تعدد نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي، حيث شهد الجلسة الافتتاحية لمنتدي “أفريقيا 2017” بمدينة شرم الشيخ، واستقبل على هامش المنتدى عددا من الرؤساء الأفارقة المشاركين في فعالياته، وعقد اجتماعا لمتابعة تطورات مشروع الضبعة وتنمية سيناء والنهوض بالتعليم الجامعي، واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، وأجرى اتصالا هاتفيا بالعاهل الأردني.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بحضور الجلسة الافتتاحية لمنتدي “أفريقيا 2017” بمدينة شرم الشيخ، بحضور عدد من الرؤساء والقادة الافارقة، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، والعديد من مسئولي المؤسسات الدولية والافريقية المعنية بالاستثمار، فضلا عن كبار المسئولين المصريين ورواد الأعمال من مصر وأفريقيا والعالم.
وألقى الرئيس كلمة فى هذه المناسبة أكد خلالها أن مصر لم ولن تألو جهدا من أجل تيسير الاستثمار في أفريقيا، كما أنها تبذل جهودا مستمرة من أجل استكمال التزاماتها نحو تحقيق التكامل بين الدول الافريقية، فضلا عن دعم كافة مبادرات الاتحاد الأفريقي والمشروعات الإقليمية التي تهدف الى تطوير البنية الأساسية في أفريقيا بهدف تنمية حركة التجارة بين مختلف دول القارة.
وشارك الرئيس السيسي في إطار فعاليات منتدي “أفريقيا 2017” في الجلسة التي عُقدت حول سبل تهيئة مناخ الأعمال وتشجيع الاستثمار بالقارة، حيث أشار خلال مداخلته بالجلسة إلى وجود حاجة لتعزيز العمل المشترك سواء على مستوى التكتلات الإقليمية أو على مستوى القارة بأكملها من أجل إزالة العوائق الجمركية وتحسين حركة التنقل والتواصل بين أنحاء القارة من خلال إنشاء بنية تحتية حديثة، مؤكدا أن مصر طالما قامت بالاستثمار في أفريقيا، وتحرص دائمًا على تشجيع قطاع الأعمال المصري على التوجه إلى الدول الأفريقية في الوقت الذي تدعو فيه قطاعات الأعمال الأفريقية للاستثمار في مصر والاستفادة مما يتوفر بها من فرص واعدة.
ودار فى ختام الجلسة حوار مفتوح بين المشاركين والرؤساء الافارقة، تم التطرق خلاله إلى موضوعات الأمن الغذائي وسبل تحقيق التكامل والتعاون الاقليمي على مستوي القارة الافريقية. وأكد الرئيس السيسي فى هذا السياق أن منتدي “أفريقيا 2017” يعد خطوة على بداية طريق التعاون والتكامل الأفريقي، مشيرًا إلى أهمية بذل مزيد من الجهود وتوفير الإرادة السياسية اللازمة سعيًا لتحقيق التواصل والتقارب والتكامل الذي يحقق المصالح المتبادلة للدول الافريقية، موضحا أهمية التعامل مع التحديات المختلفة التي تواجه الدول الافريقية وتعرقل مسيرة التنمية، وعلى رأسها خطر الارهاب الذي يؤدي إلى عدم الاستقرار، مؤكدا أهمية تحصين المجتمعات الافريقية من التطرف.
وشارك الرئيس السيسي في إطار فعاليات منتدي “أفريقيا 2017″، في جلسة المائدة المستديرة التي ناقشت فرص الاستثمار فى مصر، بحضور كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات المصرية والأفريقية والعالمية، بالإضافة إلى عدد من السادة الوزراء والمسئولين المصريين.
وتحدث الرئيس في البداية عن ارتباط الاستثمار بإرادة الشعب المصري الذي أكد على مدار المرحلة الماضية عزمه على تحقيق تنمية حقيقية خلال الفترة القادمة، مستعرضًا في هذا الإطار العناصر الرئيسية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأ تنفيذه عام 2014، فضلًا عن الجهود التي تمت للارتقاء بالبنية الأساسية، مثل الكهرباء والطرق، وكذا التدابير التي تتم لتهيئة المناخ الاستثماري المناسب أمام القطاع الخاص من خلال تحسين بيئة الأعمال وتيسير إجراءات الاستثمار، سواء من خلال إصلاح الجوانب التشريعية، وكذا من خلال دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما تطرق الرئيس إلى المشروعات التنموية الكبرى الجاري تنفيذها وما توفره من فرص استثمارية، خاصة من خلال العمل في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي تتميز بموقعها الاستراتيجي على أهم مجرى ملاحي عالمي.
