قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه يقدر حالة القلق لدى الشعب المصرى فيما يخص مفاوضات سد النهضة، مؤكدًا أنه من حق كل المصريين أن يقلقوا على موضوع المياه بإعتباره حياة لنا جميعًا.
جاء ذلك خلال افتتاح مجمع صناعة الغزل والنسيج المتكامل بالمدينة الصناعية بمدينة الروبيكى، بحضور رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وأكد الرئيس السيسى: “من حقنا القلق المشروع حول مفاوضات سد النهضة.. علينا مراعاة عدالة القضية.. وعدالة القضية تطمئنا فى أن المياه وجودها فى مصر ليس مطلب ولكن وجود الأهرامات الموجودة فى الجيزة دليل على ذلك.. وعدالة القضية أن حضارة المصريين قائمة على المياه منذ الآف السنين”.
وتابع: “لا أحد ينكر أهمية المياه فى مصر والدنيا كلها، وزى ما حنا عايزين نعيش بنقول لأشقائنا فى إثيوبيا والسودان إنهم يعيشوا.. ومن حقكم توليد الكهرباء من هذا السد كما أعلنتم وممكن أن نساعد بكل نوايا طيبية، ولكن بشرط عدم التأثير على المياه التى تصل لمصر”.
وطالب الرئيس بضرورة مواصلة المصريين للعمل لمواجهه قلقهم فيما يخص سد النهضة أو أى مشكلة أو تحدى يواجهنا قائلاً: “كل ما تشتغل أكتر كل ما تبقى قوى أكتر، وحقك محدش هياخده حد منك.. ولو أنت خايف وقلقان ما تتكلمش كتير، وتهدد وتقول كلام مالوش لازمة”.
وأضاف الرئيس أنه يحترم كل رأى فيما يخص سد النهضة، مضيفًا: “هناك من تحدث بالإعلام عن أعمال عسكرية.. بحترم كل رأى بس محدش يقول نعمل كذا وكذا.. بحترم كل رأى، ولكن إحنا نتفاوض، ودى معركة.. التفاوض معركة وستطول، ولن نمضى على شىء بلا مصلحة، والمصلحة تقتضى استفادة الجميع، وأن يكون الضرر مقبول على الجميع”.
وتحدث الرئيس السيسى عن ملف مفاوضات سد النهضة: “نحن نتحرك فى معركة تفاوض، وهذا التفاوض بمنتهى الوضوح عملية ملء وتشغيل السد، ونقوم بذلك لتجنب الفترات الصعبة هيكون فيه فترات جفاف، وتجنب تأثيرها علينا كمصريين”.
وأضاف: “نبذل جهدنا ومستمرون فى التفاوض.. وهننجح فى التفاوض إن شاء الله، وهننجح بعملكم وجهدكم وإصراركم وإصرارنا للوصول لاتفاق يحقق لنا المصالح التى كنا نحصل عليها على مر آلاف السنين من نهر النيل .. أقول ذلك بسبب الاهتمام الشديد فى مواقع التواصل الاجتماعى فى مصر وكذلك وسائل الإعلام وهذا الأمر طبيعى، ولكن البعض يتحدث عن موضوعات وهذا ليس مسار لمصلحة الدولة قاصداً الحديث الذى يردده بعض المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى بالقيام بعمل عسكرى ضد سد النهضة”.
وتابع السيسى: “أنتم قلقون.. والإجراء اللى عليكم.. كل واحد فيكم يشتغل كويس ومينمش.. بنعمل تبيطن للترع لتقليل الفقد فى المياه.. رئيس الوزراء يقول إن ذلك سيستغرق عامين.. لكن لو قلقانين فالأهالى يساهموا عشان ننتهى من الـ 20 ألف كيلو متر تبطين خلال عام أو 8 أشهر، وهذا سيقلل فقد المياه فى الترع”.
وأشار السيسى إلى أن “حجم الاستثمارات فى هذا المجال محطات معالجة للمياه وتقليل الفاقد من المياه” تقترب من تريليون جنيه حتى عام 2037، مشيرًا إلى أن الدولة منتبهة تمامًا لهذا الموضوع الحيوى وتعمل على إقامة محطات معالجة وتحلية فى إطار خطة كاملة لتحسين جودة المياه وتقليل حجم الفاقد وإعادة استخدام المياه أكثر من مرة”، ومصر من أكثر الدول الأكثر استخدامًا للمياه مرة أخرى ، مطالبًا وسائل الإعلام بتوعية الشعب المصرى بكيفية الحفاظ على المياه وترشيد الاستخدام وعدم إلقاء المخلفات فى الترع والقنوات.
وقال السيسى إن مصر تعتبر من الدول الأكثر إدارة لاستخدام المياه نتيجة محطات المعالجة المتطورة وتحويلها إلى مياه تستخدم فى الزراعة.
وأضاف الرئيس أن التحديات لن تنتهى لأى أمة وكل دولة ليها تحدياتها ومشاكلها، ولكن تهون بالإجماع والكتلة الشعبية الواعية الفاهمة المستفزة لصالح بلدها والحريصة على أمنها واستقرارها.. مش جيش بيحارب لا.. لو عندى ترعة فى القرية لو كل الشباب طلعوا علشان يساهموا فى إن الناس مترميش مخلفات فى الترع والمصارف طيب ده شكل من أشكال المشاركة”.
وكشف الرئيس السيسى عن خطة ومبادرة لاستكمال ما تبقى من الأراضى الزراعية باستخدام الرى الحديث، مضيفًا: “بالجدية يتم الانتهاء منها فى سنة وكلنا مع بعض، والبلد مش هتطلع لقدام لوحدها لأ.. بينا كلنا”.
وكشف الرئيس أن حجم الاستثمارات فى معالجة المياه حتى عام 2037 يصل إلى تريلون جنيه، مشددًا على ضرورة الحفاظ عل المصارف وعدم التعدى على الترع.
وأضاف الرئيس: “القلق مش كلام.. القلق إجراءات.. عاوزين نعمل رى حديث لكل الزراعات.. عشان نوفر كل نقطة مياه.. عشان جم المساحة الزراعية يتطلب مياه.. نعالج كميات المياه المطلوبة حتى عام 2037.
وتابع: “الدولة واخدة بالها من بدرى أوى وبتعمل إجراءات فى محطات معالجة وتحلية.. كنت أتمنى ألا يكون الحديث فى الإعلام عن عمل عسكرى فى موضوع سد النهضة، ده الخير بيجى من هناك.. ومصر حريصة على التفاوض فيما يخص سد النهضة وألا تستمر هذه الموجة فى الإعلام”.
وقال الرئيس: “بقول تانى الأسد محدش بياكل أكله فخليكوا أسود.. والأسد مش كلام.. كل واحد فى موقعه يبقا أسد صغير، وكلنا نبقا أسد كبير، حقنا مش بس فى المياه، حقنا فى الحياة، ومحدش يقدر يجور علينا ولا على مصالحنا ولا أمننا القومى.. مش بتكلم على المية بس، بتكلم فى أى حاجة وعلى حقنا فى الحياة، بناء الأمم والشعوب والحفاظ عليها.. يا كل المصريين وأهلى وحبايبى وناسى مش بالجيش ومش بالشرطة بينا كلنا بما فيهم الجيش والشرطة”.
وقال الرئيس السيسى إن نهضة المصريين من خلال مشاركتهم جميعًا وتعاونهم، قائلاً: “مواجهة التحديات مش بالجيش والشرطة بس.. بينا كلنا بما فينا الجيش والشرطة”.
وأضاف الرئيس السيسى: ” كل إنسان مصرى عنده شكل من أشكال القلق بسبب سد النهضة.. تفضل تشتغل وتشتغل وتشتغل.. وبيحصل كلام كتير.. ومعنديش إلا الشغل وبس لآخر يوم فى حياتى أو الموقع ده هنفضل نشتغل.. ونلقى الله ونحن نعمل.. ونبنى البلد وقوية وقادرة أكثر من اللى هى فيه عشرات المرات.
وأوضح الرئيس أنه سيتم خلال الفترة المقبلة افتتاح مجمعات صناعية ومنشآت مدنية جديدة، إذ تم إعدادها وتجهيزها وفيه جزء فى الاختبارات النهائية، ويتم التنسيق مع الخبراء الأجانب حتى ننهى هذه المصانع بعد وصول المعدات من الخارج.
وأضاف السيسى: “للمسؤولين عن مصانع العزل والنسيج.. هستلم تقرير بحجم الأعمال والمستهدفات كل شهر.. المسؤولين الكبار على مختلف المستويات بالدولة.. تابع وانزل واشتبك وتواصل.. وادخل على المصانع.. واتكلم مع العمال علشان يعرفوا الحكاية بتاعتنا.. المصرى جدع أوى.. لازم نفهمه.. مينفعش أبقى قاعد فى مكتبى وسايبه لوحده.. لازم أجيله كل يوم وأدخل قبل منه، وألف أنا وأشوف الدنيا عاملة إزاى.. كل يوم”.
وتابع الرئيس: “القطر بيتاخر يا كامل أكيد لا وبيطلع فى معاده.. والمسؤول كل يوم فى معاده.. 6 الصبح يكون موجود قبل العمال.. وآخر واحد يقفل ويمشى لو ده متاح.. وهو ده النجاح يا جماعة.. محدش يسيب المكان إلا ما يحقق المستهدفات.. ولو فيه مشكلة يحلها أو يعرضها على اللى أكبر منه ومحدش يسيب القضية ولا المشكلة جواه.. هتلاقينى جايلك الساعة 6 الصبح”.
وتابع السيسى: “عمرى ما قلت كلمة صعبة فى أصعب الظروف، وافتكروا 30 يونيو 2013 و2014 و2015 و2016.. وشوفوا مصر عاملة إزاى.. بفضل الله ووعيكم تجاوزنا ذلك ومستمرون للأمام ونزداد كل يوم قدرة وقوة وكثير من التحديات أعاننا الله عليها بفضل الله وعدالة مواقفنا والقيم الراقية والشرف والإخلاص والأمانة وربنا بيكتب لنا النجاح.. افتكروا 2013 والدنيا فى مصر كانت إزاى فى القاهرة والمحافظات، طيب وبعدين؟ لو كنا ظالمين ومعتدين مكنش ربنا وفقنا، لكن بفضل الله لازم يكون النجاح هو الجائزة التى يمنحنا الله إياها، لكن بالعمل والجد والمثابرة”.
وأشار الرئيس السيسى إلى إن الحكومة تعمل ليل ونهار، فى كل القطاعات وفقًا لخطط تم وضعها، ولفت إلى أنه كان من المفترض أن نفتتح عدد من المشروعات فى قطاع النقل، وطالبت بالانتظار للإنتهاء من جميع الإجراءات.
طالب الرئيس السيسى من الفريق كامل الوزير وزير النقل بالحديث عن مشروعات النقل وتكلفتها، مؤكدًا أن قطاع النقل يصل حجم ما تم إنفاقه ألف مليار و100 مليار جنيه خلال 10 سنوات بداية من عام 2014 وحتى عام 2024.
قال الفريق كامل الوزير وزير النقل، إن مشروعات النقل المخططة من 30 يونيو من يونيو 2014 وحتى يونيو 2024 يصل إلى 1.1 تريليون جنيه مصرى”، وهو ما رد عليه الرئيس السيسى، قائلا: “ألف مليار و100 مليار جنيه لقطاع النقل خلال 10 سنوات.. وحتى الآن لم تظهر أثاره للمصريين”.
وتابع الرئيس السيسى: “كان مخطط أن يكون فى شهر يوليو المقبل.. كل القطارات بجرارات وعربات جديدة وحتى جرارات البضاعة جديدة، وتطوير كهرباء الإشارات، حتى يعمل القطاع بمنتهى القوة فى القاهرة وفى كل المحافظات”.
وأضاف السيسى: لما بقول أن كل قطاعات الدولة تأخذ حظها والاهتمام الحقيقى من الحكومة علشان ده الوضع الطبيعى، مطالبًا الفريق كامل الوزير وزير النقل، بالبدء فى استخدام القطارات والجرارات الجديدة للمواطنين خلال فترة التنقل فى إجازة عيد الأضحى، وهو ما رد عليه الفريق كامل الوزير: “الموضوع رهن إشاراتك”، فرد عليه الرئيس: “لا يا كامل رهن إشارة الناس وليس إشاراتى.. وحتى الناس تستفيد”، وهو ما رد عليه الفريق كامل الوزير: “الناس فى انتظار الهدية من حضرتك”، فرد السيسى: “لا.. مفيش هدايا وكله بالحساب.. شفتوا الهدايا عملت ايه فى مصر .. وكل بالحساب بدلاً من تحول القطاع لخردة مرة أخرى كما حدث فى السنوات الماضية”.
وأكد الرئيس ضرورة الاهتمام بقطاع النقل، مضيفًا: “لازم نمشى مظبوط وإلا القطاع يرجع خردة وخسارة على البلد والناس متستفدش منه.. لا مفيش كلام من ده والشغل يبقا مضبوط والتكلفة الناس تبقا عارفاها.. أنت بتوصل المواصلة دى بالميكروباص بعشرة أو 15 جنيه أنا بدهالك بـ5 متستكترش الـ 5 جنيه عليا”.
وأضاف الرئيس: “بقول لكل الناس اللى بتسمعنى المفروض الرئيس ميتصداش للكلام ده علشان سياسيًا متتأثرش شعبيته.. لا لا دى قضيتى اللى هاقف بيها قدام ربنا أدفع تمنها كام واخد تمنها منه إن شاء الله.. إن كان ليا تمن هاخده.. عسى إنه يقبلنا إن شاء الله”.
وجه الرئيس السيسى بحل مشكلة عمارة الزمالك التى تضررت نتيجة أعمال المترو، قائلا: “نطلع التقرير ونعوض الناس وكل اللى هما عاوزينه ولا ضرر ولا ضرار”.
وقال وزير النقل، طلع التقرير الفنى وبنعمل إجراءات تأمين العمارة حقن من داخل النفق وداخل العمارة وقابلت سفير البحرين وتجولت معه بنفسى فى مبنى السفارة”.
وأضاف الرئيس: “نصلح كل الضرر اللى حصل فى سفارة البحرين والعمارة ونرجعه زى ما كان”.
وقدم السيسى التهنئة للعاملين فى المشروع الجديد وتمنى لهم التوفيق، ثم قام بتفقد مصنعى الغزل الرفيع والنسيج بمجمع مصانع الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية بالروبيكى.
واستمع الرئيس السيسى إلى شرح مفصل عن مصنع الغزل الرفيع من أحد العاملين به، إذ استعرض أن المصنع أنشئ على مساحة 16 ألفًا و500 متر مربع بطاقة إنتاجية 5ر4 طن وهو مزود ببنية تحتية تسع لطاقة 9 أطنان يومى من العزل الرفيع من نمرة 60 على واحد، كما استعرض مراحل إنتاج الغزل، بداية من مرحلة حلج القطن المصرى إلى تصنيعه.
وأضاف أن عدد العمالة بالمصنع يصل إلى 321 عاملا مقسمة على 3 ورديات، وتتكون من عدة مراحل، المرحلة الأولى: القطن الخام بعد حلجه، وهى مرحلة التفتيح، المرحلة الثانية: تحويله إلى شريط وهى تسمى مرحلة “الكرد”، المرحلة الثالثة: تسمى مرحلة “السحب الابتدائى”، المرحلة الرابعة: مرحلة الملفات وتسمى مرحلة “التمشيط”، المرحلة الخامسة: مرحلة السحب النهائى، والمرحلة السادسة: تسمى مرحلة البرم.
عقب ذلك، تفقد الرئيس، مصنع النسيج الذى يهدف إلى تعظيم الاستفادة من الغزول المنتجة من مصانع الغزل الرفيع والغزل السميك .
واستمع الرئيس السيسى إلى شرح تفصيلى عن مراحل تصنيع النسيج، حيث يقام المصنع على مساحة 10 آلاف و245 مترا مربعا يسع 190 ماكينة نسيج بطاقة إنتاجية ألف متر طولى.