نصر العاشر من رمضان.. الذي أذل كبرياء الصهاينة وأعاد كرامة العرب

افتتاحية بروباجندا
في تاريخ كل أمة أيام مجيدة تحمل أسمى معاني العزة والكرامة والفداء لتراب الوطن بالروح والدم .. تتوارثها الأجيال ككنوز لا تقدر قيمتها بثمن، ومن روعة الأقدار أن تكون أرض الكنانة مصر، مهد الحضارة الإنسانية، حصن الأمان للأمة العربية تدافع عن حدوده وبلدانه وتفدي الشعوب الشقيقة بكل غال ونفيس.
لذا لم تتوان مصر في أي وقت من الأوقات عن مساندة أي حق عربي .. ليس شفوياً عبر التصريحات الرنانة والشعارات الزائفة، وإنما بخوض أشرس المعارك ضد أي عدو، وضد كل غاصب أو معتد يحاول النيل من أمن واستقرار أي دولة عربية شقيقة، وفي سبيل ذلك خاضت مصر العديد من الحروب مع العدو الصهيوني دعماً ومساندة لحق دولة فلسطين، وقد شاء الله عز وجل أن يأتي النصر المبين على جيش الاحتلال في شهر رمضان المعظم، حيث أبى الجيش المصري الباسل إلا أن يكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
ومنذ ذلك الحين تحتفل مصر كل عام بذكرى النصر المبين على العدو الإسرائيلي في حرب العاشر من رمضان 1393، الموافق السادس من أكتوبر 1973، والذي تمكنت فيه القوات المسلحة المصرية الباسلة من عبور قناة السويس، التي كانت توصف بأنها أصعب مانع مائي في العالم، وتحطيم أكبر ساتر ترابي ألا وهو خط بارليف الذي كان جبلا من الرمال والأتربة، ويمتد بطول قناة السويس في نحو (160) كيلو متر من بورسعيد شمالاً وحتى السويس جنوباً، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، وهذا الجبل الترابي، الذي كانت تفتخر به القوات الصهيونية لمناعته وشدته، كان من اكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور والانتصار.
وكان من روعة هذه الحرب المقدسة أنها كانت في شهر الصوم العظيم وكان مباحاً للجنود الإفطار فهم ليسوا على سفر بل على حرب، إلا أنهم أبوا إلا النصر أو الشهادة وهم صائمين .. فكان تأييد الله ونصره حليفهم.
لقد أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم، العاشر من رمضان (1393هـ) السادس من أكتوبر (1973م)، مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ويظل وساما على صدر كل مسلم وعربي.
واستمراراً لمسيرة الانتصارات فقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه أمانة حكم مصر، على دعم الترسانة العسكرية المصرية بكل ما يلزم من أسلحة وعتاد لتحتفظ مصر بالقوة العظمى التي وضعتها ضمن القوى العشر الأولى على مستوى العالم من حيث القدرات العسكرية.
وهو ما يترجم على أرض الواقع العقيدة العسكرية التي تؤمن بأن القوة هي خير وسيلة لتحقيق السلام وضمانه، والسلام الذي يعرفه رجال الجيش المصري هو سلام العزة والكرامة، سلام الأقوياء الحافظين لمجد وأمن أمتهم العربية التي يتحملون أمانة الزود عنها ومناصرتها .. لذا كان من الطبيعي أن يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه أمانة ومسئولية حكم مصر على تحديث الترسانة العسكرية المصرية بأحدث ما وصلت إليه الدول الكبرى والمتقدمة حتى تبوأ الجيش المصري الترتيب الأول عربياً والعاشر عالمياً.
فالقيادة السياسية تدرك تمام الإدراك أن الجيش المصرى مركز الثقل الحقيقى ليس فقط فى مصر وإنما فى المنطقة بأكملها .. وهي الكلمات التي يحرص على ترديدها دوماً الرئيس السيسى خلال جميع لقاءاته .. فى رسالة واضحة كالشمس لأعداء مصر ولكل من تسول له نفسه النيل من قوة بلادنا وجيشها. حديث الرئيس السيسى عن قوة الجيش المصرى لم يأت من فراغ بل دعمته الشواهد والدلائل.
قوة ردع
تتبنى القيادة العامة للقوات المسلحة استراتيجية دقيقة لبناء قوة عسكرية تحقق الردع والقدرة على الدفاع عن أمن مصر القومى، فضلا عن امتلاك المنظومات والخبرات الانتاجية والادارية والهندسية التى تمكنها من معاونة اجهزة الدولة فى تنفيذ خطط وبرامج التنمية الشاملة فى كافة ربوع مصر، وتمضى القوات المسلحة بخطى متسارعة لبناء وتنظيم منظوماتها التسليحية وقدراتها القتالية على كافة المحاور الاستراتيجية بما يتسق مع التطور التكنولوجى للقرن الواحد والعشرين بما يمكنها من مواجهة التحديات الاقليمية والمتغيرات الدولية وانعكاساتها على الامن القومى المصرى داخليا بما فى ذلك تأمين الاهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من التهديدات بصورها المختلفة من جانب، وحماية مصالحها الاستراتيجية وتحقيق الردع بمحيطيها الاقليمى والدولى من جانب آخر.
أحدث الغواصات
فكان ادخال احدث الفرقاطات ولنشات الصواريخ والغواصات وحاملات المروحيات المسترال بما لها من خواص استراتيجية وتكتيكية تعزز من القدرات الهجومية والدفاعية لقواتنا المسلحة، وكذلك ادخال احدث اجيال المقاتلات متعددة المهام القادرة على الردع والوصول للاهداف المخططة لها على مدد بعيدة وتحت مختلف الظروف، كذلك احدث منظومات الدفاع الجوى لحماية سماء مصر بالتزامن مع اعادة تسليح ورفع كفاءة التشكيلات التعبوية بجميع وحداتها والاسلحة المعاونة وعناصر الدعم وتطوير الوحدات الخاصة بما يتناسب مع تطور نظم واساليب القتال الحديثة.
منظومة متكاملة
فى ظل ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مخاطر وتهديدات مباشرة للأمن القومى المصرى خاصة من الاتجاه الاستراتيجى الغربى، فقد حرصت القوات المسلحة على تعزيز القدرات القتالية للمنطقة الغربية العسكرية لمنع تسرب العناصر الارهابية المسلحة عبر خط الحدود الغربية، ومجابهة محاولات التهريب للاسلحة والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية، وذلك وفقا لمنظومة متكاملة يتم خلالها تكثيف اجراءات التأمين وتطوير نظم التسليح واعادة تمركز بعض الوحدات المقاتلة لذلك انشأت القوات المسلحة عدة قواعد عسكرية روعى فيها ان تضاهى احدث الانظمة العالمية فى مجال الاهتمام بالفرد المقاتل معيشيا وتدريبيا من خلال انشاء مئات المنشآت الجديدة، وتطوير المنشآت الادارية وميادين التدريب التكتيكى التخصصية ومخازن للاسلحة والذخائر، ومناطق تمركز العربات والمعدات داخل القاعدة.
الجيشان الثانى والثالث
كما اتسعت اعمال التطوير والتحديث لتشمل تشكيلات من الجيشين الثانى والثالث الميدانى بتزويدهما بأحدث المنظومات القتالية ونظم التسليح الحديثة بما يتواكب مع اسس ومبادئ معركة الاسلحة المشتركة الحديثة، ولم يقتصر التطوير على الكفاءة القتالية والفنية وانما امتد ليشمل الانشاءات الادارية ومناطق الايواء الحديثة، ففى الجيش الثالث الميدانى تم انشاء مدن سكنية تضم العديد من المنشآت الادارية والمرافق والتى تم تصميمها وتجهيزها هندسيا واداريا وفقا لأعلى مستويات مع الاهتمام بالجانب المعنوى والبدنى للفرد المقاتل من خلال الملاعب وصالات الاعداد البدنى واعمال التنسيق الحضارى.
لتؤكد القوات المسلحة انها ماضية بكل قوة فى مواصلة مسيرة التطوير والتحديث لمنظوماتها القتالية والاهتمام ببناء الفرد المقاتل وتطوير ادائه وقدرته على الوفاء بالمهام والمسئوليات المكلف بها للدفاع عن الوطن والمعاونة فى دعم مقومات التنمية الحضارية وحمكاية ركائز الامن القومى المصرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
أسطولان بحريان
كما حرصت القيادتان السياسية والعسكرية على دعم القوات البحرية وزيادة قدرتها على تأمين المجال البحرى لمصر والتى تتمتع بإطلالات بحرية استراتيجية فريدة تبلغ أكثر من ألفى كيلومتر على شواطئ البحرين الأبيض والأحمر .. وحرصت على تزويدها بأحدث الأسلحة البحرية المستخدمة فى جيوش الدول المتقدمة .. حيث زودت بفرقاطة فرنسية من طراز(FREMM تحيا مصر ) لدعم أسطول الفرقاطات المصرية فى البحرين الأبيض والأحمر .. وتوج تسليح البحرية المصرية بالحصول على حاملات الهليكوبتر الفرنسية من طراز ميسترال .. والتى اصبحت تمثل قوة هائلة متعددة القدرات ومتنوعة المهام فى المنظومة القتالية للبحرية المصرية .. وبالغواصات الألمانية طراز 209 / 1400 .. وهى تعد الأحدث والأكثر تطوراً فى عالم الغواصات .. هذا بالإضافة لتدبير عدد من لنشات الصواريخ المتطورة .. واللنشات السريعة .. والقوارب الزودياك الخاصة بنقل الضفادع البشرية.
طائرات متطورة
وفى مجال تطوير القوات الجوية .. فقد حظيت بدورها باهتمام كبير فى رؤية القيادتين السياسية والعسكرية نظراً لحيوية دورها فى منظومة الدفاع المصرية .. وارتكز التطوير على تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة .. ومن مصادر متعددة وفق استراتيجية مصر فى تنويع مصادر السلاح .. وتشمل الصفقات التى عقدت مختلف أنواع التسليح والذخائر والاحتياجات الفنية الخاصة بالطائرات .. وفى هذا المجال حصلت مصر على عدد من الطائرات الفرنسية من طراز رافال متعددة المهام والتى بدأت تعمل بكفاءة فى خدمة القوات الجوية .. كذالك الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز ميج 29 .. وطائرات أخرى من طراز كاسا C-295 .. كذا الحصول على عدد من الطائرات الأمريكية من طراز إفـ 16 .. وعدد من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار .. هذا بالإضافة لتدبير كافة أنواع الصواريخ والذخائر والمساعدات الفنية والأرضية الخاصة بالطائرات.
الدفاع الجوى
وفى مجال تطوير وتحديث منظومة الدفاع الجوى .. فقد راعت خطط التسليح أن يتم تدبير عدد كبير من الرادارات مختلفة الطرازات.. والتى تؤمن التغطية الرادارية للأجواء المصرية على مختلف الارتفاعات.. كما راعت تدبير عدد من كتائب الصواريخ وأعداد كبيرة من فصائل الصواريخ المحمولة على الكتف .. وذلك لزيادة قدرة الاشتباك مع الاهداف الجوية على الارتفاعات المختلفة .. وتدبير منظومات كهروبصرية حديثة لزيادة قدرة الدفاع الجوى على اكتشاف الأهداف وسرعة التعامل معها .. هذا فضلاً عن تطوير منظومات التأمين الفنى للصواريخ والرادارات والمعدات الفنية .. كما اشتمل التطوير على تحديث ورفع كفاءة عدد من مراكز القيادة الخاصة بالدفاع الجوى وفق منظومات آلية القيادة والسيطرة.. ويعد ذلك التطوير والتحديث فى قدرات الدفاع الجوى طفرة كبيرة تزيد من كفاءته وقدرته على حماية سماء مصر وفرض السيطرة على أجوائها بالتعاون مع القوات الجوية وعناصر الحرب الالكترونية ومن قواعد ثابتة وعناصر متحركة تكفل التغطية الكاملة لسماء مصر على مدار النهار والليل.
التصنيع الحربى
وفى منظومة التطوير التى تتبعها القوات المسلحة حظى التصنيع الحربى باهتمام كبير فى تلك الرؤية..خاصة فى مجال التصنيع المشترك والذى يتركز فى الدبابة إم 1 أ 1 للوفاء باحتياجات القوات المسلحة من الدبابات الحديثة .. ويمتد التصنيع بشركات الإنتاج الحربى ليشمل كذلك العديد من الأسلحة الرئيسية والكثير من المعدات الفنية والصواريخ المضادة للدبابات والذخائر الثقيلة ولنشات المرور السريعة والطائرات الموجهة بدون طيار وكبارى الاقتحام وكبارى المواصلات ومعديات العبور والمركبات والجرارات الخاصة بحمل الدبابات وبعض المعدات الهندسية.
قواعد عسكرية متكاملة
وفى ظل التطورات الأخيرة والخطيرة التى تحدث فى العالم من حولنا وتفرز العديد من التهديدات المؤثرة على أمن مصر القومى .. فقد ارتأت القيادتان السياسية والعسكرية ضرورة تطوير التمركزات العسكرية فى مصر بإنشاء قواعد عسكرية متكاملة على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية تضم بالإضافة للقوات البرية المتمركزة بها تجمعاً قتالياً يشمل قواعد جوية وموانئ بحرية قوية وكافية للتعامل مع مختلف التهديدات الموجهة لمصر من كل اتجاه بسرعة وحسم وتوفير كافة عناصر التأمين القتالى والإدارى والفنى لتلك القواعد.
كلمة أخيرة
سيظل الجيش المصري مصنع الرجال .. وحامي حمى العروبة