من يورط الرئيس؟ | بقلم وليد عبد الرحمن
عندما اخطأ أحد روؤساء وزراء مصر الأسبقين فى معلومة أعطاها إلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك ورددها مبارك فى أحد خطاباته واكتشف خطأ المعلومة بعدها اقاله فورا ولم يتردد لحظة فى هذا لان صورة الرئيس المصرى أمام شعبه وأمام العالم أجمع أكثر من مهمة لانها صورة مصر فى الداخل والخارج.
رئيس مصر هو قائد لدولة من العيار الثقيل لا يستهان بها ولا يمكن مناقشة أهميتها التى تفوق أهمية قارات وليس دولا، رئيس مصر هو رئيس لاهم دولة فى المنطقة العربية والشرق الاوسط ، رئيس مصر لو أردنا تعديد أهمية منصبه لاحتجنا الى مجلدات نكتب فيها أهمية مصر وقيمتها واهمية رئيسها حتى لو لم يقيمها البعض بصورة صحيحة اما جهلا او جهالة.
وإذا كان رئيس مصر بهذه الأهمية وكل كلمة يذكرها لها قيمتها فمن الذى يريد توريط الرئيس فى ذكره لمعلومات مغلوطة بل وغير منطقية مطلقا وبعيدة كل البعد عن المنطق والعقل مع التسليم بصحة الفكرة التى يريد تسويقها للشعب.
يجب ان نعلم جيدا من هو الشخص أو الجهة التى تمد الرئيس بمعلومات خاطئة لتشوه وجه مصر أو تدفعه إلى ذكر معلومات خاطئة ، فإذا كنا نسلم بفكرة وجود حرب الشائعات ضد مصر وهى فكرة مقبولة تماما أن تكون هناك دولا او جهات او منظمات هدفها زعزعة الاستقرار والتلاعب فى الشأن المصرى الداخلي من خلال الشائعات ولكن كان يجب أن يتم التدقيق فى المعلومات التى يتم مد الرئيس بها فى خطاباته وتصريحاته وأن يكتب الكلمة من هو أمين على مصر وعلى الرئيس.
أن ذكر الرئيس لمعلومة أن مصر تردد فيها 21 الف شائعة فى ثلاثة أشهر هى درب من دروب الخيال ومنافية للواقع والعقل والمنطق وليخرج عَلِينا أى متخصص فى الإحصاء والتحليل ليوضح لنا كيف يمكن ذكر، مجرد ذكر هذا العدد فى تلك المدة وليس تكرارها وترديدها.
ان ترديد 21 الف شائعة فى 90 يوما تعنى ترديد عشر شائعات تقريبا فى الساعة الواحدة أو 233 شائعة فى اليوم مع الأخذ فى الاعتبار الاستمرار فى ترويج الشائعات على مدار 24 ساعة بلا توقف ! .
ولم يتوقف من يريد توريط الرئيس عند هذا الحد بل أراد أن يبدع فى الخطأ ولعلمه أن الهجوم على الاعلام سيلاقى هوى لدى الرئيس فقام بالتجويد والقى بمسئولية ترويج الشائعات على الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، وهو بالفعل ما لاقى استحسان الرئيس وأكد عليه بثقة وانتقاد شديد، ناسيا من كتب المعلومة او متناسيا أن الاعلام باكمله تم تأميمه بشكل ناعم و ممنهج على مدى الفترة الاخيرة ويأتمر حاليا بأمر جهات عليا تراجع كل معلوماته ووسائل التواصل الاجتماعى فقط هى التى مازالت خارج السيطرة ولكنها لا تستطيع ترويج هذا العدد ايضا فى تلك المدة القصيرة.
لو أراد مروج المعلومة الطائشة للرئيس تمرير تلك المعلومة بين أبناء الشعب المصرى كان يمكنه تمريرها عبر عدد ليس بقليل من مذيعى الفضائيات الحاليين وبعض أراجوزات الفضائيات ممن هم تحت الطلب وإذا تم انتقادهم او السخرية من المعلومة لا ضرر فى هذا ولكن أن يكون الرئيس هو الذى يتم انتقاده فهذا غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا.
يا سادة اذا أردنا مقاومة حقيقية لحرب الشائعات والمعلومات فيجب ان نتيح حرية أكبر لتداول المعلومات ونتوقف عن محاربة الاعلام والتعامل معه باعتباره الشيطان الأعظم.
و اخيرا يجب محاكمة من يورط الرئيس فى ذكر او ترويج معلومات خاطئة.