مصطفى الفقي : مصر تتعاون مع مؤسسات تعليمية إفريقية لتحقيق التنمية
قال مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور مصطفى الفقي؛ إن التعليم وحده هو البوابة للمستقبل في إفريقيا، وإن مصر طالما تعاونت مع مؤسسات تعليمية إفريقية لتحقيق التنمية والتطوير في القارة.
جاء ذلك خلال مؤتمر “إفريقيا تتحدث عن التعليم: من أجل غد أفضل” الذي نظمته مكتبة الإسكندرية اليوم وشارك فيه مجموعة من الخبراء والمتخصصين في العملية التعليمية من دول إفريقية عديدة ومؤسسات دولية متخصصة.
وأكد الفقي، أن مصر جزء لا يتجزأ من القارة الإفريقية، وأن علاقتها بالقارة قوية وأزلية وغير قابلة للنقاش، لافتا إلى أن مصر عادت هذا العام بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتؤكد انتمائها ودعمها للقارة في كافة مناحي الحياة.
من جانبه، أشار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الدكتور إسماعيل عبد الغفار؛ إلى أن التعليم هو السبيل الوحيد لتحقيق التطور، وأن الشباب هم أساس التنمية في القارة الإفريقية، مؤكدا أن إفريقيا لن تحقق الاستفادة القصوى من مواردها الطبيعية وإمكاناتها البشرية الهائلة سوى بالتعليم.
وقال عبد الغفار، إن الأكاديمية العربية تقدم نموذجا تعليميا متميزا يقوم على بناء الكوادر، والابداع والابتكار، معربا عن أمله أن تسود تجربتها في باقي الجامعات. ولفت إلى أن الأكاديمية تتوسع داخل مصر وخارجها، فأصبحت أول مؤسسة تبدأ عملها في العلمين، كما أنها تولي اهتماما كبيرا بالطلاب الأفارقة، واستهدفت خدمتهم من خلال توسعها بمقرها في أسوان.
بدوره، قال رئيس قطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية الدكتور أمجد الجوهري، إن المكتبة تضع قضية التعليم في إفريقيا في مقدمة أولوياتها، وتقدم العديد من الأنشطة والفعاليات والمبادرات التي تدعم قضية التعليم في مصر… مشيرا إلى أن المؤتمر يسعى لمناقشة الوضع الحالي للتعليم العالي في إفريقيا، والتحديات التي يواجهها، بهدف تبادل الخبرات وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز وضع التعليم العالي في مختلف البلدان في إفريقيا.
من جانبها، تحدثت الدكتورة غادة عبد الباري؛ أمين عام اللجنة الوطنية المصرية لليونسكو، عن الاتفاقية العالمية حول الاعتراف بمؤهلات التعليم العالي، والتي تهدف إلى الاعتراف بمؤهلات التعليم العالي كأداة مساعدة لرفع جودة التعليم، وضمان المساواة في فرص الحصول على التعليم العالي، وتذليل العقبات أمام الطلاب والخريجين الذين يسعون للحصول على وظائف خارج بلادهم.
وأكدت أن الاتفاقية تعد من أهم أدوات تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة الخاص بالتعليم، كما تتسق مع أهداف خطة مصر 2030.
وفي كلمتها، تحدثت الدكتورة رشا كمال؛ وكيل وزارة التعليم العالي لشئون الوافدين، عن مبادرة “ادرس في مصر” التي أطلقتها وزارة التعليم العالي مؤخرا بهدف مساعدة الطلاب الوافدين على الدراسة في مصر. ولفتت إلى أن المبادرة تعمل على تذليل الصعوبات وتيسير الإجراءات اللازمة للتقدم للدراسة في مصر، وتقديم الخدمات المختلفة للطلاب أثناء دراستهم.
وأكدت أن المبادرة تسعى لتقديم عدد من المنح الدراسية للطلاب الوافدين، موضحة أن مصر قدمت 2648 منحة دراسية للطلاب الوافدين من دول عربية وإفريقية في الفترة بين عام 2014 و2019.
وأضافت أن مبادرة “ادرس في مصر” تتعاون مع شبكة كبيرة من الجهات والمؤسسات الإفريقية والدولية للتعرف على احتياجات الطلاب ورغباتهم، وتوجيههم للبرامج الدراسية التي ستساعدهم على العودة لوطنهم وإفادته بأفضل صورة.مشيرة إلى أن هذه المبادرة تتسق مع أهداف أجندة أفريقيا 2063 الساعية لإتاحة التعليم العالي للجميع، وبناء القدرات وتطوير الموارد البشرية، وتعزيز مشاركة المرأة في جميع المجالات خاصة العلوم والتكنولوجيا.
وقالت الدكتورة ميرفت الديب؛ منسق عام مجلس علماء وخبراء مصر، إن أكبر تحد يواجه التعليم العالي هو أنه يقوم بالبناء على المهارات والقدرات التي اكتسبها الشباب من بداية رحلته التعليمية، وهو ما يؤكد على أهمية مراحل التأسيس في تشكيل قدرات الطلاب المعرفية والإدراكية التي تؤهلهم للمرحلة الجامعية.
وأكدت أهمية مواكبة التعليم العالي لمتطلبات المستقبل، وإعداد الطلاب لمواجهة تحديات العصر الحديث، مشددة على ضرورة تطوير المقررات والابتعاد عن المنهج التقليدية.
وتحدثت عن المبادرات المصرية في هذا الإطار، ومنها شهادة النيل الثانوية الدولية التابعة لمجلس الوزراء والتي تمنح بالتعاون مع جامعة كامبريدج، وتهدف إلى تأهيل خريجيها للالتحاق بالجامعات الدولية بالاعتماد على تقديم مناهج حديثة ومتنوعة ومبتكرة.
جدير بالذكر أن مؤتمر “إفريقيا تتحدث عن التعليم: من أجل غد أفضل” يأتي في إطار فعاليات مكتبة الإسكندرية العلمية والثقافية واستكمالًا لدورها في دعم خطط التنمية الوطنية والاتجاهات العامة للدولة التي تضع قضية التعليم على قمة أولوياتها هذا العام، والاهتمام بالتواصل مع إفريقيا على وجه الخصوص.