أخبار عالميةعاجل

نواب الاتحاد الأوروبي يحاولون كسب ود ترامب

مع تصاعد تأثير إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب في الساحة السياسية العالمية، يسعى البرلمان الأوروبي إلى تعزيز علاقاته مع المشرعين الأمريكيين لضمان بقاء قنوات الاتصال مفتوحة.

تأتي هذه التحركات وسط مشهد سياسي عالمي مُتقلب، حيث يبرز الدور الحاسم للتعاون الأوروبي الأمريكي في مواجهة التحديات المشتركة، من التغير المناخي إلى التوترات التجارية، حيث أعلن البرلمان الأوروبي عن إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن من 9 إلى 11 أبريل المقبل، يضم أسماء بارزة مثل عضو البرلمان الأوروبي الإيطالي من يسار الوسط، براندو بينيفي، وكذلك نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، صوفي ويلميس، وفقًا لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.

وتهدف هذه الزيارة لتعزيز التعاون مع المشرعين الأمريكيين، خاصة في ضوء المخاوف من تأثير إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، لتعكس هذه الخطوة أهمية الدبلوماسية البرلمانية في تحقيق الاستقرار، في حين استبقت الفصائل اليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي التحركات الدبلوماسية التقليدية بإرسال وفود لحضور تنصيب ترامب في 20 يناير الماضي.

واستهدفت هذه الوفود توطيد العلاقات مع المؤسسات المحافظة الأمريكية وأعضاء الكونجرس الأمريكي، ما يعكس طموحها لتقديم نفسها كحليف رئيسي للإدارة الأمريكية الجديدة، في تحدٍ واضح للأحزاب الأوروبية الرئيسية، بينما تعمل الفصائل اليمينية على تعزيز علاقتها مع إدارة ترامب، تتحرك الأحزاب الكبرى مثل الديمقراطيين المسيحيين والاشتراكيين والليبراليين لاستعادة زمام المبادرة، ويرى البرلمان الأوروبي أن الحفاظ على التواصل مع واشنطن ضرورة استراتيجية لضمان استمرارية التعاون في القضايا الحيوية، مثل الأمن الدولي والتجارة.

تسعى بروكسل إلى تقوية الروابط مع واشنطن، خصوصًا إذا ما تصاعدت التوترات بين دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بينما يدرك البرلمان الأوروبي أهمية التحرك السريع لإبقاء العلاقات الثنائية على المسار الصحيح، مع تعزيز التفاهم في ظل تعقيدات السياسة العالمية المتزايدة.

فمع تغير موازين القوى العالمية، يبرز البرلمان الأوروبي كلاعب رئيسي في بناء علاقات متوازنة مع إدارة ترامب الجديدة، ويظل التحدي الأساسي هو تحقيق توازن بين الاختلافات السياسية والعمل المشترك، ما يضمن استمرار الشراكة بين القارتين في مواجهة التحديات المشتركة، ورغم تصنيفه كمؤسسة ذات تأثير محدود في السياسة الخارجية، يخطو البرلمان الأوروبي خطوات جادة لتعزيز الحوار مع الكونجرس الأمريكي.

وتسعى هذه الجهود لتقوية العلاقات عبر الأطلسي، خاصة في ظل إدارة دونالد ترامب، لضمان استمرار التعاون في القضايا العالمية الشائكة، وعلى غرار ذلك، أوضح مسؤول بارز في البرلمان الأوروبي أهمية العلاقة بين الكونجرس والمفوضية الأوروبية، مشيرًا إلى أن تعزيز الحوار مع المشرعين الأمريكيين يمكن أن يحافظ على استمرارية الخطاب ويقوي الروابط بين بروكسل وواشنطن، وذلك ضمن إطار الدبلوماسية البرلمانية التي تستند إلى الاجتماعات المنتظمة بين مشرعي الطرفين.

بينما يُتوقع أن يُعقد الحوار البرلماني المُقبل بين مشرعي البرلمان الأوروبي والكونجرس الأمريكي في أبريل، وهو منتدى يسعى إلى بناء تفاهم مشترك بشأن القضايا العالمية، ويشدد الاشتراكيون في البرلمان على أهمية هذا الحوار لتعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في ظل احتياج ترامب للكونجرس لتفعيل أجنداته السياسية.

رغم محاولات اليمين المتطرف الأوروبي لتوطيد علاقاته مع الجمهوريين الأمريكيين، يؤكد خبراء في البرلمان الأوروبي أن تأثيرهم يظل محدودًا داخل أوروبا، ويشكل ذلك تحديًا للجمهوريين في الكونجرس الراغبين في بناء علاقات متوازنة مع الاتحاد الأوروبي بعيدًا عن خطاب اليمين المتطرف.

وعلى صعيد متصل، دعا رئيس حزب الشعب الأوروبي، مانفريد ويبر، إلى إعادة بناء الجسور مع الكونجرس الأمريكي، مشددًا على أن التواصل مع نظرائهم الجمهوريين ضرورة استراتيجية، وتأتي هذه الدعوة لضمان أن يكون البرلمان الأوروبي شريكًا فعّالًا في إدارة العلاقات عبر الأطلسي، بعيدًا عن أي تأثيرات سلبية، وفقًا لما أشارت له الصحيفة الأمريكية ذاتها.

كما يسعى البرلمان الأوروبي لتثبيت مكانته الرئيسية في السياسة العالمية عبر تعزيز الحوار مع الكونجرس الأمريكي، الأمر الذي يبرز رؤية دور الدبلوماسية البرلمانية في مواجهة التحديات المشتركة، وضمان استمرارية الشراكة الأوروبية الأمريكية رغم تعقيدات المشهد السياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى