آراءشويّة دردشة

منتدى شباب العالم .. خريفه ربيع | بقلم د. هبه عبدالعزيز

أبي أن يمضي منتدى شباب العالم إلا وأن يترك لنا وللعالم بصمه أنيقه نحتفي بها لأن الخريف دائما أنيق، كما وأبي أن يرحل كذلك دون أن يترك زهور الربيع تتفتح، فلقد تساقطت أوراق الأشجار فى هذا الخريف بألوان الطيف الرائعة لتملىء مدينة السلام برسائل سلام ومحبة من أرض الآمن والسلام تذهب بها إلى جميع أنحاء العالم، وقد تسابق الجميع ليلتقط أوراق تلك الشجيرات .

ولن نقول قد رحل المنتدى، ولكننا سنقول أنه قد بث فى الشباب روح جديدة رائعة حملت ملامح العمل الجماعى، ورسمت كذلك قاده يحملون السلام بين أيديهم لينشروه على الأنحاء المتفرقة حاملين معهم محبه من البلد الأمين التى ذكرت فى القرآن الكريم فقد قال الله تعالى ( والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين )، وغصن الزيتون هو رمز السلام، وجبل الطور هو الجبل الذى تجل عليه رب العالمين، والبلد الأمين هى تلك البلد التى بعث الله فيها السلام والخير والطمأنينة .

فعلى مدار 4 أيام، كانت قد عقدت فيها 32 جلسة، ناقش خلالها المشاركون ملفات عدة كان أبرزها السلام والإرهاب، وأيضا فرص العمل والأمن المائي والتنمية المستدامة، وتمكين ذوي الهمم وتطور العالم الرقمي، ودور الشركات الناشئة في نمو الاقتصاد العالمي .

وفى ختام المنتدى العالمى كان لا بد من وضع البصمه المضيئه للرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث تم الإعلان عن 10 قرارات في ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب العالم الذى حضره حوالى 5 آلاف شاب يمثلون أكثر من 160 دولة، وعدد من الرؤساء أبرزهم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والسوداني عمر البشير، وعدد من المفكرين والكتاب والخبراء وقادة الرأي .

وقد شملت القرارات إعلان مدينة أسوان المصرية عاصمة للشباب الأفريقي لعام 2019، وإقرار الدولة المصرية إعلان شرم الشيخ للتكامل العربي الأفريقي، وتكليف الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب لوضع آليات تنفيذية لتدريب الشباب العربي الأفريقي في كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وذلك بإطلاق البرنامج الرئاسي لتدريب الشباب الأفريقي على القيادة، كما ستتبني مصر إقرار مبدأ الحفاظ على الحياة، ومكافحة الإرهاب، وأيضا سيتم تشكيل مجموعة بحثية متخصصة لدراسة الإيجابيات والسلبيات الناجمة عن الإستخدام المفرط لمواقع التواصل الإجتماعي .

كما سيتم أيضا تنظيم منتدى الشباب الأورومتوسطي كل عام، وسيتم كذلك تدشين نموذج محاكاة للإتحاد من أجل المتوسط، إضافة إلى تنظيم منتدى لرواد الأعمال والعمل على فكرة زيادة دور العمل التطوعي بين دول القارة الأفريقية .

وجاء أيضا في التوصيات إنشاء صندوق عربي أفريقي لإعادة إعمار وتأهيل دول المنطقة في مرحلة ما بعد الحروب، ووضع آلية عربية إفريقية مشتركة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء صندوق تمويل عربي أفريقي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وإنشاء جائزة للمبدعين والمبتكرين العرب والأفارقة .

فمصر الان تصنع جزء معتبرا من علاماتها الوطنية بهذ المنتدى، الذى يهدف بالأساس لبناء مساحات مشتركة من العمل الجماعي، تتجاوز حدود الدول واختلاف الثقافات وتباين الأعراق، بما من شأنه المساهمة في إنهاء النزاعات القائمة في مختلف مناطق العالم .

فها هى مصر تقدم نفسها بزى جديد، فى محاولة جادة لمواكبة العالم من حولها .

وكل الشكر والإمتنان لربيعنا شباب مصر الذين جعلوا هذا المنتدى يخرج بهذا الشكل الإحترافى، وبخاصة شباب البرنامج الرئاسى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى