نتائج زيارة “تيلرسون” للسعودية
دعا وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في الرياض الاحد “الميليشيات الايرانية” الى مغادرة العراق مع اقتراب حسم المعركة مع تنظيم الدولة الاسلامية، في دعوة تعكس سعي الولايات المتحدة الحثيث للحد من نفوذ طهران في الشرق الاوسط.
وجاءت الدعوة خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي عادل الجبير في ختام زيارة للرياض حضر خلالها حفل اطلاق مجلس تنسيقي بين المملكة السعودية والعراق الذي ينظر اليه على انه أحد أبرز حلفاء ايران في المنطقة.
وتوجه تيلرسون بعيد انتهاء زيارته الى الدوحة حيث من المقرر ان يناقش مع المسؤولين القطريين الازمة الكبرى التي تعصف بالخليج، آملا في يعدي اطراف النزاع الدبلوماسي الى طاولة الحوار.
وقال تيلرسون “بالطبع هناك ميليشيات ايرانية. والان، بما ان المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية شارفت على نهايتها، فان على تلك الميليشيات العودة الى موطنها. على جميع المقاتلين الاجانب العودة الى بلادهم”.
وطالب وزير الخارجية الاميركي أيضا الدول والشركات الاوروبية التي تقيم “علاقات تجارية مع الحرس الثوري الايراني” بوقف هذه الاعمال، معتبرا ان هذه الدول والشركات “تواجه مخاطر كبيرة”.
وتتمتع ايران، الخصم الاكبر للسعودية، بنفوذ كبير في بغداد منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين على ايدي القوات الاميركية في العام 2003. وتسعى الرياض الى مقارعة هذا النفوذ.
وتعمل السعودية ومن خلفها الولايات المتحدة على الحد من نفوذ ايران في المنطقة، خصوصا في ظل السياسة المتشددة التي يتبعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب في مواجهة الجمهورية الاسلامية.
وكان ترامب أعلن قبل نحو عشرة ايام عقوبات “قاسية” جديدة ضد الحرس الثوري الايراني المتهم ب “دعم الارهاب”، لكن لم يقرر رغم ذلك تصنيف هذه المجموعة ضمن “المنظمات الإرهابية”.
وقبيل دعوته هذه، شارك تيلرسون في الاجتماع الاول لمجلس التنسيق السعودي العراقي الذي تأتي ولادته تتويجا لتقارب سعودي عراقي سياسي ودبلوماسي واقتصادي بدأ قبل أشهر بزيارات متبادلة رفيعة المستوى بعد قطيعة دامت نحو 27 عاما.
وقطعت السعودية علاقاتها مع العراق عقب اجتياح الرئيس العراقي السابق صدام حسين للكويت في العام 1990. واستمر التوتر بين البلدين خصوصا خلال تولي نوري المالكي رئاسة الحكومة العراقية على مدى ثماني سنوات.
وسعى تيلرسون من خلال مشاركته في حفل التوقيع الى اظهار قدرة الولايات المتحدة على التاثير في سياسات المنطقة في مواجهة نفوذ ايران.
والعلاقة مع طهران من بين أبرز اسباب مقاطعة السعودية ومعها دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر لقطر منذ الخامس من يونيو الماضي، اضافة الى الاتهامات التي توجهها الدول الاربع للامارة الصغيرة بدعم “الارهاب”، وهو ما تنفيه الدوحة.
والتقى تيلرسون في الرياض موظفي السفارة الاميركية، ثم عقد اجتماعا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على ان يجتمع بولي العهد الامير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير لمناقشة الازمة والعمل على اعادتها الى طاولة الحوار.
وتقيم قطر علاقات عسكرية وسياسية واقتصادية وثيقة مع الولايات المتحدة، وتضم أكبر قاعدة جوية اميركية في المنطقة تنطلق منها الحملات ضد مواقع جماعات متطرفة بينها تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان تيلرسون الذي يعرف المنطقة بشكل جيد منذ ان كان رئيسا لمجلس ادارة المجموعة النفطية “اكسون-موبيل”، اخفق في يوليو الماضي في مهمة دبلوماسية اولى تخللها توقيع اتفاقية لمكافحة “الارهاب” بين واشنطن والدوحة.
لكن الآمال بتحقيق اختراق في الزيارة الثانية تبدو ضعيفة ايضا.
وقال الوزير الاميركي لوكالة الانباء المالية بلومبرغ الخميس “لا اتوقع التوصل الى حل سريع”، مضيفا “يبدو ان هناك غيابا فعليا لاي رغبة بالدخول في حوار من قبل بعض الاطراف المعنية”.
وبعد جولته الخليجية، سيتوجه تيلرسون الى باكستان والهند في اول زيارة له الى جنوب آسيا منذ توليه مهامه في ادارة ترامب التي عرضت في اغسطس استراتيجيتها للنزاع في افغانستان.
وأفادت وزارة الخارجية الاميركية ان تيلرسون سيبحث في اسلام اباد مع عدد من القادة “الدور الاساسي لباكستان في إنجاح” هذه الاستراتيجية. وفي نيودلهي، سيحاول بحث “الشراكة الاستراتيجية” المعززة التي تريد الولايات المتحدة اقامتها مع الهند “للقرن المقبل”.