موسم الهجوم على السعودية .. زورا وبهتانا | بقلم د. عبد المنعم حبيب

تقوم قوى معادية للإسلام الحنيف بالهجوم على المقدسات الإسلامية من حين لآخر ويعد موسم الحج هو الأشهر في ضراوة الهجوم عليه وبوجه خاص على المملكة العربية السعودية. لا شك أن إيران ومن لف لفها هم الفاعل الأول والمحرك الرئيس للهجوم. فتارة يتخذ الهجوم عبر وسائل إعلام شيعية وغربية مآخذ منحرفة وتارة يغلف بستار من الادعاء بالموضوعية، لكن الغرض من وراء الاثنين واحد هو نقد السلطات السعودية ومحاولة النيل منها ومن قدرتها المتنامية في إدارة شئون الحج من عام لآخر. بينما يشاهد الناس مدى التطور في المشاعر المقدسة من توسعة الحرم المكي ومنى وعرفات وجسر الجمرات والقطار الذي يقل الحجاج لتسهيل أداء مناسك الحج والعمل على راحتهم.
لقد شاهدنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي كيف يبث التليفزيون الإيراني فيلما قديما لتظاهرة لإيرانيين في مكة أثناء أداء مناسك الحج وكيف ينتهي الفيلم بتدخل قوات الأمن السعودية وتفريق المتظاهرين والادعاء بوقوع قتلى، كل ذلك كي يوحي من وضع الفيلم أنه حدث أثناء الحادث الأخير في جسر الجمرات… محض افتراء سافر والحمد لله لم يلتفت إليه أو يصدقه أحد من عقلاء الناس.
كما أن صحيفة الإندبندت اللندنية نشرت مقالا لكلتبة شيعية يسارية بريطانية تدعى ياسمين البهائي براون يقطر سما في هجومه على السعودية . لا تتورع الكاتبة في إلقاء التهم الجزافية على المملكة السعودية بلا مبرر إلا شئ في نفسها المريضة. واستحلف السيد القارئ أن يحكم على عنوان المقال الذي جاء على النحو التالي: ” المملكة العربية السعودية امبراطورية الشر هي العدو الحقيقي للغرب”. تريد الكاتبة الشيعية نفي التطرف عن إيران وإلصاقه بالسعودية وتشن هجوما لاذعا على الإسلام السني الذي تلخصه فقط في “الوهابية” وتدغدغ مشاعر القارئ الغربي بزعمها أن السعودية وراء كل شر، مثل ادعائها أن أغلب من قاموا بهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 سعوديين (انظروا كيف تأتي بحادث لا علاقة له بحادثة التدافع الأخيرة). وتقول أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان عرض بناء 200 مسجد في أوربا “للمهاجرين السوريين” كي تكون كما زعمت بمثابة “حصان طروادة” أي بؤر للتطرف وإعداد الهجمات الإرهابية على المجتمع الأوربي. والأدهى من ذلك أنها تدعي أن السعودية أشد خطرا من داعش!!
الأغرب من ذلك أن الكاتبة تنتقد اختيار السعودية لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هذا العام. علاوة على ترديدها مزاعم شيعية بأن السعودية تلوم الحجاج السود على أنهم وراء السبب في حادث التدافع الأخير كي تشير زورا وبهتانا إلى إلصاق تهمة التفرقة العنصرية بها. كيف ذلك وعدد الحجاج السود من أفريقيا في تزايد مستمر!
الغريب في الأمر أن الهجوم على السعودية والإسلام (ممثلا في الحج هذه المرة) يغض الطرف عن أشياء غريبة تحدث في المجتمعات الغربية وأمريكا والهند. فقد رأينا كيف توافد مئات الآلاف من المسيحيين لمجرد إلقاء نظرة على بابا الفاتيكان أثناء زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة. وكيف يحدث في الهند كل عشر سنوات حج ملايين الهندوس للاغتسال في نهر الجانج، علاوة على ذبح آلاف الحيوانات وتركها في الشوارع في تايلاند تقربا إلى الآلهة. ثم أن الشيعة من إيران والعراق وبلاد أخرى يتوافدون بالآلاف إلى المراقد الشيعية في كربلاء والنجف بالعراق ويرتكبون ممارسات أبعد ما تكون عن الإسلام الحنيف. لا نجد أي هجوم في أي وسيلة إعلامية على تلك الدول، فلماذا المملكة العربية السعودية؟ ولماذا للإسلام الحنيف؟
بالمناسبة يحدث كل هذا والسعودية تترفع عن الرد.
د. عبد المنعم حبيب