معرض الدفاع والتسلح المصرى طفرة مصرية جديدة لـ افاق بعيدة | بقلم وليد عبد الرحمن

طفرة سياسية وعسكرية وإعلامية كبرى تتفق ومكانة مصر العالمية بإقامة مصر معرضا للدفاع والتسلح وهو ما يحقق العديد من الاهداف الخفية على البعض والمعروفة جليا لدى الاغلبية، وهو المعرض الاول من نوعه فى شمال ووسط افريقيا حيث يرسخ مكانة مصر عالميا بصورة كبيرة خاصة مع التقدم الكبير فى مستوى التسليح المصرى وتقدم ترتيب القوات المسلحة المصرية عالميا .
وأعلنت مصر رسميا موعد انعقاد معرض الدفاع والتسلح ” إيديكس 2018″، وسيقام المعرض تحت اسم “المعرض الدولي الأول للصناعات الدفاعية والعسكرية في مصر “إيديكس 2018” ، وهو يعقد في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل بمشاركة كبرى الشركات المصرية العاملة في الصناعات الدفاعية إضافة إلى العديد من الشركات العالمية التي ستشارك بمنتجاتها في المجالات الدفاعية .
ويعد المعرض الذى يلقى دعما كبيرا من القيادة السياسية فرصة لعرض المنتجات العسكرية المصرية وعرض المنتجات الحديثة للدول العربية وكافة دول العالم وبخاصة مع الاهتمام الكبير من القيادة السياسية لدعم الصناعات الدفاعية .
ويتيح المعرض فرصة للشركات المصرية والعالمية للاطلاع على أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية حول العالم لأن الشركات العالمية تقدم في مثل تلك المؤتمرات أحدث منتجاتها المرتبطة بالتصنيع العسكري، والتى تعد مورد هام من موارد الاقتصاد في العديد من الدول بالاضافة الى الصفقات وعقود تسليح والأهم من ذلك هو إبرام عقود تصنيع مشترك لبعض الأسلحة .
وتبرز أهمية المعرض العسكرية فى دعم سياسة مصر فى تنوع مصادر السلاح التي تنتهجها حيث يضم العديد من الشركات العالمية وسيكون فرصة فريدة لعقد صفقات تسليح وتكوين شراكات مع شركات كبرى وسيكون له عائد كبير على الصناعات الدفاعية في مصر .
ولو قمنا بذكر ارقام بسيطة عن الدورة الحادية عشرة لمعرض ايدكس دبى الذى اقيم العام الماضى نجد ان المشاركة فيه وصلت الى 1200 شركة تقريبا من 59 دولة حول العالم وحضره اكثر من 80 الف زائر، أى اننا امام معرض ضخم له انعكاسات سياسية وعسكرية واقتصادية وسياحية كبيرة بمعنى اننا انجاز تاريخى و رؤية مستقبلية حقيقية .
واذا اردنا الحديث عن المعرض سياحيا فاننا أمام صناعة ضخمة يتم تنمية جزء هام منها وهو سياحة المعارض والمؤتمرات والذى نجحت القيادة السياسية فى إقامة العديد منها لدعم هذا النوع الهام من السياحة فى ظل غياب وزارة السياحة المعتاد الذى يجب عليها تنمية أنواع السياحة المختلفة بما تملكه مصر من إمكانيات متميزة .
ولو علمنا أن حجم صناعة المعارض حول العالم تصل إلى تريليونى دولار وهى صناعة نجحت فى إحداث نهضة سياحية فى دبى حيث تستحوذ سياحة المعارض والمؤتمرات هناك على 30% من اجمالى عمل القطاع الفندقى فى دبى بالاضافة إلى الرواج الكبير فى المشتريات والتسوق والانتقالات فى دبى .
وتسعى مصر إلى إقامة مدينة كبيرة للمعارض فى العاصمة الادارية على مساحة 500 فدان باستثمارات تصل إلى 600 مليون دولار وهو ما يعنى انها المدينة الاكبر عالميا بنا يدفع لان تكون مصر رائدة صناعة المعارض فى العالم وتفتح المجال بعد ثلاث سنوات اى بعد اتمام بناء المدينة لتتبوأ مصر مكانة عالمية فى تلك الصناعة الهامة .
وتبقى بعض المعوقات لتنمية هذا النوع من السياحة هى القوانين مثل قانون الإفراج الجمركي المؤقت لأن العارض يحتاج تسهيلات لدخول البضائع والعينات والهدايا العينية والكتالوجات وهذا يواجه فيه صعوبة كبيرة .
ويبقى أن نشير إلى أن سياحة المؤتمرات تجذب الشباب ورجال الأعمال من كافة جهات العالم وتزيد من فرص الاستثمار؛ لأنها لا تتاثر بشكل كبير كأى نوع آخر من السياحة بالمؤثرات السلبية مثل الإرهاب او غيره، وأن هناك دولًا تعتمد عليها بشكل كبير مثل دبى ولاس فيجاس، وكانت مدينة شرم الشيخ قبل عام 2011 .
يا سادة .. يا وزراء مصر ومسئوليها تعلموا من القيادة السياسية كيف نعمل من أجل مصر ومن أجل نهضتها وبناء دولة حديثة حقيقية وليست شبه دولة، مصر تمتلك مقومات يمكن معها أن تكون من الدول العظمى اذا احسنا استغلال تلك المقومات واهمها العنصر البشرى .
واخيرا يجب أن نقول حقا … تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر