
نعت الأوساط الثقافية المصرية الإعلامية نادية صالح التي وافتها المنية صباح أمس الجمعة عقب صراع مع المرض بعد مسيرة حافلة بالإنجازات قدمت خلالها بصمة ثقافية وإعلامية عبر أشهر البرامج الإذاعية على ماسبيرو وهو برنامج” زيارة إلى مكتبة فلان” الذي استضافت خلاله العديد من الشخصيات الثقافية والأدبية الكبيرة على مدار حلقات البرنامج التي امتدت لعقود.
وفي مغامراتها الثقافية ، خاضت نادية صالح تجربة إصدار كتاب ضم اللقاءات التي أجرتها مع كبار الكتاب والمثقفين والفنانيين والعلماء حمل عنوانه نفس اسم البرنامج “زيارة لمكتبة فلان” حول مكتبتهم وعلاقتهم بالكتب وكيف بدأ شغفهم بالقراءة وعرض لأهم الكتب في مكتبتهم، ومنهم توفيق الحكيم وأنيس منصور وصلاح جاهين، وسيد مكاوي، وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وسهير القلماوي وغيرهم، سرد من خلالها الكتاب مجموعة من المواقف الكثيرة التى مروا بها في حياتهم منذ الطفولة وكيف بدأت مسيرتهم الأدبية.
إذ لم تكن غابت عن ذاكرة متابعيها، بعد، أصداء جولتها الشهيرة داخل مكتبة الأديب العالمي نجيب محفوظ، كشفت فيها حياة الأديب الراحل مع مكتبته الثرية بالكتب، قبل تتويجة بلقب “أديب نوبل”، وكانت مادة غنية استعانت بها عدة محطات عالمية عقب التتويج.
وفي الكتاب ، حاولت نادية صالح التعريف بأشهر الكتاب وأعمالهم والتعمق فيها بما يمكن القارئ على التعرف على مثل هذه الشخصيات وفهم منتجهم الثقافي والمعرفي، وساعد البرنامج الكثيرين على الإقبال على مؤلفات هؤلاء الفطاحل الثقافية.
يذكر أن نادية صالح رحلت عن عالمنا صباح أمس الجمعة بعد معاناة وصراع مع المرض، وقد درست بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وحاورت خلال مسيرتها عددا من المشاهير أبرزهم: محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ ونجيب محفوظ.
وقدمت برامج إذاعية كثيرة منها صباح الخير، ويوميات امرأة عصرية، وبعيدا عن السياسة، ووطنى حبيبي، وألف مثل ومثل، وأسماء وشخصيات.
ولم تسلك نادية صالح درب الإعلام والإذاعة منذ بداية رحلتها الجامعية، فكان لها تجربة أولى فى كلية التجارة التى تخرجت فيها، ومن ثم درست بكلية الإعلام جامعة القاهرة فى ستينات القرن الماضي.
والكاتب صلاح معاطي، نعى الإذاعية القديرة نادية صالح، على صفحته الشخصية على فيس بوك قائلا: “زرت الإعلامية نادية صالح ببرنامجها الإذاعي، كانت ودودة رقيقة فخمة كصوتها الفخيم العذب، وكان برنامجها من أروع البرامج التي كنت أتابعها في إذاعة الزمن الجميل، فما أجمل أن تعرف الشخص من مكتبته والكتب التي تحتويها المكتبة، خاصة إذا كانت صاحبة البرنامج ذات صوت مميز عذب تقود أذن المستمع بتؤدة وذكاء فتستعرض تفاصيل المكتبة ليس كتبا فقط وإنما مكان وشخصيات حتى تشعر أنك تشم عبق الكتب مع رائحة الشاي المقدم للضيفة العزيزة”.
وأضاف معاطي: “زارت نادية صالح كبار كتاب مصر وتعرفنا على مكتباتهم، لكن ظلت بداخلي رغبة شديدة لزيارة مكتبة نادية صالح والتعرف على ما تحتويه من كتب وتسجيلات إذاعية”.