أخبار عالميةعاجل

نائبة عربية بالكنيست: كل إسرائيل تؤيد استمرار حرب غزة

قالت عايدة توما، النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي، إن المجتمع الداخلي في إسرائيل لا يزال يؤيد استمرار الحرب على قطاع غزة، حتى أولئك الذين يطالبون بهدنة جزئية من أجل استرداد الأسرى والمختطفين فقط.

وأضافت في مقابلة مع “سبوتنيك”، أن مستقبل نتنياهو السياسي، واستمرار الائتلاف الحكومي الهش، مرتبطين باستمرار هذه الحرب، وتحقيق أي صورة نصر، مؤكدة أنه لا يمكن التعويل على ضغوط داخلية في إسرائيل لوقف الحرب، بل على الضغوط الدولية والخارجية.

وأكدت أن التحركات الأمريكية والأوروبية الأخيرة للضغط على نتنياهو من أجل وقف الحرب غير جدية، واشنطن شريكة في العدوان مع إسرائيل، وكذلك أوروبا، ولا تزال المساعدات العسكرية والمالية تتدفق من واشنطن إلى تل أبيب، معتبرة أن أمريكا يمكنها وقف الحرب وردع نتنياهو في يوم واحد، عبر وقف الدعم السياسي بالفيتو في الأمم المتحدة، والعسكري عبر إرسال المساعدات.

بداية.. كيف ترين ردود الأفعال الإسرائيلية الداخلية على استمرار الحرب في قطاع غزة بهذا الشكل؟
لا يزال هناك تأييدًا واسعًا في المجتمع الإسرائيلي لاستمرار الحرب في قطاع غزة، حتى أولئك الذين يطالبون بصفقة تبادل للأسرى ووقف إطلاق النار بشكل مرحلي لاسترداد المخطوفين، هم في النهاية يريدون استمرار الحرب، فالأجواء في إسرائيل ليست داعمة لوقف إطلاق النار، فيما يبدو أن المجتمع الإسرائيلي لم يفهم بعد مخاطر وأبعاد هذه الحرب، والجرائم التي ترتكبها إسرائيل خلال العدوان.

هم لا يريدون أن يسمعوا عن الكارثة الإنسانية التي تحل على سكان قطاع غزة، لأنهم فقط يفكرون في موضوع واحد متعلق باسترداد المختطفين، وكذلك موضوع الكرامة العسكرية والوطنية التي تم إهانتها وتدميرها خلال عملية 7 أكتوبر.

وهل تعتقدين أن حكومة نتنياهو قادرة على استكمال الحرب في ظل كل هذه الضغوط أم يمكن الرضوخ لمطالب الهدنة؟
من غير الواضح حتى الآن كيف ستكون الأمور الفترة المقبلة، باعتبار أن نتنياهو يراوح ما بين الضغط الذي يمارسه أهالي المختطفين الإسرائيليين الذين يطالبون بعقد اتفاقية هدنة وتبادل الأسرى، وبين الائتلاف الحكومي الهش والضعيف الذي يرفض خطوة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

إلى أي مدى يمكن للائتلاف الحكومي في إسرائيل أن يظل متماسكًا برأيك؟
الائتلاف الحاكم في إسرائيل متماسك طالما أن الحرب في قطاع غزة مستمرة، وفي حال وقفها سيحدث تصدعات بداخل الائتلاف، وعلى نتنياهو المناورة على الجبهتين، لكن الأجواء العامة في إسرائيل لا تزال داعمة لاستمرار الحرب، حتى لو كان هناك اتفاقية لوقف جزئي لإطلاق النار لإتمام صفقة تبادل الأسرى، فإسرائيل معنية باستمرارها.

تقولين بإن إسرائيل معنية وليس الحكومة.. كيف ذلك؟
نعم قلت إسرائيل لأن الشارع وكل الأحزاب السياسية باستثناء العربية، تؤيد استمرار الحرب، ولا يمكن أن يكون هناك ضغوط لإنهاء الحرب من الداخل، ويجب أن يكون الضغط الحقيقي من الخارج، وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يمكن لهذه الحرب أن تتوقف في نفس اللحظة التي تمتنع فيها واشنطن عن إرسال السلاح وإمدادات الحرب والعتاد لإسرائيل، وهو فقط ما يمكن أن يشكل ضغطا حقيقيًا لوقفها.

وماذا عن تصاعد تظاهرات أهالي المختطفين الإسرائيليين وهل تشكل أي ضغوط على نتنياهو وحكومته؟
نؤكد أننا نفهم تماما غضبهم، وكنت استعجب لماذا لم ينفجر قبل ذلك، عندما نتحدث عن قلق الأهالي على مصير الأبناء والعائلات المختطفة في الخارج، كان من المتوقع انفجار الغضب بشكل أسرع، لكن حتى الآن هم يحاولون بالفعل إعطاء فرصة للحكومة لإنجاز اتفاقية تبادل الأسرى، وكلما اتضح أكثر أن هذه الحكومة لا تسير باتجاه توقيع اتفاقية الهدنة يزداد الغضب الشعبي، وسيزداد إذا لم تتم الصفقة خلال الأسبوع المقبل، حيث يعلم الجميع أن في حال دخل شهر رمضان من الممكن أن تلتهب المنطقة بأكملها، وهم قلقون على مصير أبنائهم فكلما توغل الجيش الإسرائيلي أكثر في غزة كلما ازداد عدد المفقودين من الأسرى تحت القصف، لذلك من المتوقع استمرار وزياد الضغط الداخلي في هذه النقطة.

وكيف يتعامل نتنياهو معهم؟
حاول نتنياهو مع حكومته إحداث شروخ وانقسامات داخل موقف العائلات الإسرائيلية المختطفة، وهم وجدوا بعض الأشخاص من داخل هذه العائلات ممن يدعون إلى استمرار الحرب، ويقولون إن إطلاق سراح المختطفين ليس الهدف الأكبر، بينما استمرار الحرب والقضاء على حماس هو الأهم، لكنهم في النهاية قلة، ورغم كل ذلك لا يزال الغضب الداخلي يتراكم ويكبر، ومن المتوقع أن نشهد زيادة في حدة التظاهرات إن لم تأت صفقة سريعة للتبادل.

يضع نتنياهو العديد من الشروط لعرقلة التوصل لاتفاق هدنة.. إلى أي مدى يتربح من هذه الحرب؟
نتنياهو مصيره وتواجده السياسي في إسرائيل مرتبط بشكل أساسي بهذه الحرب، حيث كان يعتقد أنه سيأتي بصورة نصر كبيرة عبر تحرير الأسرى الإسرائيليين بدون التوقيع على اتفاقية، وتحريرهم بقوة عسكرية، ليأتي من خلال هذه الخطوة بصورة نصر تحسن من صورته إزاء الفشل الكبير الذي مني به في يوم 7 أكتوبر.

نتنياهو فشل في التوصل لهذه الصورة، وكلما استمرت الحرب هو مستمر، ويعلم جيدًا بأن انتهاء الحرب بدون الحصول على هذه الصورة ستبدأ محاسبته وإبعاده عن الحياة السياسية، وربما دخول السجن، حيث بدأ الحديث الآن عن عملية تحقيقات موسعة حول مسؤوليته عما جرى في 7 أكتوبر، حيث يتحمل المسؤولية على المستوى السياسي في الوضع الذي وصلوا إليه من حيث الضربة العسكرية التي تلقتها إسرائيل، لذلك هو معني باستمرار هذه الحرب من أجل البقاء في الحياة السياسية.

تقول أمريكا إنها تضغط مع المجتمع الدولي على إسرائيل لوقف الحرب كيف تقيمين هذه الادعاءات؟
لا يوجد أي ضغط دولي على إسرائيل، هناك ضريبة شتاء تدفعها الولايات المتحدة الأمريكية بأن تقول إنها قلقة وتحذر من دخول رفح، لكن في الوقت نفسه هي تمد إسرائيل بالمساعدات والإمدادات العسكرية، لو أرادت واشنطن لحسمت أمر وقف الحرب خلال يوم واحد، وأعلنت أنها لن تقدم أي غطاء سياسي لإسرائيل عبر استخدام حق النقض الفيتو في الأمم المتحدة، وإنها لن تقدم أي غطاء عسكري عبر وقف إرسال المساعدات والآلات والإمدادات، عندها سيتراجع نتنياهو عن تحركاته وسيضطر إلى وقف الحرب.

أمريكا نفسها متورطة في الحرب، وتقول إنها تضغط على إسرائيل، وهو وضع غير موجود ونتنياهو يفهم ذلك جيدًا، بالمقابل أوروبا تتصرف بشكل إما العاجز أو المتفاعل والمؤيد لهذه الحرب، ونحن هنا لا نتحدث عن الشعوب، بل الحكومات التي لديها فرصة وبإمكانها المساعدة في وقت الحرب، لكن لا تزال تدعم إسرائيل، وفي نفس الوقت يدعون عدم التأييد، وينتقدون بعض الجرائم التي ترتكبها إسرائيل هنا أو هناك، لكنهم في الأساس لا يشكلون أي ضغوط حقيقي على إسرائيل لإنهاء الحرب، لذلك الضغوط الدولية لا ترتقى إلى مستوى الكارثة التي تحدث الآن في قطاع غزة.

استقبال أمريكي لبيني غانتس رغم رفض نتنياهو.. كيف ترين هذه الخطوة من قبل الإدارة الأمريكية؟
هذه مجرد حسابات سياسية ضيقة، من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى في نتنياهو القائد الأفضل لإسرائيل، بل في غانتس، وكونه ذهب لعقد هذه اللقاءات لا يشكل أي أزمة، لكن هناك محاولات أمريكية للتلويح برسائل يراها العالم لكن يفهمها نتنياهو جيدًا.

في النهاية كلما استمر الكونغرس الأمريكي في إقرار ميزانيات لمساعدة إسرائيل على الحرب، وطالما استمرت الإمدادات العسكرية، يمكن لأمريكا استقبال غانتس أو غيره، في النهاية هو رجل من داخل الحكومة التي لا تزال مستمرة في الحرب على قطاع غزة، وهو من ضمن المؤيدين لاستمرار الحرب، وكل ما يحدث لا يشكل أي ضغوط حقيقية وجدية، مجرد ضريبة شتاء لأن بايدن يعيش حالة انتخابات ويريد أن يرضي المصوتين الذين يعضبون عليه لمواقفه من دعم إسرائيل، فيقوم ببث بعض الرسائل المطمئنة لكنها لا تشكل ضغطا حقيقيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى