إسلامياتعاجل

مكانة و حقوق المرأة في الإسلام

أكد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى، أن رسالة الإسلام الخالدة أنصفت المرأة ووضعتها في المكانة اللائقة بها، فقد سبق الإسلام الأنظمة الوضعية بقرون عديدة في تكريمه للمرأة، حيث أعطاها حقوقها كاملة غير منقوصة.

و قد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا).

و قد كرَّم الإسلام  المرأة وأنصفها ووضعها في المكانة اللائقة بها كإنسان كرَّمه الله سبحانه وتعالى، وهذا ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: «والله مَا كُنّا في الجاهلية نعدّ النساء شيئاً حتى أنزل الله لَهُنَّ ما أنزل، وقسم لهنّ ما قسم».

وقد بدأ تكريم الإسلام للمرأة باجتثاث جذور الجاهلية وجورها عليها، فأعطاها المكانة اللائقة بها وصَانَ حقوقها وَرَسَّخ واجباتها، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(سورة البقرة الآية 228)، وقوله – صلى الله عليه وسلم –: (إِنََّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) (أخرجه أبو داود).

ومن مظاهر تكريم الإسلام للمرأة المساواة بين الرجل والمرأة في التكاليف العامة والعمل والجزاء، كما جاء في قوله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) (سورة آل عمران، الآية (195)، فكانت الخطوة الأولى أَنْ حَرَّّم الإسلام وَأْدَهُنّ (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) (سورة التكوير، الآية (8-9)، وجعل الإسلام لها عقيقة تُسْتقبل بها حين ميلادها، وسوّى بينها وبين إخوتها في التعليم كما جاء في الحديث الشريف: (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) (أخرجه ابن ماجه).

ومنح الإسلام  المرأة حق اختيار الزوج، وأمرَ بِحُسْن معاملة الزوجة وأوصى بها خيراً، كما وأعطاها حقوقها السياسية والاجتماعية وأعلن وجوب مشاركتها للرجل في بناء المجتمع.

ولقد تميَّزت المرأة في العهد النبوي وتَأَلَّقت وتصدَّرت مكانة سامية، بايعت وهاجرت وجاهدت وتعلَّمت وعلَّمت حتى بلغ ذكرها عنان السماء وملأ علمها أرجاء الأرض، فَحُقَّ لها أن يُخلِّد التاريخ اسمها، وشرفٌ لنساء الأمة الاقتداء بهنّ، ومن الجدير بالذكر أن رسولنا – صلى الله عليه وسلم – قد رفع منْ قَدْرِ المرأة ومنزلتها ووضعها الاجتماعي، ورفع عنها قيد العبودية الذي كبَّلها لمئات السنين.

وخص صلى الله عليه وسلم الأم بالتكريم، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ : أُمُّكَ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : أُمُّكَ، قَالَ : ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ »(أخرجه الشيخان). كما كرم البنت حين قال – صلى الله عليه وسلم -: (مَنِ اْبتُلِيَ مِن الْبَنَاتِ بشَيءٍ فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْراً مِنْ النَّارِ) (أخرجه مسلم). وشمل التكريم الزوجة، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) (أخرجه مسلم).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى