مصر هي حجر الزاوية .. بقلم وسام سمير

دقت طبول الحرب واشتعل القتال في كل ارجاء العالم العربي مع مطلع العقد الثاني للألفية الحاليّه فسقطت الاقنعة المزيفة التي طالاما اختبأت خلف الفضيلة والتقوي والورع وبات واضحاً ان القتال بدافع النفوذ والثروات الطبيعية هو الهدف والمآرب الحقيقي خلف كل هذا الجحيم الذي حصد الأرواح في سوريا واليمن والعراق وليبيا وأخيرا مصر، هذا الجحيم الذي حصد البشر علي أساس العرق والدين واللون بل والفكر لم يفرق بين الغني والفقير ولم يرحم الأطفال ولم يشفق علي النساء والشيوخ بل اصبح القتل هو السبيل الصالح للوصول الي المآرب الخبيث، فبعد ان مرت الأيام مصقولة برائحة الدماء وصراخ الأطفال والبؤساء اتضح جاليا مدي الفجوة الكبري التي تشكلت في الثلاثة عقود المنصرمة لتفصل بين الساسة والشعوب، فقد انكشف غطاء الوحشية التي تجذرت في عقول الحكام وظهر الحقد الامريكي الدفين الذي يحركة الطاغية الصهيوني المسيطر علي العالم فسقطت ورقة التوت فوق الاراضي السورية وتبعثر الشعب البائس في كل ارجاء المسكونة هاربا من جحيم الشيطان صاحب الألف وجه فهو الاخواني التركي وإمبراطور النفط السعودي والعميل الحقير القطري وساكن الجبال البربري اليمني وهو الهمجي الليبي والمتطرف التونسي والإرهابي المصري وهو ايضا عاشق النفوذ البريطاني وصاحب القوة والقدرة النارية التنين الامريكي، ومع نهاية العام الماضي كان الكل ينتظر السقوط العظيم والانهيار الأكبر وبالفعل أخذ الشيطان يرقص احتفالا بالنصر القريب.
الا ان التدخل الروسي السريع والعنيف في سوريا والبحر المتوسط أعطي للجمود السيادة العامة علي الموقف فانحصر المد التركي في الشمال السوري وتم محاصرة الشياطين المرتزقة علي الحدود العراقية وفي تزامن الهي بحت أخذت مصر تتحرك باستراتيجية حكيمة فأقرت تحالفات عسكرية نوعية دقيقة جدا مع الدب الروسي لتغلق الترس الواقي للمتوسط وضغطت القوات المسلحة المصرية بشدة علي الحدود الشرقية فتوقف نزيف الاٍرهاب القادم من غزة عبر الانفاق مما أدي الي ارتباك كامل ضرب المخطط الشيطاني في محوره وبات مهددا إياه بالسقوط.
وهنا بدا الغليان الرهيب من قبل كل أطراف اللعبة ُوطرح السؤال المصيري، وماذا بعد ؟ فقد سقط القناع الحديدي وأصبح المقاتلين المرضي عاشقي الجنس الشاذ آكلي الأكباد في حيرة من امرهم هائمين علي وجوههم فقد انغلق الطريق امام النصر في سوريا الي الأبد، وكذلك سقطت خطة السيطرة علي مصر سياسيا وايدلوجيا ولم يتبقي سوي عسكريا ففتحت اعين الشيطان الامريكي والبريطاني علي حدود مصر الغربية وبالفعل أخذ المرتزقة يتدفقون الي ليبيا هذه البلد التي تم تدميره تماما وبات قبلة للقتلة وارضا خصبة للارهاب فجعلوا فيها هي خيمة الاجتماع لوضع الخطط الدامية للانقضاض علي مصر الملاذ الأخير لهم فقد أخذ الوقت ينفذ فالسقوط الكبير قادم لا محاله يوم ان يخرج الرئيس الامريكي من البيت الأبيض قبل نهاية العام الجاري، الا ان الرئيس المصري يعرف جيدا كيف يغلق ابوابه الغربية وقد ذهب ليدشن وجودا مصريا عميقا في قلب افريقيا سوف نجني ثماره مستقبلا وانطلق شرقا ليؤسس اقتصاديات عملاقة مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية وكازاخستان وبالطبع روسيا العظيمة، فهذا الرجل يضع مصر اليوم علي اعتاب الريادة الدولية ويكرس لعالم تحكمه القوة الطيبة والرحمة التي تكره الدماء وتكافح الشذوذ الفكري والعقائدي بل وتحارب بقوة التفشي الصهيوني الامريكي البريطاني الذي اكل الأخضر واليابس وحول شعوب الارض الي عبيدا للمال والسلطة.
نعم مصر كانت هي حجر الزاوية الذي تحطمت أمامه كل مخططات الشيطان الصهيوني وسوف تشهد الشهور القليلة القادمة النهاية الابدية لمرتزقة الدماء ووحوش المال والنفوذ بفضل مصر وبمعونة السماء.