ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين أنه خلافا للاستقبال والاحتفاء الملكي الذي كان ينتظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين في المملكة العربية السعودية، فإن خطط الاستعداد لوصوله اليوم إلى إسرائيل قد تطورت إلى مشاجرة سياسية غير لائقة، قبل أن تهبط طائرة الرئيس ترامب هناك .
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني – إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استشاط غضبا وتعين عليه إصدار أمر لوزرائه لحضور مراسم الاستقبال بالمطار، حسبما ذكرت صحيفة “هاآرتس” اليومية العبرية، وذلك بعد أن علم أن معظمهم كانوا يعتزمون التهرب من هذا الأمر بزعم أن الوقت غير كاف لأن يصافحوا الرئيس ترامب في المطار.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو تعين عليه أن يمضي معظم ساعات يوم أمس الأحد في صراعات مع وزراء اليمين المتطرف في حكومته الائتلافية – خلال اجتماع مغلق لمجلس الوزراء – لكسب الموافقة على إيماءات متواضعة تهدف لتشجيع الاقتصاد الفلسطيني وتخفيف الأوضاع في الضفة الغربية وغيرها.
وأضافت “إن إجراءات بناء الثقة تهدف إلى إقناع الرئيس ترامب بالتزام الإسرائيليين بالسعي للتوصل إلى اتفاق كما هو مقصود أمام الفلسطينيين” ، وفي هذا السياق قال ترامب إنه يريد إبرام “صفقة نهائية” لحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني والقائم منذ عقود، وهو هدف طموح لم ينجح في تحقيقه حتى الآن جيلان من الرؤساء الأمريكيين والعديد من الوسطاء الدوليين .
وتابعت الصحيفة ” أن سقف التوقعات منخفض فيما يخص تحقيق إنجاز كبير خلال زيارة ترامب إلى إسرائيل والضفة الغربية التي ستستمر نحو 36 ساعة، مع ذلك لا يريد نتنياهو أو رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المخاطرة إغضاب الرئيس الأمريكي أو أن يظهر بأنه معارض لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة “.
ومن المقرر أن يجتمع ترامب مع عباس غدا الثلاثاء في بيت لحم، في الضفة الغربية ، وذلك بالتزامن مع قيام المناطق الفلسطينية بإضراب جماعي عن الطعام من قبل السجناء داخل السجون الإسرائيلية ، وهو إضراب يدخل أسبوعه السادس يصاحبه احتجاجات عنيفة دعما له.
في السياق ذاته، عادت الصحيفة لتقول ” إن استعدادات استقبال ترامب اختلطت بحدوث تغيرات كبيرة في برنامج الزيارة تركت الشرطة في مدينة القدس في حالة تشوش وهرولة، علاوة على ما يتعلق ببعض القضايا الدبلوماسية والنفسية ذات الأهمية القصوى للإسرائيليين والفلسطينيين”.
كما أبرزت الصحيفة أن البعض في وسائل الاعلام الإسرائيلية وصف الزيارة المرتقبة لترامب ب”الهستيرية” بدلا من “التاريخية” ، فيما طغى التشابك داخل الإئتلاف الحاكم في حكومة نتنياهو على الأجواء الاحتفالية المحيطة بزيارة ترامب ، وتمثل في شعور السياسيين اليمينيين بخيبة الأمل ، لاعتقادهم بأن ترامب يبدو ماضيا نحو الالتزام بالسياسة الأمريكية القديمة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولهذا، فهم يحثون نتنياهو على اتخاذ موقف أكثر صرامة .
رغم ذلك قال مسئولون إسرائيليون سابقون إن الحكومة الإسرائيلية ربما تركز على أي حال على المساعدات الأمريكية في احتواء نفوذ إيران في المنطقة.
ويقول دوري جولد، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومستشار نتنياهو لفترة طويلة ” إن الأولوية لدى إسرائيل منذ فترة طويلة تمثلت في السعي لاحتواء التهديد الإيراني “.
مع ذلك، قالت “نيويورك تايمز” إن العديد من الخبراء يرون أن أي تعاون بين إسرائيل وأي تحالف تقوده الولايات المتحدة من الدول العربية السنية لمواجهة إيران سيتطلب إحراز تقدم على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية… مشيرة إلى تصريح ترامب يوم أمس بأننا نعتقد أن لدينا فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق.