وأكد الرئيس على دعم الدولة الكامل لرجال الأعمال المصريين، مشيدا بالدور الهام الذي يضطلعون به فى تحقيق التنمية، ومتطلعا لأن يزيدوا من جهودهم في البناء والتعمير خلال المرحلة المقبلة، كما أكد أن القانون يحفظ حقوق الجميع، بما في ذلك رجال الأعمال، وعدم السماح بحدوث أية تجاوزات في حق أحد وحرص الدولة على إعلاء سيادة القانون.
واستقبل الرئيس السيسي على هامش أعمال منتدي “أفريقيا 2017” فى شرم الشيخ كل من ألفا كوندي رئيس جمهورية غينيا والرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، ورئيس جمهورية ساحل العاج الحسن واتارا، حيث تم بحث سبل تطوير التعاون المشترك في عدد من المجالات، ومناقشة بعض الموضوعات والقضايا الافريقية وسبل دعم العمل الافريقي المشترك فى إطار الاتحاد الافريقي.
واستقبل الرئيس السيسي فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، وأكد موقف مصر الثابت الداعي إلى ضرورة التوصل إلى حل للأزمة في ليبيا من خلال المسار السياسي، الذي يعد حجر الزاوية لعودة الاستقرار لليبيا الشقيقة وللحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها، مشيرًا إلى ما يربط الشعبين من علاقات وثيقة تاريخية وممتدة.
وتم خلال اللقاء استعراض آخر التطورات السياسية على الساحة الليبية وجهود المبعوث الأممي، كما تم استعراض المساعي المصرية مع مختلف القوى الليبية، بهدف دعم المسار السياسي، باعتباره المسار الوحيد المقبول محليا وإقليميا ودوليا، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية استمرار جهود التسوية السياسية والعمل على مساعدة مبعوث الأمم المتحدة لليبيا في مهمته، واستكمال التوافق حول مختلف القضايا المعلقة.
وتطرق اللقاء أيضًا إلى سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجال مكافحة الإرهاب، واتفق الجانبان على أهمية تعزيز الجهود الدولية بهدف صياغة استراتيجية شاملة للتعامل مع الإرهاب، خاصة مع تنامي ظاهرة انتقال المقاتلين من بؤر الصراعات إلى مناطق أخري، وهو ما تستغله التنظيمات الإرهابية لإشاعة الفوضى في المنطقة.
وأجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بالعاهل الأردني بالملك عبد الله الثاني، وتناول الاتصال بحث آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة على صعيد القضية الفلسطينية وما تشهده من تطورات خلال الأيام الماضية عقب قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، وتم أيضا خلال الاتصال التباحث حول سبل دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتشاور بشأن آخر التطورات على صعيد قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس، وتم خلال الاتصال بحث تداعيات القرار وسبل التوصل إلى حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واستقبل الرئيس السيسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وعقد الرئيسان جلسة مباحثات أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث أعرب الرئيس السيسي عن حرص مصر على تطوير أوجه التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، وخاصة مشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، فضلا عن المشروعات المشتركة الأخرى، ومن بينها مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وغيرها من المشروعات الجاري دراستها تمهيدًا للبدء في تنفيذها.
من جانبه ، أشاد بوتين بتنامي معدلات التبادل التجاري بين البلدين ليتجاوز حجمه أربعة مليارات دولار، مؤكدًا عزم روسيا مواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر ودفعها إلى آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة.
وتطرقت المباحثات بين الرئيسين لعدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، حيث تم استعراض تطورات الدراسات المشتركة التي يقوم بها الجانبان لإنشاء منطقة صناعية روسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وكذا إنشاء منطقة لوجستية للصادرات المصرية في روسيا، حيث قام الرئيسان بتكليف الجهات المعنية في البلدين بمواصلة العمل الحثيث في هذا الإطار وتذليل أية عقبات تواجه الانتهاء من المشروعات المشتركة بين الجانبين.
وتم كذلك تناول تطورات التعاون بشأن أمن المطارات، حيث أشاد الرئيس الروسي بالجهود الكبيرة التي قامت بها السلطات المصرية لتأمين المطارات، معربًا عن تطلعه لاستئناف رحلات الطيران الروسي فور انتهاء المشاورات الفنية الجارية في هذا الشأن، كما تم استعراض تطورات المفاوضات الجارية بين الجانبين لتزويد هيئة السكك الحديدية بعدد من عربات القطار الروسية، في إطار خطة تحديث منظومة النقل بالسكك الحديدية في مصر.
وتناولت المباحثات كذلك عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتداعيات القرار الأمريكي بنقل سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل إلى القدس، حيث أكد الرئيسان ضرورة العمل الجاد على التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، التي تنص على تسوية كافة الجوانب الخاصة بالوضع النهائي بما في ذلك وضع مدينة القدس عبر المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد الرئيسان أهمية عدم اتخاذ أية قرارات من شأنها تعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط وتقويض فرص التوصل لسلام عادل ودائم.
كما بحث الرئيسان تطورات الأزمة السورية، حيث توافقت وجهات النظر حول ضرورة دعم التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على القضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، وتوسيع مناطق خفض التوتر، بهدف تهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية.
وأشاد الرئيس الروسي في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في سبيل تسوية الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط.
وتم كذلك خلال المباحثات مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، في ضوء ما يمثله من خطر كبير على المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار ظاهرة الإرهاب على كافة المستويات، سواء فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، وبحيث يتسنى القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره بشكل نهائي، فضلًا عن ملاحقة عناصر “داعش” التي تنتقل من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى.
وفي ختام المباحثات، شهد الرئيسان التوقيع على وثيقة بدء إشارة تنفيذ محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، ثم عقدا مؤتمرًا صحفيًا مشتركا.
واستقبل الرئيس السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتم عقد جلسة مباحثات مطولة ضمت وفدى البلدين، حيث تم استعراض آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، وذلك على خلفية قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، حيث أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت بضرورة الحفاظ على الوضعية التاريخية والقانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مع استمرار مصر في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتم التطرق إلى سبل التعامل مع التداعيات الخطيرة لقرار الولايات المتحدة على وضعية مدينة القدس، وعلى عملية السلام في الشرق الأوسط، وخطوات التحرك على الأصعدة المختلفة، سواء في إطار الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أو في إطار المحافل الدولية، حيث أكد الجانبان أهمية تضافر الجهود الدولية للحفاظ على فرص التوصل إلى تسوية نهائية للقضية الفلسطينية، والمضي قدما في عملية المصالحة الفلسطينية كخيار استراتيجي لا غنى عنه، خاصة في الوقت الراهن وفي ضوء ما تتعرض له القضية الفلسطينية والقدس من مخاطر غير مسبوقة، بما يمكن الفلسطينيين من الوقوف صفًا واحدًا للتعامل مع يواجهونه من تحديات.
واتفق الرئيسان على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف، واستغلال الزخم الدولي الرافض بالإجماع للقرار الأمريكي الأخير من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
واختتم الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع وزاري حضره المهندس مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء
ووزير الإسكان، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وعمرو الجارحي وزير المالية.
وقدم وزير الكهرباء تقريرا حول محطة الضبعة النووية والاستعدادات الأولية لبدء الخطوات التنفيذية لإنشاء المشروع، كما قدم وزير المالية عرضًا بشأن كيفية سداد مصر لحصتها المالية من التكاليف الإجمالية للمشروع، وسبل توفيرها.
ووجه الرئيس بسرعة القيام بجميع الخطوات الحالية التي تقع على مسئولية الحكومة فيما يتعلق بمحطة الضبعة حتى يتم التنفيذ وفق الجدول الزمنى المحدد.
كما عرض وزير الكهرباء خطة الوزارة لتطوير خدمات الكهرباء المقدمة للمواطنين، والإجراءات المتخذة لتحسين الخدمة ورفع كفاءة شبكة توزيع ونقل الكهرباء، في مختلف أنحاء الجمهورية، وأكد الرئيس أهمية سرعة الانتهاء من تنفيذ خطة رفع كفاءة شبكة نقل وتوزيع الكهرباء وفقًا للبرنامج الزمني المحدد لها.
وعرض الدكتور مصطفى مدبولي كذلك خطة الحكومة الشاملة للتنمية في سيناء، والتي تهدف إلى إنشاء العديد من المشروعات القومية فى مختلف المجالات، واستغلال الفرص الاستثمارية الواعدة التي تتيحها سيناء بما يساهم في توفير فرص العمل وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
كما عرض الموقف بشأن إنشاء الجامعات الخاصة الجديدة، حيث شدد الرئيس على أن يتم ذلك من خلال اتفاقيات للتوأمة مع أعرق الجامعات العالمية التي تكون ضمن أفضل 50 جامعة على مستوى العالم، وذلك لتقديم أرقى مستوى تعليمي جامعي، خاصة في مجالات العلوم الطبيعية والتطبيقية والتكنولوجية ودراسات الاقتصاد والتجارة والاستثمار، وذلك في إطار خطة الدولة للنهوض بالتعليم الجامعي لتخريج أجيال وكوادر من الشباب المصري على أعلى مستوى من الاستعداد العلمي والفني ليكون قاطرة التنمية والتقدم لمصر خلال المرحلة المستقبلية القادمة.