آراءشويّة دردشة

نسيج الوطن | بقلم د. روان عصام

الدين المعامله من الصور الذهنيه التي لم تفارقني ابدا، في ثوره يونيو صوره الشباب المسلم والمسيحي واقفين يدا بيد مكونين حائط بشري لحمايه الكنائس و ايضا صوره المسيحين يحمون المسلمين اثناء افطار رمضان والصلاه.

عندما فتح عمر بن الخطاب بيت المقدس قام بزياره كنيسه القيامه ورفض الصلاه فيها حتي لا يتخذها المسلمون مصلي لهم من بعده ويحولونها الي مسجد لكن ليس لحرمانيه الصلاه بها.

رايت في اجتماع نصف سنوي لدفعه ٨١ كليه الطب البشري جامعه طنطا الاطباء مسلمين ومسيحين، اناثا وذكورا مع اسرهم يتشاركون الطعام ويتبادلون اطراف الحديث والمشاعر الطيبه بكل حب وصدق كان اللقاء في فتره صيام الاخوه المسيحين وكانت المفاجاه في طلب اطباء من المسلمين طعام صيامي مسيحي بدون تعصب او تطرف بدون تحريم او تكفير لتصرفهم واري زميلاتي الاقباط في دعوه افطار رمضان السنويه التي نقوم بها يصومون معنا ويشاركوننا الافطار مع اذان المغرب.

هذا هو الاسلام الوسطي اللذي لم يدعو ابدا للعنف او للتعادي بين المسيحين والمسلمين ولقبهم الرسول صلي الله عليه وسلم باهل الذمه واوصي بهم الصحابه والخلفاء الراشدين ” اوصيكم باقباط مصر خيرا ” حديث شريف، اكمل هذه الخطي الفاروق عمر بن الخطاب الذي استدعى والي مصر وأميرها عمرو بن العاص وابنه الى المدينة المنورة مع ذاك القبطي وابنه الذي ضربه ابن عمرو بن العاص، ونعته “يا ابن الاذلين”، فقال الخليفة عمر لابن القبطي خذ حقك واضربه أمامي، فتردد ابن القبطي خوفاً من الوالي، فأعاد الخليفة عمر الطلب وقال له: اضرب بن الاكرمين، وخذ حقك،وهكذا كان ثم طلب منه ان يضرب الوالي نفسه لأنه سمح لابنه بأن يضرب الناس بغير حق.

بالرغم من كل هذه المواقف الرائعه التي تمثل الوحده الوطنيه في ابهي صورها علي مر العصور فاني تاثرت وحزنت كثيرا لاحداث العريش وفرار بعض الاسر المسيحيه الي الاسماعيليه وبورسعيد تاركين ورائهم كل غالي ونفيس من الممتلكات والذكريات خوفا من تهديد فئه ارهابيه ضاله لا تمت للدين الاسلامي الحنيف باي صله، وان عزائنا الوحيد في ما اصابهم هو دور الدوله السريع حيث وفرت لهم المسكن والانتقال الي محافظات اكثر امانا.

واني علي يقين بان كبار قبائل و عواقل شمال سيناء المعروف عنهم النخوه و الشهامه والمرؤه يستطيعون التكاتف مع القوات المسلحه وقوات الشرطه المصريه لوضع حد لهذا الفزع الذي يعيشه الاقباط في سيناء.

يعتقد الارهابيون انهم كلما اسقطوا ضحايا من شهداء القوات المسلحه او من المدنيين سكان شمال سيناء الاقباط و المسلمين ان هذا سيؤثر علي وحدتنا الوطنيه، ما لا يعلمونه ان الانسان المصري عنيد و لديه من الكبرياء والمرؤه ما يدفعه للتضحيه بعمره قبل المساس بالنسيج الاجتماعي والامن القومي المصري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى