مصر لكل المصريين.. منهج حياة وحكم السيسي

تقرير .. عادل محمد
كل عام والمصريين في خير وسلام .. تحل هذه الأيام ذكرى عيد الميلاد المجيد التي تعكس قيم التسامح والمحبة التي أرستها تعاليم السيد المسيح عيسى بن مريم .. ورغم أن لهذه الاحتفالات صفة عالمية إلا أنها على أرض الكنانة تكتسب مذاقاً خاصاً حيث تعكس مبادئ التعايش الآمن القائم على المشاركة والمساواة في الحقوق والواجبات .
تهنئة الرئيس طعم تاني
فمع دق أجراس الاحتفالات بالكنائس المصرية .. تعم أجواء البهجة الروحانية .. لكن هذه الفرحة تصبح فرحتين وثلاثة وعشرة بمشاركة رأس القيادة السياسية الرئيس عبد الفتاح السيسي للإخوة الأقباط بحضور بعض الوقت من قداء عيد الميلاد .. ويكون تأثير هذه الزيارات كرصاصة أطلقها مقاتل صوب أعداء مصر المروجين للفتن والشائعات المدعين بأن في مصر تمييز بين المسلمين والمسيحيين .
حيث تحمل مشاركة الرئيس رسالة للعالم كله أن مصر على قلب رجل واحد بمسلميها ومسيحييها، ولن يستطيع أحد أن يفرق شمل المصريين، الذين يقفون صفا واحدا خلف قائدهم، ولن يسمحوا بتعكير صفو هذه الاجواء الوطنية تلك المحاولات التي تتحطم دائماً على صخرة النسيج الوطنى وتلاحم المصريين مسلمين ومسيحيين .
وهي أيضاً بمثابة أهم ضمانة لاجتياز مصر معركة إعادة البناء بنجاح بفضل سواعد أبنائها وتلاحمهم واتحادهم .. وأن مصر مهد الأديان والتسامح وهي أيضا رسالة قوية بأن الإسلام دين التسامح ، ورسالة إلى دعاة التخلف والتطرف، ممن يرفضون ثقافة الاختلاف، ويحرضون المصريين على الكراهية والتشدد فهى رسالة تطفئ نيران الفتنة التى يريد أعداء الوطن إشعالها .
إعلاء المواطنة والمساواة
ولعقود طويلة ظلت مفاهيم المواطنة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين جميع الفئات دون نظر إلى دين أو جنس أو عرق، أحلام طالما حاول المجتمع المصرى الوصول إليها وتطبيق معانيها الحقيقية، على أمل أن تقر الإرادة السياسية والسلطات التنفيذية بسيادة القانون، وتنظيم العلاقات بين كافة المواطنين دون تحيز أو تمييز، إلى أن جاء اليوم الذى أصبح المصريون فيه على بداية الطريق الصحيح، نحو تحقيق حلم المواطنة، فى عهد قائم على هدم سلبيات العنصرية، وبناء العدالة الاجتماعية على أنقاضه .
فالرئيس عبد الفتاح السيسي وبحق هو نموذج للحاكم الذي يحول المواطنة إلى فعل على أرض الواقع، فهو أحرص ما يكون على تأكيد احترام كافة العقائد الإيمانية فعلاً لا قولاً، مما يخلق وعيا بين جميع المسئولين ومؤسسات الدولة وحتى بين المواطنين أنفسهم، وهذا هو المعنى العميق للمواطنة، فسابقا كان ملف الأقباط يتعامل معه أمنيا فقط عكس الآن، لذا فإن ما يقوله ويفعله الرئيس يمثل نقطة تحول هامة فهو يعطي حرية للجميع، وتصرفاته تعكس وطنية غير مسبوقة كما تعد نموذجا للمنطقة بل والعالم بأكمله في احترام العقائد والحريات .
ثورة 30 يونيو .. عهد جديد
كان واضحًا من كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى سطر بها ملحمة ثورة 30 يونيو أن مصر على مشارف عهد جديد، وقف السيسى الذى كان وزيرًا للدفاع آنذاك وبجواره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فى مشهد يدل على أن مصر لا يمكن أن تتقدم إلا بعنصرى الأمة .
ويوماً بعد يوم ، دخلت مصر فى عهد رئيس حرص على أن يكون حاضرًا ممثلا عن الأزهر والكنيسة فى كافة المناسبات الرسمية وغير الرسمية، وفى أول عيد للأقباط، كان حاضراً فى زيارة إلى الكاتدرائية، وصفت حينها بـ ” التاريخية”، خاطب خلالها جموع الشعب المصرى، موجهاً التهنئة لشعب مصر بمناسبة عيد الميلاد المجيد .
وفى أوقات الشدة، لم يتردد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الثأر لدماء أبنائه ، وأمر بشن ضربات جوية ضد معاقل تنظيم داعش داخل الأراضى الليبية، رداً على قتل عصابات التنظيم الإرهابى 21 مصرياً فى محاولة للتفرقة بين المسلمين والأقباط وبث الذعر فى نفوس الشعب المصرى.
كان رد الرئيس الرئيس آنذاك دليلاً وبرهاناً على أن الدم المصرى لم يعد رخيصاً، سواء كان مسلماً أم قبطياً، ليحبط كل مخططات إشعال الفتنة، ويؤكد تمسك مصر بالمساواة والمواطنة، ويؤكد بما لا يدع مجالاً لشك أنه رئيس لكل المصريين .
وهو ما دعم شعور الأمن لدى جميع أقباط مصر وباتت الكنيسة على قناعة تامة بأن مصر أصبحت على بداية الطريق لتحقيق المواطنة التي تعد مبدأ وموروث عرفه المصريون منذ قديم الأزل لكن حاولوا تقنينه بشكل فعلى وإشراك الإدارة السياسية فى تحقيقه منذ بداية السبعينيات فى محاولات مستمرة لتحقيق المساواة بين أبناء الشعب المصرى فى الحقوق والواجبات دون النظر إلى أى اختلافات عرقية أو عقائدية، لكن للأسف كلها كانت محاولات وإرهاصات لم تلق نجاحا كاملًا فلم تطبق هذه العدالة الاجتماعية، والمساواة على أرض الواقع فى ظل العهود السابقة .
مصرنا الجديدة.. مسجد وكنيسة
إعلاء لمبدأ ” ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي وأن مصر مهد الأديان والتسامح” .. جاءت قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة إنشاء كنيسة في مشروع ” أهالينا 1″ بحي السلام، لحرصه على تأكيد معنى تلقائية مشاعر الترابط بين المسلم والقبطي، ولإقراره مبدأ إنشاء كنيسة في كل تجمع سكني جديد، وليبعث رسالة واضحة أن مصر لكل المصريين، وليعزز مفهوم حرية العبادة وأنها مكفولة للجميع، وليشير إلى أنه لا يغيب عنه حقوق شركاء الوطن .
وكان نفس الحرص حينما وضع اللبنة الأولى في بناء العاصمة الإدارية، فشرع في بناء مسجد ضخم وعلى مقربة منه شيد أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، وأصر على صلاة المسيحيين والاحتفال بعيد الميلاد فيها بدءاً من العام الماضي في تقليد يستمر العام الحالي أيضاً في أروع نموذج للوحدة الوطنية والتآخي اللذان يغلفان العلاقة بين عنصري الأمة المصرية .
ويرسخ تساؤل الرئيس السيسي للمسئولين عن بناء كنيسة في منطقة أهالينا 1، معنى حقوق المواطنة في الدولة، وليوضح معنى أن الدولة المدنية لا تعرف التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب، وأن جميع أفراد الشعب بكل طوائفه يعيشون على أرض واحدة، ويشربون من نبع واحد، ويؤدون تحية علم واحد .
وهذا أيضاً أصدق تكذيب وأبلغ رد على المتقولين على الإسلام بأنه دين عنف وسفك دماء، فالإسلام يؤكد على مبدأ التعايش، والتى توازى فى معناها كلمة المواطنة وتقبل الآخر، والتعايش هو أهم ما ورد فى الإسلام، وهو مصطلح كبير تكفل كل معانيه المساواة بين شركاء الأرض والوطن، حيث أمرنا رسولنا الكريم بالتعامل مع الأخوة المسيحيين دون أدنى تفرقة بل أباح ديننا الزواج منهم فجميعنا بشر وعباد لله عز وجل، وهم فى نهاية المطاف من أهل الكتاب .
أقوال خالدة
وليم مكرم عبيد باشا وزير المالية الأسبق: “مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا”
البابا تواضروس: “وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن”
الرئيس السيسي: “معاملتي لأشقائي المسيحيين مش سياسة.. ده ديننا الحقيقي وإحنا نموت علشانهم”