جددت الطائرات الحربية السورية والروسية، غاراتها على الأحياء الشرقية فى مدينة حلب بعد قصف جوى عنيف خلال اليومين الماضيين أسفر عن مقتل 71 شخصا، فى وقت قال فيه وزير الخارجية البريطانى، بوريس جونسون، إن بلاده يجب أن تعيد التفكير فى التدخل عسكريا فى سوريا، قبل أن يعود ويؤكد أن ذلك يجب أن يتم فى إطار تحالف تشارك فيه واشنطن، لن يحدث على المدى القريب.
واستهدفت أكثر من 20 غارة جوية فجر الخميس، الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بحسب المرصد السورى. وغالبا ما ترد الفصائل المعارضة على الغارات بإطلاق قذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام.
وترافق القصف الجوى على الاحياء الشرقية، مع تقدم لقوات النظام السورى فى محورى بعيدين والبريج فى شمال المدينة. ووسط اشتباكات عنيفة، تمكنت قوات النظام من السيطرة على تلال البريج المطلة على احياء عدة فى الجهة الشرقية، وفق المرصد.
وأفاد التلفزيون السورى الرسمى عن مقتل أربعة أطفال صباح الخميس، بقذائف أطلقتها الفصائل وطالت مدرسة فى الاحياء الغربية. وتنفذ قوات النظام السورى منذ 22 سبتمبر هجوما على الاحياء الشرقية فى حلب، وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات على محاور عدة. إلا أن الجيش السورى أعلن فى الخامس من أكتوبر «تقليص» عدد الضربات الجوية والمدفعية على مواقع الفصائل.
وتركز القصف الجوى عدة أيام على مناطق الاشتباك، إلا أن الغارات تجددت الثلاثاء، ليسجل هذا اليوم القصف الأعنف على الأحياء السكنية فى الجهة الشرقية بعد أسبوع من الهدوء النسبى، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ووثق المرصد السورى مقتل 56 مدنيا، بينهم سبعة أطفال، فى الاحياء الشرقية يوم الثلاثاء، و15 آخرين يوم الأربعاء. وقال مدير المرصد رامى عبدالرحمن «ارتفعت الحصيلة بشكل كبير بسبب وفاة اشخاص عدة متأثرين بجروحهم فضلا عن الأشخاص الذين بقوا عالقين تحت الانقاض».
وفى الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام، قتل ثمانية مدنيين على الأقل يومى الثلاثاء والاربعاء، جراء القذائف التى اطلقتها الفصائل المعارضة.
بوريس جونسون قال «من الصحيح الآن أننا يجب أن ننظر مجددا فى الخيارات العسكرية». وتابع فى لقاء مع لجنة التشريع فى البرلمان «لكن يجب أن نكون واقعيين بشأن كيف ننفذ هذه الخيارات». ومضى قائلا «لا يمكننا فعل أى شىء بدون تحالف، بدون الأمريكيين»، مستبعدا أن يحدث ذلك على المدى القريب.
