مكة المكرمة تشهد اليوم زخما سياسيا بعقد قمم ثلاث «عربية وخليجية وإسلامية»
تشهد مكة المكرمة اعتبارا من اليوم الثلاثاء وعلى مدى الأيام الأربعة المقبلة زخما سياسيا مكثفا يتعانق مع الزخم الدينى الذى تشهده تلك البقعة المباركة من المملكة العربية السعودية فى الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المعظم، ثلاث قمم (عربية وخليجية وإسلامية) تشهدها مكة المكرمة بعد غد الخميس والجمعة المقبل، ويمكن وصفها بالحاسمة حيث تعقد فى وقت حرج تتصاعد فيه نغمة التهديدات الإيرانية، من بينها قمتان طارئتان وهما القمة العربية والخليجية، فيما تعقد القمة الثالثة وهى “القمة الإسلامية” فى إطار دورية انعقادها، بمشاركة ملوك ورؤساء الدول الأعضاء فى منظمة المؤتمر الإسلامى باستثناء سوريا التى علقت عضويتها فى المنظمة.
يأتى عقد تلك القمم فى توقيت يتزامن مع التحضير لعقد المؤتمر الاقتصادى الذى دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية، والمتوقع أن يتم خلاله الكشف عن المرحلة الأولى من صفقة القرن أو خطة السلام الأمريكية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إذ يضفى هذا التزامن أهمية خاصة على مناقشة القضية الفلسطينية خلال القمم الثلاث.
وتدشينا لهذا الزخم، ستعقد جلسة خاصة لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى فى وقت لاحق اليوم الثلاثاء، تستمر على مدى يومين للتحضير للقمم الثلاث وملفاتها المطروحة عليها، والتى يمكن وصفها بالملفات الساخنة والمفتوحة، تمهيدا لانطلاق فعاليات القمم الثلاث، حيث من المنتظر أن تناقش عددا من القضايا الحاسمة، تتصدرها التهديدات الإيرانية، القضية الفلسطينية، الأوضاع فى ليبيا والسودان والجزائر، ومكافحة الإرهاب فى اليمن وسوريا، ويعد الملف السورى من القضايا الشائكة المطروحة للبحث والمناقشة على تلك القمم من حيث قضية اللاجئين، واستئناف الضربات الأمريكية على سوريا.
الرؤية المصرية تجاه هذه القضايا الإقليمية واضحة وصريحة، حيث أكدت مصر على العلاقة القوية بالسعودية وتضامنها معها ضد جميع المحاولات الرامية إلى تقويض أمن واستقرار المملكة، وذلك على خلفية تعرض محطتين لضخ النفط لخط الشرق والغرب بالمملكة للقذف بطائرات بدون طيار.
فيما أكدت مصر حتمية التنسيق الأمنى والاستراتيجى لمواجهة التهديدات الإيرانية، وذلك فى أعقاب استهداف السفن التجارية الإماراتية بعملية تخريبية، وتزايد التوتر فى منطقة الخليج على ضوء الحرب النفسية التى تمارسها أمريكا على إيران منذ تشديد واشنطن العقوبات على طهران بداية الشهر الحالى.
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، فإن موقف مصر يتمثل فى ضرورة إقامة سلام عادل وشامل وفق المرجعية الدولية القائمة على حل الدولتين على أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وعملت مصر على مدى عقود عديدة على إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، بالتنسيق والتعاون مع أطراف دولية، فضلا عن جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
وتشدد مصر على حق الشعب الجزائرى فى انتخابات رئاسية نزيهة وحرة والتى ستجرى فى شهر يوليو القادم، وتدعم حق السودان فى حل يتماشى مع المعطيات الجديدة فى البلاد على ضوء المفاوضات بين المجلس العسكرى الانتقالى وقوى إعلان الحرية والتغيير.َ