ميركل تدافع عن استضافة قمة العشرين وسط تظاهر عشرات الآلاف ضدها

اختتمت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قمة مجموعة العشرين (جي 20) في هامبورج، أمس السبت، بإدانة الاحتجاجات العنيفة التي شابت الاجتماع، ولكنها دافعت عن قرارها بإقامتها في منطقة حضرية مكتظة بالسكان.
وقالت ميركل خلال مؤتمرها الصحفي في ختام القمة إن حكومتها “تبحث كيفية مساعدة الضحايا بالطريقة الأسرع والأقل بيروقراطية”، وأضافت أنه تم اختيار هامبورج كموقع للقمة بسبب “طاقتها الاستيعابية الفندقية”.
في الوقت ذاته، تجمع حشد، قال المتظاهرون إن عدد المشاركين به بلغ 76 ألف شخص، وسط هامبورج من أجل احتجاج أخير على مجموعة العشرين، تحت عنوان “تضامن بلا حدود بدلا من مجموعة العشرين” – ظل سلميا بعد ظهر اليوم.
وقدرت الشرطة عدد الحاضرين بـ50 ألف شخص.
كما خرجت مظاهرة ثانية بعنوان “هامبورج تبدي موقفا”، استقطبت حشدا من 10 آلاف شخص، وفقا للمنظمين، و6 آلاف، بحسب الشرطة – لكنه انتهى بدون أية حوادث.
ولدى بدء المظاهرة الأكبر عددا في المدينة، وقعت مناوشات عنيفة بين الشرطة ومجموعة من المتظاهرين.
وقالت الشرطة إن المحتجين رفضوا إزالة أقنعتهم وضربوا الضباط بعصي وقوارير زجاجية، ما أدى إلى إصابة عدد من الضباط واعتقال عدد من المتظاهرين. وتعد تغطية الوجه خلال الاحتجاجات أمرا غير قانوني في ألمانيا.
يذكر أن شرطة هامبورج التي اضطرت أمس الجمعة إلى طلب دعم عاجل من جميع انحاء ألمانيا -لزيادة عددهم من 19 ألفا إلى 21 ألفا- توقعت أن مظاهرة اليوم السبت ستتحول للعنف محذرة المواطنين بالابتعاد.
وكان من المقرر أن يلقي عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو – أحد أكبر منتقدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – كلمة أمام حشد من المتظاهرين في وقت لاحق من اليوم، في زيارة غير مخطط لها إلى المانيا، لدعم الاحتجاج المناهض لمجموعة العشرين.
وقال متحدث باسم الشرطة إن ما لا يقل عن 213 من ضباط الشرطة قد أصيبوا، وتم احتجاز 265 متظاهرا اليوم السبت، ومن المحتمل أن يرتفع عدد الضباط المصابين على مدار اليوم. ولم تتوفر أرقام موثوقة عن عدد المتظاهرين المصابين.
ويشمل العدد الخاص بالمحتجزين إلى من تم القبض عليهم أولئك الذين تم اعتقالهم منذ 22 حزيران/يونيو الماضي، عندما بدأت الأنشطة الأولى التي استهدفت القمة.
وتجرى حاليا عمليات تنظيف في جميع أنحاء المدينة بعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة التي شهدت نهب مشاغبين لمتاجر التجزئة الكبيرة والمحلات التجارية، وإقامتهم حواجز، وإشعالهم حرائق بالقمامة، وهجومهم على سيارات الشرطة.
وعلى مدار الليلة حتى صباح أمس السبت، اعتقلت الشرطة 77 شخصا. ومن بين هؤلاء، 13 تم احتجازهم عندما اقتحمت الشرطة مبنى في منطقة شانتسنفيرتل في هامبورج، وهى مركز المظاهرات المناهضة للرأسمالية ضد القمة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية ضباطا كانوا يشقون طريقهم إلى البنايات ويقفون على أسطح المنازل، بينما تحلق مروحيات تحمل كشافات فوقها. واستخدمت العربات المدرعة لإزالة الحواجز.
وفي حديثه لصحيفة “بيلد” الألمانية، قال المتحدث باسم شرطة هامبورج، تيمو زيل، الذي هاجمه المتظاهرون أمس الأول الخميس، لكنه تمكن من الفرار في سيارة إسعاف، إن قوة الشرطة في المدينة “لم تشهد هذا المستوى من الكراهية والعنف من قبل”.
لكن منظمي الاحتجاجات بما في ذلك مركز “روتا فلورا” – الذي يعد نقطة تجمع في هامبورج للمجموعات اليسارية – والنشطاء المناهضون للعولمة، اتحاد “أتاك”، نأوا بأنفسهم عن العنف.
وقال أندرياس بليشميدت، من روتا فلورا، للمحطة الحكومية “إن دي آر” إن الاحتجاج “صار كبيرا جدا وخارجا عن السيطرة.. ونعتقد أن هذا خطأ، من الناحيتين السياسية ومن حيث محتواه”.
وأضاف بليشميدت أن الاحتجاج يهدف لتوضيح أن قادة مجموعة العشرين مسؤولون عن الحرب والجوع في العالم “وليس الهدف منه إشعال النار في فروع (متاجر التجزئة الكبرى) أو سيارات المواطنين”.
وكان العنف بدأ الخميس الماضي خلال المظاهرة المسماة “مرحبا بكم إلى الجحيم”، وتكثف مجددا في وقت متأخر من أمس الجمعة. وعلى الرغم من أن الاحتجاج استهدف مجموعة العشرين، فقد تحول أحيانا إلى قتال مع الشرطة.
وفي بعض الأحيان، تمكن المتظاهرون من تعطيل البرنامج. وقد اضطر ترامب إلى اتخاذ الطريق الأبعد إلى القمة أمس الجمعة، ولم تتمكن السيدة الأولى ميلانيا من مغادرة مسكنها لساعات بسبب المخاوف الأمنية.
وفى كلمة ألقاها أمس السبت، أشار ترامب إلى الاحتجاجات، قائلا إن الحكومة الألمانية تعاملت مع الوضع بشكل مهني، على الرغم من العراقيل من جانب “عدد قليل من الأشخاص”.