معنى أحبك | بقلم د. جيهان عفت
الحب سر الوجود فهو اكبر طاقه إيجابيه في الكون ، كما انه يأتي في المرتبة الثالثة من احتياجات الأنسان الرئيسية لكي يعيش بعد احتياجه للبقاء و ضمان البقاء و لذلك أكد علماء التنمية البشرية أن حاجه الأنسان إلى الشعور بأنه محبوب هي حاجه عاطفيه أساسيه عند البشر .
لكن كيف نحب؟ أو ما معنى إني احبك ؟ أجاب على هذا السؤال الشاعر الكبير نزار قباني عندما قال ” معنى أحبك …أن أميزك عن الجميع حديثا و شعورا و اهتماما “. كما تناول علم التنمية البشرية هذا الموضوع بأكثر تفصيلا عندما وضع خمس لغات للحب يمكن ان نجيد التحدث بها مع الاخرين كي نتواصل معهم بشكل جيد و هي الكلمات الرقيقة ، الوقت الكافي، تقديم الهدايا، تأدية الخدمات و لمسات الحنان …و قد تم الاسهاب في تناول هذه اللغات شرحا في كثير من وسائل الأعلام أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي .
و مع حلول عيد الحب العالمي ” الفلانتين” دعوني أتناول معكم معني الحب عمليا من خلال قصص لأشخاص حقيقيين عاشوا بيننا لم يكن الحب بالنسبة لهم مجرد قلوب او ورود أو دميه حمراء أو هديه قيمه داخل علبه شكولاتة و أن كان هذا أحد لغات الحب الا انهم عرفوا و عاشوا معنى الحب عمليا طيلة حياتهم .
و لنبدأها بقصه عالم الفيزياء الشهير “ستيفن هاوكينج” و زوجته “جين وايلد” فقد أكتشف ستيفن قبل بلوغه الخامسة و العشرين ربيعا أن لديه مرض نادر يصيب جسده بالشلل تدريجيا و على الرغم ان العقل سيظل يعمل بشكل سليم الا ان ما فائدة العقل و الافكار إذا كان الشلل سيوقف قدرته على التحدث و في خلال سنتين سيصبح مشلول بشكل كامل حتي يفارق الحياه .. فماذا فعلت محبوبته؟ أصرت على الزواج به و الانجاب قبل ان يصل لتلك المرحلة فبدأت حالته النفسية في التحسن بعد ما اصابه اكتئاب و إحباط و محاوله الانعزال عن العالم في انتظار المصير المحتوم من شلل تدريجي ثم وفاه و كانت النتيجة تفوقه دراسيا بل اصبح أول دفعته و المعجزة الأكبر انه مازال على قيد الحياه حتي وقتنا هذا بعد أن تعدي السبعين من العمر و لديه ثلاثة أبناء و تم تسجيل نظريه باسمه في الفيزياء ومازال يلقى العديد من المحاضرات عن طريق كمبيوتر ناطق حيث انه فقد النطق قبل بلوغه الثلاثين من العمر ..نعم انه الحب لأمرأه علمت بما سيحدث لأنسان احبته و ارتضت الارتباط به وهي تعلم تماما انه خلال عامين سيصبح مصاب بشلل تام و بالتالي العجز الكامل عن خدمه نفسه و سيصبح هذا جزء من دورها بجانب خدمه أطفالها و قد قبلت كل هذا بكل رضي حتي وصل لتلك المكان … باختصار انه الحب الباذل.
ثم ننتقل لأحد المواقف الغريبة و الطريفة حيث كان “ديلان كورليس” و ” ليكسي فارغا” في طريقهما لتناول الطعام في أحد شوارع كلاريمونت بكاليفورنيا فضربتهم صاعقه خلال عاصفه رعديه … يقول الاطباء أن سبب نجاه الثنائي هو أنهما كانا يمسكان بأيدي بعضهما مما ساعد في تفريق التيار الكهربي … الصاعقة اصابت رأس “ديلان ” ثم انتقلت الى “ليكسي” و منها الى الأرض و اصابتهما كانت خفيفة … نعم فالحب يربط الازواج ليجعل منهما شخص واحد و كيان واحد أكثر قوة و مقاومه لكل ضغوط الحياه و صعابها .
و لنختم بأقوال “سوزان بريسو” زوجه و رفيقه كفاح عميد الادب العربي طه حسين عن الحب حيث تقول في كتاب اسمته Avec Toi أو “معك”
و في النهاية٬ كُنا معًا .. دائما .. وحدنا.. قريبين لدرجه فوق الوصف
كانت يدي في يده متشابكتان كما كانتا في بداية رحلتنا
و في هذا التشابك الأخير٬ تحدثت معه و قبلت جبينه الوسيم
جبين لم ينل منه الزمن و الألم شيء من التجاعيد
جبين لم ينل منه هموم الدنيا من العبس
جبين لازال يشع ضوءً ينير عالمي
نعم أحبائي القراء
إنه حب الجوهر و ليس المظهر ..
إنه الحــــب كما يجب أن يكون ..