افتتاحية بروباجنداتحقيقات و تقاريرتقاريرعاجل

نمبر وان

افتتاحية بروباجندا

جزى الله الشدائد خيراً .. فهي تمنحنا الفرصة الذهبية لفرز “الغث” من الثمين .. لعل هذا أدق ما يقال حول الأزمة الأخيرة التي شغلت الرأي العام في مصر على اثر التقاط أحد الممثلين صورة تذكارية “حميمية” مع ممثل إسرائيلي، فلم يعد هناك حديث لرجل الشارع البسيط إلا هذا الموقف المرفوض جملة وتفصيلاً .. ومن روعة الأقدار أن يصقل هذا الموقف المشاعر الوطنية الجارفة لدى جميع طوائف وشرائح المجتمع الذي انتفض عن بكرة أبيه رافضاً هذا التصرف غير المسئول.

ورغم مسارعة الممثل لتبرير هذه الحالة بأنه لم يكن يعرف أن الممثل ينتمي للاحتلال الإسرائيلي تارة، وقوله أنه ليس مطلوباً منه أن يكشف عن جنسية أو ديانة كل من يلتقط معه صورة شخصية ومبادرته لحذف الصورة واستبدالها بالعلم الفلسطيني الذي يحتل مكانة كبرى في نفس كل مصري وعربي .. إلا أن هذا لم يكن كافياً على ما يبدو لوقف طوفان الهجوم عليه.

وحسناً ما فعلت نقابة المهن التمثيلية التي بادرت لإعلان موقفها الرافض تماماً لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب ومنع الممثل من ممارسة أي نشاط فني لحين الانتهاء من التحقيق معه والتثبت من صحة أقواله والتزامه بقرارات النقابة، إلا أن هذا أيضاً لم يكن كافياً ليشفي غليل المصريين الذين ملأوا مواقع التواصل الاجتماعي ضجيجاً وراحوا يصبون جم غضبهم على الممثل، الذي طالما كان ملء السمع والبصر، لكن هذا لم يشفع له للحظة ليقترب من هذه المساحة الحمراء لدى جميع الوطنيين المصريين الغيورين على قوميتهم العربية والحافظين لحقوق الشعب الفلسطيني إلى أن يسترد أراضيه المسلوبة.

كما سارعت نقابة الصحفيين لفرض حظر شامل وحصار على هذا الممثل وطالبت جميع الصحف والمواقع الإخبارية بمقاطعة أخباره وعدم نشر اسمه أو صورته لحين إشعار آخر .. وذلك انطلاقاً من الموقف الوطني الثابت لجميع الصحفيين والإعلاميين برفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

الشاهد في هذه الحالة أن ردود أفعال الشعب المصري جاءت موحدة كعادتها وعلى قلب رجل واحد بأنه لا تطبيع ما دامت الأراضي العربية محتلة، لكن الأكثر روعة تلك الانتفاضة الشعبية التي استدعت أمجاد رجال مصر العظماء وشهدائها الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم البريئة وبذلوا دمائهم الطاهرة فداء لتراب الوطن، ليوجهوا رسالة نارية بأن من يحيد عن الصف الوطني لا مكان له بين أبناء مصر الشرفاء.

فجاءت جميع ردود أفعال المصريين شيوخاً وشباباً رجالاً ونساءً مسلمين ومسيحيين بـأن:

* نمبر وان هو الشهيد العقيد محمد مبروك، الضابط بقطاع الأمن الوطني، وكل ضابط شرطة يفتدي الوطن بروحه.

* نمبر وان هو الشهيد العقيد أركان حرب احمد المنسي الذي افتدى الوطن بحياته في سبيل مواجهة الإرهابيين وكل فرد في الجيش المصري الباسل الذين أقسموا وأوفوا بما عاهدوا الله عليه إما النصر أو الشهادة.

* نمبر وان هو اللواء ياسر عصر، وكيل الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات للسكة الحديد ومترو الأنفاق، الذي فاضت روحه الكريمة إلى بارئها وهو يشارك في إطفاء حريق بإحدى محطات مترو الأنفاق وكان بمقدوره أن يجلس في مكتبه الفخم ويحتسي مشروبه المفضل ويكتفي بتوجيه القوات لكنه أبى إلا أن يلقى ربه مكرماً ومساهماً في اعمار الأرض.

* نمبر وان هو كل مسئول من أعلى السلم الإداري إلى أصغر مسئول يراعي الله في عمله ويحكم ضميره ويعلي مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.

* نمبر وان هو كل مواطن شريف يتفهم ويتحمل قسوة الظروف ويؤدي عمله بإخلاص ليضع حجر مهما صغر في بناء صرح الوطن.

* نمبر وان هي كل أم وهو كل أب يغرس في أبنائه القيم النبيلة ويعلم أبنائه أن حب الأوطان هو أسمى غايات الوجود وأن من يوقد شمعة ليضيء الظلام خير وأحسن ممن يتلذذ بلعن الظلام.

* نمبر وان هو كل شاب وفتاة يتعلمان ويعملان لأجل تحسين أوضاعهم بدلاً من الارتماء في أحضان التطرف والإرهاب وخيانة الأوطان.

* نمبر وان هو كل طبيب يحمل كفنه على يديه ولا يتوان عن علاج المرضى وهو متيقن من خطورة تعرضه للإصابة بالعدوى.

* نمبر وان هو كل إعلامي شريف رفض أن يبيع شرفه أو يستأجر قلمه لكتابة كلمة يستخدمها الأعداء ضد أوطاننا.

كلمة أخيرة

نمبر وان في مصر بالملايين .. فالشعب الصامد الصابر المؤمن بأن مسيرة بناء الأوطان تستلزم تضحيات عظيمة لأجل حاضر أفضل ومستقبل أجمل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى