منظمة العفو الدولية : التحالف مطالب بعمل لمدينة الرقة المدمرة
قالت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة إن الضربات الجوية التي شنها التحالف بقيادة الولايات المتحدة دمرت أجزاء كبيرة من مدينة الرقة السورية خلال سحق تنظيم داعش لكن التحالف لم يبذل جهودا تذكر لمساعدة المدينة على التعافي.
وقالت أنيا نايستات مديرة قسم الأبحاث الدولية بالمنظمة إن الأنقاض تغطي 80 في المئة من المدينة بعد مرور قرابة عام على المعركة وإن آلاف الجثث ما زالت مدفونة تحت الركام بينما تقترب الأموال المخصصة لانتشالها من النفاد.
وقالت في مؤتمر صحفي في بيروت بعد زيارة الرقة ”إنه لأمر صادم تماما كيف لم يُنجز أي شيء يذكر بالفعل في الرقة خلال العام المنصرم لإعادة الحياة إلى المدينة“.
وأضافت ”كان التحالف يملك المال الكافي لتنفيذ هذه الحملة العسكرية المكلفة للغاية ومن ثم فينبغي أن يكون لديه المال الكافي للتعامل مع تبعاتها“.
وكانت الرقة عاصمة للخلافة التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية واستعادتها مجموعة من الفصائل الكردية والعربية مدعومة بضربات التحالف الجوية.
ولم تكن استعادة المدينة سهلة في وقت قتل فيه متشددو التنظيم مدنيين وتخفوا وسط السكان وفجروا السيارات الملغومة وهم ينسحبون من شارع إلى شارع.
ومزق مقاتلون أكراد آخر راية للتنظيم في المدينة يوم 17 أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي. ويقول مراسلون لرويترز غطوا المعركة إن أحياء كاملة في الرقة تحولت إلى أنقاض.
وقالت نايستات ”30 ألف منزل في الرقة دمرت تماما و25 ألفا دمرت جزئيا“.
وحتى الآن تم انتشال 2500 جثة من بين الأنقاض.
وقالت نايستات ”بالقدر الذي استطاعوا التعرف به على الجثث يعتقدون أن أغلبهم مدنيون. وأغلب هؤلاء المدنيين ماتوا نتيجة الضربات الجوية للتحالف“.
ومضت تقول ”لا أحد يعرف ماذا سيحدث لثلاثة آلاف جثة ما زالت ترقد تحت الأرض عندما يأتي 31 أكتوبر تشرين الأول وينفد التمويل لهذا الفريق“ الذي يفتش عن الجثث.
ويقول التحالف إنه يعمل على إعادة الاستقرار إلى الرقة وليس إعادة الإعمار.
وقال الكولونيل شون ريان المتحدث باسم التحالف ”الأعداد تفيد بأن نحو ثلاثة ملايين نالوا الحرية وهو شيء طيب. وقعت الكثير من الأضرار. لا أعتقد أن المشكلة في أن دول التحالف لا تريد المساعدة“.
وأشار إلى أن دول التحالف غير قادرة على العمل مع حكومة دمشق التي تعارض وجودها وأن هذه عقبة أمام إيصال المساعدات.
وقالت منظمة العفو الدولية في يونيو حزيران إن ضربات التحالف ربما انتهكت القانون الدولي، وهو ما نفاه التحالف.
ويقول التحالف إنه سعى جاهدا لتجنب سقوط قتلى وإن جهوده للتحقيق في سقوطهم شفافة.
وقال سكان الرقة إن الأولوية القصوى لديهم هي التعليم بعد سنوات من حكم الدولة الإسلامية، لكن لم تفتح سوى مدارس قليلة أبوابها وهي تعاني من أضرار الحرب وتكدس التلاميذ.