ملكا الأردن والمغرب يؤكدان أهمية خروج قمة عمان ببلورة رؤية لمعالجة أزمات المنطقة
وركزت المباحثات على سبل توسيع آفاق التعاون بين البلدين ، والبناء على نتائج اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المغربية المشتركة التي عقدت في الرباط العام الماضي، بما يسهم في بناء شراكة استراتيجية بينهما.
وأكد الزعيمان الحرص على إدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف التحديات التي تواجه المنطقة ، خدمة لقضايا الأمة العربية وتحقيقا لأمن واستقرار شعوبها.
وخلال المباحثات ، أعرب الملك عبدالله الثاني عن خالص التهاني للعاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة انضمام بلاده مجددا إلى الاتحاد الأفريقي.
ولفت البيان الي أن مباحثات الزعيمين تطرقت إلى أبرز القضايا التي ستبحثها القمة العربية ، وفي مقدمتها عملية السلام والقدس، والمصالحة الوطنية العراقية، وتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا، وجهود محاربة الإرهاب.
كما تناولت المباحثات الجهود الدولية والإقليمية لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا لحل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع.
وفيما يتعلق بالقدس ، أكد الزعيمان أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ، محذرين من أن أي محاولات للمساس به سيكون لها انعكاسات على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
كما تم التأكيد على ضرورة حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وتثبيت أهلها وبما يحافظ على هوية المدينة وعروبتها.
وبحث الزعيمان تطورات الأزمة السورية ، وأكدا على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يضمن وحدة الأراضي السورية وتماسك شعبها.
وتناولت المباحثات أيضا مستجدات الأوضاع في العراق وليبيا ، حيث أكد الملك عبدالله الثاني والملك محمد السادس دعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية العراقية، وبناء عراق قوي مستقر وموحد.
كما جرى التأكيد على دعم الجهود الهادفة الى توحيد الصف الليبي وتحقيق الأمن والاستقرار هناك ، وأشاد الملك عبدالله الثاني بجهود المملكة المغربية الرامية إلى التوصل لحل سياسي في ليبيا من خلال اتفاق الصخيرات.
وتطرقت المباحثات إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية ، الذي بات خطره يهدد الأمن والاستقرار العالميين.
ولفتا إلى أن ما يقوم به الإرهابيون من أعمال إجرامية لا تمت للإسلام بصلة وتتنافى مع القيم الإنسانية ، مشددين على أن الأردن والمغرب يقدمان نموذجا رياديا للتسامح الديني والحوار بين الأديان.
من جانبه ، أكد الملك محمد السادس أهمية انعقاد القمة العربية في الأردن ، في ظل ما تشهده المنطقة من أزمات تستوجب النهوض بمنظومة العمل العربي المشترك وتوحيد المواقف العربية لإيجاد حلول سياسية لها.
وأشاد بالدور المحوري الذي يقوم به الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني في دعم وحدة الصف العربي ومساعيه المتواصلة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ومن جهة أخرى ، استقبل الملك عبدالله الثاني اليوم الخميس في مقر إقامته في قصر أكدال بالرباط رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران ورئيس مجلس النواب حبيب المالكي ورئيس مجلس المستشارين عبدالحكيم بنشماش.
وتناول اللقاء العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل الارتقاء بها إلى مجالات أوسع ، خصوصا في المجالات الاقتصادية.
وأكد الملك عبدالله الثاني أهمية عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المغربية المشتركة المتوقع أن تنعقد في الأردن العام الحالي ،
للعمل على توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما ، خصوصا وأن البلدين يرتبطان باتفاقيات ومذكرات تفاهم في قطاعات متعددة.
وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز العلاقات في المجالات البرلمانية والتشريعية ، حيث أكد أهمية تبادل الخبرات بين المؤسسات التشريعية في البلدين الشقيقين.
من جهته ، أكد بن كيران عمق العلاقات الأردنية المغربية والحرص على تقويتها في جميع المجالات خدمة لمصالحهما المشتركة ، لافتا إلى أهمية التنسيق والتشاور بين البلدين حيال مختلف التحديات التي تواجه بعض الدول العربية.
بدوره ، أعرب رئيس مجلس النواب عن تقدير بلاده لدور المملكة الأردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني في خدمة القضايا العربية والإسلامية ، مشيدا بخطوات الأردن المتقدمة في مجال الإصلاح الشامل تعزيزا للديمقراطية وسيادة القانون.
وأكد رئيس مجلس المستشارين الحرص على تعزيز التعاون البرلماني بين البلدين، من خلال تبادل التجارب والخبرات.
وعلى هامش الزيارة ، إفتتح الملك عبدالله الثاني والملك محمد السادس معرض الفن الإفريقي الذي يقام في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر.
وجال الملكان في أروقة المعرض ، الذي اشتمل على لوحات تفسيرية وصور فوتوغرافية ومنحوتات ورسومات زيتية تمثل التراث والتاريخ الإفريقي من أعمال عدد من الفنانين الأفارقة.
ويعد متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ، الذي افتتح عام 2014 ، أول مؤسسة متحفية في المغرب مخصصة للفن الحديث والمعاصر، ويهدف إلى حفظ التحف والتعريف بالفن المعاصر بمختلف أنماطه.