تفقد ريتشارد ديكتس، منسق الأمم المتحدة الدائم بالقاهرة، يرافقه وفد من سفارة الاتحاد الأوروبى والامانة التنفيذية لإزالة الألغام، مركز الأطراف الصناعية بمحافظة مطروح، لتفقد نتائج مشروع دعم وتنمية الساحل الشمالى الغربى المَعنى بإزالة الألغام.
وفى هذا الإطار، قالت هالة رأفت، مدير الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام، إن إقامة المركز أسهمت فى تخفيف الأعباء عن الأشخاص المصابين الذين فقدوا أطرافهم فى مدن وقرى مطروح وفى سيوة وبرانى وغيرها، الذين كانوا يضطرون للتوجه للقاهرة أو الإسكندرية لتركيب أطراف صناعية، موضحة أن خدمات التركيب والصيانة تتم كلها بشكل مجانى.
وأشارت هالة رأفت، إلى أن العاملين بالمركز يصنعون جزءا من الأطراف الصناعية بأنفسهم، بينما تتراوح تكلفة هذه الأطراف فى الخارج بين 40 و150 ألف جنيه، ويُشار إلى أن هناك 16 فنيا يعملون فى المركز الذى يضم أقساما للقياسات والتصنيع والتركيب والصيانة والتدريب على الاستخدام، وتم تأسيسه فى العام 2016 وعالج منذ انطلاقه 69 حالة.
وأبدى وفد برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والاتحاد الأوروبى، اعجابه بالمساعدة التى يقدمها المركز لضحايا الألغام، التى وفرت عليهم السفر مسافات بعيدة حتى يتمكنوا من تركيب أو صيانة الأطراف الصناعية.
من جانبه، قال فرحات عبد السلام، أحد الفنيين العاملين فى المركز، إنه يشعر بالفخر لعمله فى هذا المجال، إذ إنه هو نفسه من ضحايا الألغام، وخسر ساقه عندما كان يرعى الغنم وضغط على أحد الالغام المزروعة فى الأرض.
وأضاف “فرحات”، فى حديثه لـ”اليوم السابع”، أن أكبر مشكلة يواجهها أبناء مطروح هى عدم معرفة أماكن تواجد اﻷلغام، إذ لا توجد علامات تحذيرية، ما يتسبب فى حالات إصابة بين الأطفال والنساء والرجال، مشيرا إلى أن السنوات الماضية شهدت تراجعا حادا فى أعداد المصابين، حتى أن عام 2016 لم يشهد أى إصابة، بينما لم تقع سوى حادثة واحدة فى 2017.
أما محمد بريدع صالح على، الذى أصيب فى 1975 بلغم أرضى أدى لبتر ساقه، فقال إنه تعلم كيف يتعايش مع إصابته لأنه يرضى بما قُدّر له، لكنه يعانى بعض الشىء كلما يزداد عمره، إذ يجد صعوبة فى الصعود والمشى لمسافات طويلة، وهو ما أثر على اختيارات العمل بالنسبة له، فاضطر للعمل خادما فى أحد المساجد، متابعا والابتسامة تكسو وجهه: “الإنسان يجب أن يتعلم كيف يتغلب على الصعوبات التى يواجهها، لأنه لا يستطيع تغيير ما حدث”.