نشاط الرئيس السيسي في أسبوع : المشاركة في قمة مكة وعدد من الجولة واللقاءات
تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث قام بجولة تفقدية لعدد من المشروعات الإنشائية الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة، وألقى كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا، وعقد اجتماعات لمتابعة خطة تطوير شركات قطاع الأعمال العام، وتحسين مناخ الاستثمار، والموقف التنفيذي لمشروع المتحف المصري الكبير، ونشاط وخطط وزارة الآثار الحالية والمستقبلية، واستعراض عدد من ملفات التعاون في القطاع الصحي مع القارة الأفريقية، ونشاط جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، واستقبل رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، وتوجه إلى السعودية للمشاركة في أعمال القمتين العربية والإسلامية.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالقيام بجولة تفقدية لعدد من المشروعات الإنشائية الكبرى بالعاصمة الإدارية الجديدة، كمدينة الفنون والثقافة، بما فيها دار الأوبرا الجديدة، وكذلك الحي الحكومي، فضلًا عن القيادة الاستراتيجية.
واطلع الرئيس خلال جولته على الموقف التنفيذي للمشروعات وسير العمل بها، مؤكدا ضرورة مراعاة الالتزام بالجدول الزمني المحدد لإتمام تلك المشروعات وفق أعلى المواصفات وأحدث التصميمات.
وتفقد الرئيس خلال جولته مدينة الفنون والثقافة، والتي يتم إنشاؤها لتصبح منارةً للإبداع الفني والفكري والثقافي، وستضم عددا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، بالإضافة إلى دار الأوبرا الجديدة، التي تعد جزءا أساسيا من مدينة الفنون والثقافة، ومن المخطط لها أن تكون أكبر دار للأوبرا في الشرق الأوسط.
كما تفقد الرئيس الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية، والذي يقع على مساحة ٥٥٠ فدانا، وسيضم مباني الجهات والهيئات الحكومية المختلفة مثل الوزارات ورئاسة مجلس الوزراء والبرلمان وغيرها من مؤسسات الدولة.
وألقى الرئيس السيسي كلمة بمناسبة الاحتفال بيوم أفريقيا، قدم خلالها التهنئة لأبناء أفريقيا بمناسبة الذكرى التاريخية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، والتي دشنت عهدًا جديدًا في مسار التضامن الأفريقي وتعزيز العمل المشترك بين دول القارة.
وقال الرئيس: إننا نجني اليوم ثمار جهد الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، وعمل أجيال أفريقية متعاقبة بشكل دؤوب طيلة العقود الماضية، فقارتنا العزيزة تخطو بثبات نحو تحقيق التنمية المستدامة من خلال تنفيذ خطتنا الطموحة للتنمية المُمثلة في أجندة 2063، ويوما بعد يوم تزداد فعالية جهودنا المشتركة في إيجاد حلول لنزاعات ومشكلات عانت منها القارة لعقود وحالت دون تحقيق أحلام شعوبها.
وأضاف إنه في سبيل تحقيق أهدافنا المشتركة، فمن المهم أن نعمل على الاستفادة من قدرات القطاع الخاص، إلى جانب جهود الحكومات الأفريقية، وذلك لتشجيع سواعد أبناء أفريقيا على بناء المشروعات القارية الرائدة لتطوير منظومة البنية الأساسية الأفريقية، وبما يساعد على تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية التي نستعد معًا للاحتفال بدخولها حيز النفاذ في قمتنا الاستثنائية المقررة في يوليو المقبل بجهورية النيجر الشقيقة.
وبالتوازي مع تلك الجهود والتطورات، يتعين علينا أن نسعى حثيثًا نحو تطوير ثرواتنا البشرية وتأهيل شباب القارة لمواكبة تطورات العصر والاضطلاع بمهامهم في قيادة مستقبل أفريقيا، فضلًا عن مواصلة تعزيز دور المرأة الأفريقية كقلب نابض لمجتمعاتها ونبراس لتحولها الاقتصادي واستقرارها، بالإضافة إلى تدعيم الروابط الثقافية والحضارية بين شعوبنا، ترسيخًا للهوية الأفريقية وإعلاءً لمبادئ التضامن الأفريقي.
واستقبل الرئيس السيسي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني، بحضور كلٍ من الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وسامح شكري وزير الخارجية، والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة، حيث تم عقد جلسة مباحثات منفردة تلتها جلسة مباحثات موسعة.
وأوضح الرئيس السيسي أنه يتابع عن كثب جميع التطورات والتفاعلات الراهنة على الساحة السودانية، مؤكدا دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها للإرادة الحرة وخيارات الشعب السوداني الشقيق في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، ومعربا عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء في السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني بعيدا عن التدخلات الخارجية.
وأعرب الرئيس عن ثقته في قدرة الشعب السوداني ومؤسسات الدولة على استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مقدرات دولة السودان، مؤكدا أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان الشقيق على تحقيق استحقاقات هذه المرحلة ومواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني.
كما أكد حرص مصر على مواصلة التعاون مع السودان في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، والدفع نحو سرعة تنفيذ المشروعات التنموية المشتركة، كالربط الكهربائي وخط السكك الحديدية، بما يحقق الرخاء والتقدم لشعبي البلدين.
وتم التوافق بين الجانبين بشأن استمرار التشاور المكثف بهدف المساهمة في تحقيق استقرار السودان وتفعيل الإرادة الحرة للشعب السوداني الشقيق والانحياز لخياراته.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، تناول متابعة آخر مستجدات خطة إصلاح وتطوير شركات قطاع الأعمال العام، حيث وجه الرئيس بمواصلة تنفيذ الإصلاحات الشاملة لهذا القطاع ليساهم بفاعلية لصالح الاقتصاد القومي وكذلك في جهود التنمية المستدامة على مستوى الجمهورية، بما في ذلك تعظيم الاستفادة من أصول قطاع الأعمال العام وحسن إدارتها.
كما وجه بالتركيز على تأهيل العنصر البشري والارتقاء بمستوى العاملين بشركات قطاع الأعمال العام ورفع كفاءتهم، أخذا في الاعتبار أن العامل البشري هو أساس أي جهود تهدف إلى التطوير أو الإصلاح.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واللواء طبيب بهاء الدين زيدان مدير مجمع الجلاء الطبي للقوات المسلحة.
وتم خلال الاجتماع استعراض الموقف الخاص بعدد من ملفات التعاون في القطاع الصحي مع القارة الأفريقية، حيث وجه الرئيس في هذا الصدد بتكثيف الجهود لنقل التجربة والخبرة المصرية ذات الصلة إلى الأشقاء الأفارقة، في إطار الدعم الموجه للدول الأفريقية في مجال الصحة، وذلك للمساهمة في الجهود الدولية للارتقاء بالخدمات الصحية في أفريقيا، على نحو يساعد على تحقيق معدلات التنمية المستدامة المنشودة بالقارة.
وتطرق الاجتماع إلى استعراض آخر تطورات مبادرة الرئيس لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع، بما فيها القضاء على قوائم الانتظار لعمليات جراحة قوقعة الأذن للأطفال، حيث وجه الرئيس في هذا الصدد بالعمل على دعم جهود الاكتشاف المبكر لضعف وفقدان السمع، وذلك من خلال جعل فحص السمع روتينيًا وإجباريًا للأطفال حديثي الولادة، بحيث تسهل في المستقبل عملية متابعة وعلاج الطفل المكتشف إصابته.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، حيث وجه الرئيس باستمرار الحكومة في اتخاذ الإجراءات والخطوات لتحسين مناخ الاستثمار والأعمال في جميع أنحاء الجمهورية، وتسهيل وتبسيط الإجراءات أمام المستثمرين في مختلف القطاعات وإزالة أية معوقات في هذا الإطار، الأمر الذي من شأنه تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني على تحقيق التنمية المستدامة وتوفير فرص العمل، ومن ثم تبوء مصر مكانة متقدمة ضمن المقاصد الدولية الجاذبة للاستثمار.
كما وجه بتطوير آليات الترويج للفرص المتاحة للاستثمار في السوق المصرية، خاصةً في إطار المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مختلف أنحاء الجمهورية، وكذلك في مشروعاتدعم القدرات البشرية والتدريب والتأهيل، وذلك في إطار استراتيجية الدولة التي ترتكز على الاستثمار المتكامل في الإنسان، باعتباره العامل الحاسم في ازدهار وتقدم الأمم.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين جامع رئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ووجه الرئيس بتعزيز دور الجهاز على نحو يساهم في دمج المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في الاقتصاد الرسمي، وتوفير المزيد من فرص العمل وتقليل معدلات البطالة والارتقاء بمستوى المعيشة خاصة للشباب.
كما وجه بالاستمرار في جهود تطوير دور الجهاز لدعم نشاطه في مجال تحفيز ريادة الاعمال وتشجيع الابتكار، ومساعدة الراغبين في اقامة مشروعات ذات قيمة مضافة تعزز من نمو الاقتصاد الوطنى، فضلًا عن تنظيم برامج تدريبية تهدف إلى تطوير قدرات الشباب وتساعدهم على إقامة المشروعات.
وعقد الرئيس السيسي اجتماعا حضره رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الآثار، والسياحة، والمالية، ورئيس هيئة الرقابة الإدارية ومستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وتناول الاجتماع متابعة الموقف التنفيذي لمشروع المتحف المصري الكبير، حيث وجه الرئيس بالالتزام بالتوقيتات والجداول الزمنية التي تم إقرارها لتنفيذ المشروع، مؤكدا على مراعاة إبراز عظمة وتفرد وعراقة الحضارة المصرية القديمة خلال العرض المتحفي.
كما وجه باستمرار العمل على رفع كفاءة المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير ومنطقة هضبة الأهرامات والطرق والمحاور المؤدية إليها، بحيث تتواكب مع قيمة وأهمية المتحف المصري الكبير الذي يعد أكبر وأهم صرح ثقافي في العالم، وبما يساهم في تقديم صورة جديدة لمصر للعالم.
ثم عقد الرئيس السيسى اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الآثار، تناول مجمل نشاط وخطط وزارة الآثار الحالية والمستقبلية، وفى هذا السياق وجه الرئيس بالارتقاء بالخدمات وبالمواقع الأثرية والمتاحف على مستوى الجمهورية، اتساقًا مع جهود التنمية الشاملة على مختلف الأصعدة فى جميع ربوع مصر، وعلى نحو يليق بمكانتها السياحية على الصعيد الدولي، وانعكاسًا للنقلة الحضارية التي تسعى مصر لتحقيقها.
وفيما يتعلق بنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بعين الصيرة، والمزمع نقلها بعد عدة أشهر، وجه الرئيس بمراعاة أن تتم عملية النقل في إطار حدث عالمى يليق بمكانة وعراقة الحضارة المصرية القديمة.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بالتوجه إلى السعودية للمشاركة في كلٍ من القمة العربية الطارئة، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، واللتين تستضيفهما مكة المكرمة.
وتأتي مشاركة الرئيس بالقمتين العربية والإسلامية في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير أواصر العلاقات مع جميع الدول الأعضاء في المنظمتين بالعالمين العربي والإسلامي، والمساهمة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب العربية والإسلامية.
وألقى الرئيس كلمة بالقمة العربية الطارئة تضمنت رؤية شاملة لمحاور الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة في مواجهة التحديات الراهنة وكذلك سبل تعزيز التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة في هذا الإطار.
كما يأتي انعقاد القمة الإسلامية الـ١٤ بالتزامن مع احتفال منظمة التعاون الإسلامي بذكرى مرور نصف قرن على تأسيسها، والتي تمثل الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتنعقد القمة الحالية تحت شعار “يدًا بيد نحو المستقبل”، ومن المقرر أن يستعرض الرئيس في كلمته أمام القمة الإسلامية سبل بلورة موقف موحد تجاه القضايا والأحداث الجارية في العالم الإسلامي في مقدمتها مكافحة الفكر المتطرف، وكذلك التصدي لنشر خطاب التمييز والكراهية ضد المسلمين.
كما تضمن برنامج الرئيس السيسي عقد لقاءات ثنائية على هامش القمتين مع عدد من القادة العرب والمسلمين تتناول التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.