أخبار مصرعاجل

ننشر تفاصيل احتفال الدولة بالذكرى الـ 42 لحرب أكتوبر المجيدة

267

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم الإثنين، احتفالات الدولة بالذكرى الثانية والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة وذلك بمقر الكلية الحربية، وبحضور الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

ألقى الرئيس، كلمة خلال الاحتفال استهلها بتوجيه التحية لأرواح شهداء أكتوبر الأبرار، مؤكداً أهمية تلك الذكرى العطرة لاستدعاء روح أكتوبر واستلهام الدروس المستفادة منها، لاسيما أن قسمًا كبيرًا من الشعب المصري لم يعايش تلك الفترة.

وقد أشاد الرئيس بمشاركة الدول العربية الشقيقة في حرب أكتوبر، ومساندتهم لمصر وشعبها.

 وأشار الرئيس إلى ما عاناه الشعب المصري من مرارة النكسة في عام 1967، مؤكداً أن تلك المرارة لن تتكرر مرة أخرى بفضل الله سبحانه وتعالى، ولن تكون هناك عودة لزمن الانهزام والانكسار.

وأكد الرئيس أن متانة وقوة العلاقات بين الشعب المصري والقوات المسلحة كانت أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تحقيق النصر في حرب أكتوبر العظيمة، حيث التف الجميع حول هدف واحد هو استعادة الأرض والكرامة، منوهًا إلى أن الدرس المستفاد هو الحفاظ على العلاقات الوثيقة بين الشعب والقوات المسلحة في إطار من الحرص والاحترام المتبادل، وما دام الشعب والجيش كتلة واحدة فلن يستطيع أي طرف أن يكسر الإرادة المصرية، مؤكدًا أن جيش مصر الوطني الشريف المحب لوطنه لن يقف يومًا ضد الإرادة الشعبية الحرة، وإنما سيسعى نحو تحقيقها وسيواصل مسيرة عطائه للوطن.

وأوضح الرئيس أن ثاني الدروس المستفادة هو أهمية اتخاذ القرارات ولاسيما المصرية في الوقت المناسب، حيث واجهت القيادة السياسية المصرية آنذاك ضغوطًا مجتمعية لاتخاذ قرار الحرب سريعًا، إلا أنها كانت حكيمة وحريصة على اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب ليحقق الأهداف المرجوة.

وجدد الرئيس توجيه التحية والتقدير لأرواح شهداء مصر الأبرار في كل الحروب التي خاضتها مصر ومن كل فئات المجتمع، سواء من القوات المسلحة أو جهاز الشركة أو من قطاعات الدولة، منوهًا إلى شهداء مصر الذين يبذلون أرواحهم حفاظاً على مصر وصوناً لمقدرات شعبها من خطر التطرف والإرهاب.

 وفي سياق متصل، أكد الرئيس أهمية تخليد ذكرى شهداء أكتوبر والتعريف بالروح الوطنية التي سادت تلك الفترة وبثها في نفوس الشباب، من خلال المناهج الدراسية، إلى جانب الأعمال الفنية والمبادرات الرامية إلى توثيق بطولات حرب أكتوبر، لتدرك أجيال مصر المستقبلية أن الأبطال يعيشون بالتضحية والعمل والعطاء.

وأوضح الرئيس أن الجيش المصري استطاع بناء ذاته اقتصاديًا، حيث ظل رجال القوات المسلحة يتقاضون نصف رواتبهم لمدة عشرين عامًا ليتمكنوا من توفير الموارد الاقتصادية للقوات المسلحة المصرية، فلقد كانت مصر وستظل دومًا نصب أعينهم.

ووجه الرئيس الشكر للمشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، الذي اقترح هذه الفكرة وحرص على تنفيذها من أجل دعم قدرات القوات المسلحة المصرية.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس أن القدرة القتالية للجيش المصري تمكنه بعون من الله وتوفيقه من الذود عن أمن مصر، بل والمساهمة أيضًا في الحفاظ على الأمن القومي العربي.

وأكد الرئيس أنه من الأهمية أن نستقرئ جميعًا أحوال بعض دول المنطقة التي تواجه صعوبات جمة، أثرت سلبًا على حياة شعوبها، مؤكدًا أن مصر بوعي شعبها لن تسمح أبدًا بحدوث ذلك على أراضيها، ولن يتمكن أحد من المساس بها، مؤكدًا على أهمية العمل معاً من أجل البناء والتعمير.

وذكر السيد الرئيس أن مصر استعادت مكانتها الدولية اللائقة خلال عام ونصف العام، حيث منحت لكافة أطراف المجتمع الدولي الفرصة والوقت اللازمين لتفهم حقيقة وتطورات الأوضاع التي شهدتها منذ الثلاثين من يونيو، الذي كان حدثاً جللاً ومهماً، وهو الأمر الذي انعكس على علاقات مصر الدولية التي تشهد تنامياً ملحوظاً وإيجابياً مع مختلف القوى الدولية، ولقد جاء هذا التحسن مدعوماً برؤية مصرية حصيفة وثاقبة لتطورات الأوضاع في المنطقة، وهو الأمر الذي تمت الإشادة به في العديد من لقاءات السيد الرئيس التي أجراها على هامش مشاركة سيادته في اجتماعات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، والتي عكست تفهماً لحقيقة وتطورات الأوضاع التي شهدتها مصر ورغبةً في التعاون مع مصر.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس أنه لا عودة للوراء مرة أخرى حيث أن ما حدث في الثلاثين من يونيو كان تغيراً جذرياً، مؤكداً أنه لا يمكن لأي طرف أن يفرض إرادته على المصريين الذين يتمتعون بحرية كاملة في خياراتهم.

وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، شدد الرئيس على أهمية القضاء على الجماعات الإرهابية والمتطرفة، مع الحيلولة دون إمدادها بالمال والسلاح والمقاتلين، منوهاً إلى أهمية أن يتوازى مع تلك الجهود تصويبٌ للخطاب الديني، ليس فقط للتعريف بصحيح الدين ولكن أيضاً لضمان التطبيق العملي الصحيح للقيم الدينية السامية.

وقد وجه الرئيس خالص التعازي لأسر شهداء الحج، سواء من المصريين أو من الدول العربية والإسلامية، مشيدًا بالدور التاريخي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لخدمة الحجيج في موسم الحج، وكذا على مدار العام لمعتمري بيت الله الحرام، ومؤكدًا تقدير مصر هذا الدور ورفضها المزايدة عليه.

وتعليقًا على ما أثير حول تفسير تصريحات الرئيس بشأن الدستور، أكد أهمية عدم التشكيك في النوايا، خاصة في ضوء ما تشهده المرحلة الحالية من عملٍ بتجرد وإعلاءٍ لمصلحة الوطن.

وأضاف الرئيس أن البرلمان المقبل سيضطلع بمهمة تشريعية جسيمة لتعديل وإصدار العديد من القوانين، منوهاً إلى تجربة قانون الخدمة المدنية الذي اعترضت عليه بعض فئات الشعب، بل ووصفته “بالجائر” على الرغم من عدم مساسه باستمرار العاملين في وظائفهم أو برواتبهم وعلاواتهم، ومحذرًا من مغبة تكرار ذلك لدى قيام البرلمان بتعديل مختلف القوانين التي ستتعلق بالعديد من فئات الشعب.

ووجَّه الرئيس الدعوة إلى مختلف فئات الشعب المصري للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشددًا على أهمية حُسن اختيار النواب الجدد الذين سيشاركون في تحمُل مسئولية الوطن.

ونوَّه الرئيس إلى أنه لا يتعين على الحكومة الحالية أن تقدم استقالتها مباشرة فور انتخاب البرلمان، حيث يتعين أن تقدم الحكومة برنامجها إلى البرلمان لإبداء الرأي حياله، وسوف تستمر في حالة إقراره.

ومن جانب آخر، دعا الرئيس إلى إتاحة الفرصة للحكومة لتواصل أعمالها وجهودها في مناخ إيجابي يساهم في تحقيق الأهداف المرجوة.

وأكد الرئيس الأهمية التي توليها الدولة للشباب وإعداد الكوادر لتشارك المسئولية، في إطار مشروع تأهيل الشباب للقيادة، الذي تقدم له حتى الآن خمسون ألف شاب، منوهاً إلى أنه بعد التعرف على نتائج تلك التجربة، يمكن البدء في مرحلة ثانية منه للشرائح العمرية من ثلاثين إلى أربعين عاماً.

وأكد الرئيس أن الدولة لا تطلق أي مشروعات إلا بعد التأكد من جدواها الاقتصادية وضمان كل معطيات نجاحها، ومن بين تلك المشروعات مشروع المليون ونصف المليون فدان، مشيرًا إلى أنه سيتم إطلاق المرحلة الأولى للمشروع التي تشمل نصف مليون فدان في الفترة القريبة المقبلة.

وأكد الرئيس أهمية مواصلة جهود التنمية لتصل إلى المواطنين محدودي الدخل والفئات الأولى بالرعاية.

وأشار الرئيس خلال كلمته إلى أنه سيتم قريباً إطلاق مشروعٍ في مجال التعليم لإتاحة “المحتوى العلمي الدولي” لكافة المواطنين المصريين، حيث ستكون مصر بذلك أولى دول العالم التي تتيح لمواطنيها هذه المعلومات مجاناً، فضلاً عن البرامج التي تعدها الدولة لتأهيل وتدريب المعلمين. 

ووجه الرئيس رسالة للشعب المصري أكد فيها أن الغد سيكون أفضل وأكثر إشراقاً، مشيراً إلى أن كافة المؤشرات تدلل على ذلك وأنه برعاية الله سبحانه وتعالى ثم بسواعد المصريين وعملهم وصبرهم وتضحياتهم ستتمكن مصر من تحقيق التنمية المنشودة.

ودعا الرئيس الشعب المصري إلى التفاؤل مؤكدًا أن رسالة مصر للإنسانية هي البناء والتعمير وليس التآمر أو التخريب.

وفي ختام كلمته، رحب بالرئيس التونسي معربًا عن السعادة بمشاركة الرئيس التونسي لمصر وشعبها في احتفالاتها بذكرى حرب أكتوبر المجيدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى