالإضافة إلى المصداقية والأمانة والشفافية وغزارة المعلومات .

وإذا كانت هذه الوظيفة قديمة في العالم فإنها حديثة في مصر، وبدأت في أواخر عهد الرئيس مبارك حينما تم تعيين السفير ماجد عبد الفتاح متحدثا باسم رئاسة الجمهورية، ومن بعده السفير سليمان عواد، وبعد ذلك تم تعيين د. مجدي راضي متحدثا لمجلس الوزراء في عهد د. أحمد نظيف، وبعد احداث يناير كانت هناك توجيهات بالتوسع في تعيين متحدثين رسميين ومستشارين إعلاميين لكل الوزارات والمؤسسات الحكومية للتواصل المستمر مع وسائل الإعلام، نظرا للظروف التي تمر بها البلد، وبعد ثورة 30 يونيو أصبحت هناك حاجة ملحة لذلك، نظرا لانتشار الشائعات وتلاحق الأحداث .

ومن بين الأسماء اللامعة في هذا المنصب الحيوي يقفز على الذاكرة فورا اسم “هاني يونس“، المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء، فبشهادة الخبراء والمراقبين للأداء الإعلامي اتفق الجميع على أنه وصل إلى درجة كبيرة من النضج حتى أصبح يجيد فن التعامل مع وسائل الإعلام على اختلاف توجهاتها، ويحظى بحب واحترام الإعلاميين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية، أيضا يحسن تسويق إنجازات وزارته ورغم أنه يتولى أيضا مسئولية الإعلام في مجلس الوزراء، فهو يقوم بمهامه في المجلس والوزارة على الوجه الأكمل وذلك بحكم عمله الصحفي في الأهرام ثم خبرته الطويلة كمتحدث رسمي في وزارة الإسكان .

ولا يحتاج الأمر لجهد كبير لتقييم أداء “يونس”، فكل ما عليك متابعة قنوات التواصل التي ابتكرها ببراعة للتعامل مع المواطنين ووسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فهو متفاعل معها على مدار الساعة، حتى أنك تشعر أنه ليس شخصا واحدا بل كثيرون حيث يتواجد في المواقع الميدانية، ويجوب محافظات الجمهورية مع رئيس الوزراء وأيضا وزير الإسكان، ثم تجده في كل اجتماعاتهم، ليس هذا فقط بل يكاد يحتكر فيس بوك لحسابه، ولا يوجد غيره جالسا عليه حيث يعلم أنه أصبح الأكثر تأثيرا في المجتمع، وبالتالي يستغله في تسويق إنجازات وأنشطة وزارة الإسكان ومجلس الوزراء .

ويحرص “هاني يونس” أيضا على التواجد على مدار الساعة في الإعلام حتى أيام الإجازات الرسمية وتليفونه مفتوح على مدار 24 ساعة يتواصل مع من يعرفه ومن لا يعرفه، ليس هذا فقط بل تعدى دور وظيفة المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي في وزارة الإسكان ومجلس الوزراء إلى دور أهم وهو حل مشكلات المواطنين، حيث يسعى في المساهمة في رفع المعاناة عن أصحاب المظالم، ومساعدة الجميع طالما كانت طلباتهم مشروعة ليس فقط في وزارة الإسكان ومجلس الوزراء فيما بعد بل في كل الوزارات .

هاني يونس” أحدث حراكا مهما في منظومة الإعلام بمجلس الوزراء، وأحياها من العدم بعد أن كانت تكتفي فقط بإصدار بيانات صحفية جافة لا تسمن ولا تغن من جوع، وفوق كل هذا وذاك فهو يتمتع بتواضع رفيع وأدب جم وإخلاص في العمل ليرسخ قاعدة ذهبية مفادها إن قضاء حوائج الناس لا يحسب في ميزان حسنات المسئول فحسب ولكن أيضا يسهم في زيادة رصيد الحكومة عند المواطن .

كلمة أخيرة

الإخلاص في العمل يحتاج قنوات جيدة للتواصل بين المسئول والمواطن .. فهذا أساس النجاح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى