
تناول كبار كتاب الصحف المصرية اليوم السبت في مقالاتهم عددا من القضايا المهمة ومنها إزالة التعديات على أراضي الدولة، وتداعيات دور قطر التخريبي في المنطقة.
ففي مقاله بصحيفة (أخبار اليوم)، قال الكاتب عمرو الخياط رئيس التحرير إن 21 عاما مرت على قناة (الجزيرة) من مقرها بالدوحة، قناة صنعت دولة ومنحتها تمددًا إعلاميًا فاق حجمها الجغرافي وتفوق على قدرتها السياسية، منحتها تأثيرًا دوليًا لم يسبق لقناة أن منحتها لدولة أو حتي لاتحاد مجموعة من الدول.
وأضاف أن الجزيرة المحاطة بالمياه من كل جوانبها يبدو أن لها نصيبًا من اسمها، بعدما أحاطت الوطن العربي بالكوارث والفتن والانقسام من كل جوانبه. علي قاعدة استهداف الدولة المصرية انطلقت القناة التي اعتقدت أنها نجحت عشية ٢٨ يناير ٢٠١١ في إسقاط الوطن القديم، لم تكن مصادفة أن سيطرت على إدارتها عناصر التنظيم الدولي الإخواني فليس أقدر علي إسقاط الوطن إلا من لا يؤمن بوجود الوطن.
وتابع:أن القناة أصبحت واقعًا فرض نفسه علي تاريخ الدولة القطرية، واحتلت لنفسها مكانًا فاق كيان الدولة ذاتها، حتي إنك وأنت بصدد الحديث عن قطر تجد نفسك قد استدرجت للحديث عن القناة، كما لوكانت المكون الرئيسي لأول دولة تليفزيونية عرفتها الأنظمة السياسية.. انطلقت القناة عبر مدارات الأقمار الصناعية المتعددة لتمنح الدولة القطرية مساحات من التأثير المصطنع، لا يمكن أن يتحملها جسم الدولة الناشئة.
وأشار إلى أنه بالرغم من الأموال الطائلة التي أنفقها النظام القطري، فإن وحدة الريموت كنترول لم تكن يومًا في الدوحة، وحدات التحكم عن بعد لم تسيطر علي شاشة القناة فحسب بل سيطرت علي حركة الدولة ونظامها ومستقبلها وتفاعلاتها في محيطها الإقليمي، القناة تسيطر علي الدولة، والريموت يسيطر علي القناة، وآلة الحرب والتفكيك والتخريب تسيطر علي الريموت.
وقال إن عملية تسليم وتسلم قيادة الفوضي في المنطقة التي تتم في الخفاء، بينما المقاطعون منشغلون بقطر المقالة المستقيلة التي حصلت علي مكافأة نهاية الخدمة واجبة التحصيل في ٢٠٢٢، قواعد التخريب الجديدة يتم تجهيزها، حتمًا ستنطلق منصاتها تجاه مصر الصامدة التي أجبرت الجميع علي تغيير قواعد اللعب وتكتيكاته، حتمًا ستكثف القواعد الجديدة ضرباتها لأركان الدولة العميقة ومؤسساتها التي حفظت الوطن وفي المقدمة منها الجيش المصري الذي حال دون سقوط أقدم دولة في التاريخ.
وفي نهاية مقاله، قال الخياط ، إنه حتما سيشارك التنظيم الإخواني بكل قوته في إعادة إحياء الفوضي، لن ينسي ما فعله المصريون لفضح فشله وإرهابه وتخابره، لن ينسي ما فعله المصريون لكشف التنظيم أمام مشغليه في أعتي الأجهزة.
وفي مقاله (هوامش حرة) بصحيفة (الأهرام)، قال الكاتب فاروق جويدة إن العالم العربى يعيش محنة قاسية وظروفا تاريخية لم يشهدها من قبل، تجمعت عليه الذئاب من كل جانب بعد أن تبددت وتشردت جموعه وأصبحت شعوبه ضائعة ما بين الجوع والفقر والهروب من الموت إلى الموت.
وأضاف أن العالم العربى يعيش الآن لحظة تاريخية لا غالب فيها، بعد أن ساءت العلاقات بين أصحاب القرار ووجد العالم فرصة نادرة لكى يوزع ما بقى من الغنائم..لا احد يستطيع ان يتنبأ بما يمكن أن يحدث بعد ساعات لأن القرار لم يعد عربيا ومصير هذه الأمة أصبح فى أيدى كثيرة.. فى العالم العربى الآن تقف جيوش من أكثر من بلد هناك الايرانى والروسى والتركى والفرنسى والامريكى والايطالي.
