“مصر خط احمر”.. صيحة السيسي في عيد الشرطة| بقلم جورج عياد
توافق هذه الأيام من كل عام احتفالات رسمية وشعبية كبرى بمناسبة الذكرى الـ73 لأحداث 25 يناير 1952، والتي جسدت أبهى وأقوى حالات الفداء والوطنية عندما رفضت الشرطة المصرية في مدينة الإسماعيلية تسليم أسلحتها للإنجليز خلال مقاومة الاحتلال البريطاني.
وأسفرت تلك المواجهات عن استشهاد 50 شرطيًا وسقوط 80 مصابًا لتصبح معركة الإسماعيلية فيما بعد رمزًا لصمود الشرطة المصرية وأيقونة للاحتفال بيومها من كل عام والذي أصبح يطلق عليه “عيد الشرطة” ، تخليداً لذكرى البطولة والشجاعة والتضحية وحب الوطن عندما واجه رجالها قوات الاحتلال الإنجليزي الغاشم، وظلوا في أماكنهم رافضين رفع الراية البيضاء داخل مبنى المحافظة.
حيث رسمت معركة الإسماعيلية عام ١٩٥٢ لوحة خالدة تلاحمت فيها بطولات “الشرطة والشعب” أثناء تصديهم لعدوان الاحتلال الغاشم، لتشهد للعالم أجمع بأن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم وليصبح هذا اليوم عيدا يحتفل به المصريون بكل طوائفهم وثقافاتهم كل عام ويظل هذا الكبرياء الوطني والرصيد الحضاري العميق هو الدافع القوى لمسيرة الوطن وأجياله المتعاقبة نحو مستقبل وواقع أفضل.
ويحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار رجال الدولة على المشاركة في هذه الاحتفالات، حيث يوجه التحية لرموز هذا التاريخ ناصع البياض والبطولة، فتتحول كلمات الرئيس ووضع أكاليل الزهور على أرواح شهداء الشرطة البواسل إلى مناسبة رائعة لاستدعاء معاني الشهامة والقيم السامية التي ضحى أبطال الشرطة من أجلها بأرواحهم الغالية ودمائهم النقية مـن أجل رفع راية مصـر عالية، وجاء أوبريت احتفال هذا العام تحت شعار “مصر خط أحمر” ليوجه رسالة واضحة صريحة ومدوية لكل من تسول له نفسه مجرد الاقتراب من أمن مصر، وتكمن فحوى هذه الرسالة في التأكيد على أن أرض الكنانة على قلب رجل واحد للدفاع عن كل حبة رمل.. وأن أمن المواطن منطقة محظور الاقتراب منها.
ومن حسن الطالع أيضاً أن تشهد احتفالات هذا العام تلك الروح الوطنية العظيمة التي تجمع كل أبناء مصر البواسل ، حيث حرصت القوات المسلحة الباسلة ، درع الدفاع عن الوطن ، على إهداء رجال الشرطة المصرية أغنية وطنية “عايشين الحياة مع بعض” ، وهي تعكس العقيدة المقدسة التي يعمل تحت ظلها أبناء مصر الأبرار من رجال الجيش والشرطة.
ويشهد التاريخ على أن مسيرة عطاء وفداء وتضحيات رجال الشرطة لم ولا تتوقف يوماً بل يحرصون على التصدي بصدورهم لأي خطر يحدق بوطننا المفدى مصر، فعلى مدار السنوات الماضية قدمت وزارة الداخلية المصرية بطولات نادرة تمكنت خلالها من القضاء على البؤر الإجرامية والخلايا الإرهابية التي كانت تشكل خطرا على الدولة، كما تتصدى أناء الليل وأطراف النهار لكل أشكال الجرائم الجنائية ومجابهة البلطجية والخارجين على القانون وكذلك تأمين المنشآت والمؤسسات الحيوية، ليعيش المصريون في أمن وأمان منذ بداية عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث أخذ على عاتقه أن تكون مهمته الأساسية الأولى تثبيت أركان الدولة وتعزيز تماسك قدرات مؤسساتها واستعادة الاستقرار الضروري من أجل مواصلة التقدم.
وفي واقع الحال فإننا أحوج ما نكون لترسيخ مثل هذه القيم النبيلة في ذاكرة ويقين أبنائنا لتظل هي بوصلتهم الوطنية في الحفاظ على بلدهم المفدى مصر .. وهو ما عبر عنه القائد الزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالات هذا العام قائلاً : “كل نقطة دم حافظت.. كل روح راحت لربنا حافظت على البلد.. كل إنسان قدم نفسه لربنا هو اللى حافظ على البلد.. دي الحقيقة.. والكلام ده بنكرره، فكل الدعم لهم.. مصر مش هتنساهم.. مصر في الأمان والسلام بسبب تضحيات الشهداء”.