جاء ذلك في كلمة نائبة رئيس مجلس النواب المغربي، اليوم، السبت، خلال مؤتمر الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، برئاسة الدكتور على عبد العال.
وقالت “ماء العينين”: “اليوم ثبت أن كل السياسات التي اعتمدت في العالم لم تستطع أن توقف الإرهاب، وهذا اليوم يفرض علينا طرح تساؤلات حول الأسباب تنامت فيها ظاهرة الإرهاب الخطيرة”.
وأضافت: “يجب أن نتفق جميعا على أن هذه الظاهرة لها بعد عالمي وأسبابها تحتاج إلي تحليل اجتماعي واقتصادي وسياسي، ويجب علينا مراجعة جميع السياسات المتخذة في العالم حول تلك الظاهرة التي لا دين ولا لغة ولا عرق ولاعمر ولا جنس لها، إذ أنها طالت المراهقين والأطفال والنساء والرجال”.
وتابعت: “يجب علينا أن نكون معنيين بالتدارس فيما يتعلق بدور المؤسسات التشريعية في مكافحة الإرهاب، إذ أنه بعد 11 سبتمبر ظهرت موجة من قوانين مكافحة الإرهاب بمختلف البرلمانات، ووضعنا قوانين مُؤسسة لمكافحة الإرهاب، وقمنا بتعديل هذه القوانين لمحاربة هذه الظاهرة، وبعد مضي سنوات سرنا في حاجة إلى تقييم تشريعاتنا والسؤال إن كانت التشريعات والقوانين وحدها كافية”.
وقالت: “نحن في المغرب اعتمدنا لأكثر من مرة قانون مكافحة الإرهاب وعدلنا القانون الجنائي لتجريم تمويل الإرهاب، وكان له إسقاطات على مستوي الحقوق والحريات، فنحن كبرلمانيين معنيون بوضع قانون يواجه هذه الظاهرة، ومعنيون أيضا بالمحافظة على الحقوق والحريات، فكرامة الإنسان وحقوق الإنسان جزء من تحقيق أمنه، لذا علينا تبني السياسات التي تكافح والتطرف الذي يؤدي للإرهاب”.
وأضافت: “نحن نحتاج إلى تبادل الخبرات للوصول إلى تشريعات منصفة يمكن أن تكون حلا للمشكلة، ولابد أن نناقش كيف يمكن أن ينخرط الإعلام في بناء ثقافة تحصن شبابنا من أن يلتحق ببؤر التوتر”، مؤكدة أن ظاهرة الإرهاب تمس كل بلدان العالم التي تنتج متطرفين.
وشددت على أهمية العمل على تطوير منظومة التعليم لمواجهة ظاهرة الإرهاب، مشيرة إلى الجهود التي بذلت في المغرب لتنقية المناهج التعليمية.
وأكدت ضرورة مواجهة كل الأفكار التي يمكن أن تؤدي للإرهاب، والعمل على تطوير القوانين التي تحكم المنظومة الإعلامية، وقالت: “إن رأس المال الحقيقي لدولنا وشعوب المنطقة هو الإنسان ومادام الإنسان هو الذي يمثل هذه الظاهرة، فيجب أن نراجع تشريعاتنا وقوانينا والسياسات العالمية التي تساعد على وجود بؤر للنزاع، وكل السياسات التي تعتمدها الدول العظمى لتكريس الاحتلال، والإعلان الأخير عن محاولة نقل السفارة الأمريكية للقدس الذي ينمي مشاعر الكراهية”.