وأشار إلى أنه لا أحد يدرى فقد نجد غدا الصينى والهندى حين يتزاحم الجميع على الفريسة.. هناك خرائب دمرتها الحروب وسقطت المدن تحت وطأة حروب أهلية من يصدق أن هناك أربع عواصم عربية تم تدميرها..أين بغداد عاصمة العباسيين وأين دمشق عاصمة الأمويين وأين صنعاء وأين ليبيا من يصدق ان الحرب الأهلية دمرت كل هذه العواصم ، ثم جاءت لعنة قطر التى أصابت هذا الجزء من الجسد العربى وهو دول الخليج وكنا نبنى عليها آمالا فى إنقاذ هذه الأمة من كبوتها ومحنتها التاريخية..وماذا بعد وصول القوات التركية والايرانية إلى قلب الخليج.
وقال إن هذا الشرخ الذى حدث فى البناء الخليجى الذى قام على عدة ثوابت تاريخية واجتماعية وثقافية وإنسانية كنا نأمل أن يبقى متماسكا ولم يتصور أحد أن يأتى الدمار من الداخل وأن تكون المحنة من أحد الأبناء، إن قطر سوف تتحمل جريمة تفكيك هذا البناء ولا احد يعرف المدى الذى يمكن أن تصل إليه الأمور الآن.
وأضاف أن هناك ثمنا مدفوعا فى كل الحالات إذا سلمت قطر هناك ثمن مدفوع وإذا أصرت على مواقفها ومؤامراتها فهناك ثمن اكبر وفى كل الحالات الخسارة للجميع.
وفي نهاية مقاله، قال جويدة إن أزمة قطر وما تواجهه الآن دول الخليج أمام تحديات خارجية كانت الدوحة سببا فيها لا احد يعرف إلى أين تمشى بنا، فليست القضية دويلة صغيرة تبحث عن دور ولكنها أمه تواجه مصيرا غامضا.
وفي عموده بصحيفة (الجمهورية) قال الكاتب حسن الرشيدي إنه عندما تقرر الدولة .. فإن قرارها ينفذ بحسم وقوة.. طالما هناك إرادة للتنفيذ .. وقد ظهر ذلك جليا في إزالة التعديات على أراضي الدولة .. فهل لابد أن تصدر القرارات من رئيس الدولة شخصيا حتي تدخل حيز التنفيذ .. ونسترد حقوق الدولة والاملاك العامة؟!
وأشار إلى أنه في أيام معدودة نجحت أجهزة الدولة في إزالة التعديات بالبناء علي أراضي الدولة بنسبة 69 %. فقد بلغت التعديات 168 مليون متر وما تم ازالته أو تقنينه حوالي 118 مليون متر.. وبلغت التعديات على الأراضي الزراعية حوالي مليون و930 الف فدان “رقم مخيف” وقد تم إزالة وتقنين حوالي مليون و700 ألف فدان بنسبة حوالي 87 في المائة “انجاز ضخم”.
وأكد أن هذه التعديات والمخالفات الناجمة عن الفساد أو البلطجة كان يمكن تلافيها لو كانت أجهزة الدولة خاصة المحليات تقوم بأداء عملها ولم تترك الفساد يستوطنها ويعشش فيها.. طوال عدة عقود سابقة.. فلم تكن لدي الدولة أو الحكومات السابقة ارادة لازالة التعديات علي الأراضي أو مخالفات المباني التي تسقط وتخلف ضحايا أبرياء.. أو التي تميل وتكون خير شاهد علي فساد مسئولي ومهندسي كثير من الأحياء .. في مختلف انحاء مصر.
وقال الكاتب إنه من المؤكد أن النجاح الذي تحقق في إزالة التعديات واسترداد أراضي الدولة.. كان لا يمكن تحقيقه دون إرادة حقيقية من الدولة ومتابعة الرئيس شخصيا..فعندما يصمم الرئيس على فعل..تنشط كافة الأجهزة وتعمل ليلا ونهارا.. ويسابق الوزراء والمسئولون والمحافظون الزمن لتنفيذ القرارات خوفا من غضب الرئيس الذي يتمسك بحق الوطن ومستحقات الدولة.
وفي نهاية عموده، قال الكاتب إنه في الحقيقة عودة الشكل الحضاري للوطن يتطلب تضافر كل الجهود.. وليس أجهزة الدولة فحسب.. والشباب يجب أن يلعب دورا مهما في هذا الشأن بجميع المحافظات ، وهذا ما أكد عليه الرئيس السيسي الذي خاطب المحافظين قائلا: .. كل واحد منكم رئيس في محافظته.. وله كل الصلاحيات.. فهل فهم كل المحافظين رسالة الرئيس.. إم أن بعضهم ستظل أياديه مرتعشة..؟!