افتتاحية بروباجنداتحقيقاتتحقيقات و تقاريرعاجل

مصر حصن العروبة.. العالم يشيد بتدخل القاهرة ولا عزاء لـ أبواق قطر وتركيا

افتتاحية بروباجندا

شاءت العناية الإلهية أن تكون مصر هي قلب العروبة النابض والفاعل الأول بل والوحيد في جميع الأحداث الجسام لدرء أي خطر يحيق بأشقائنا العرب .. فبعد 3 أيام من القصف الوحشي الذي قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وعلى مسمع ومرأى من العالم .. ووسط ” ولولة” و” عويل” مدعي العروبة والوطنية من الأبواق الإعلامية المأجورة سواء في قطر أو تركيا والتي لم تكن تملك سوى الندب ولطم الخدود وقطع الهدوم .. لكن تصرف الرجال دائما يخرج من مصر .

حيث تحركت الدبلوماسية المصرية على الفور ومارست كل ما أوتيت من قوة تأثير لاحتواء الموقف ومنع انفجار الأحداث على النحو الذي كانت تسعى إليه قوات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى الجانب الآخر أقنعت الفصائل الفلسطينية المقاومة بضرورة التهدئة لمنع وقوع كارثة نحن في أغنى ما نكون عنها .

وتقديراً للدور الإيجابي الحيوي الذي لعبته مصر على جميع المحاور .. انطفأت النيران بفضل الله ومكانة مصر بين سائر الأمم وكذلك القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يقدر الأمور خير تقدير .

ومن جانبه وجه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الشكر لمصر على الجهود التي بذلتها لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي راح ضحيتها 27 شهيدا و185 جريحا علاوة على تدمير ألف وحدة سكنية، مشددا على أن هذه جرائم حرب ترتكب بحق الشعب الفلسطيني ولم تكن لتتوقف لولا تدخل مصر في الوقت الحاسم .

ودعا عريقات إلى إنهاء أسباب الانقسام بين الفصائل الفلسطينية بشكل فوري والعودة إلى اتفاق القاهرة وصناديق الاقتراع وتوحيد الشعب الفلسطيني، وذكَّر عريقات بأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أطلق على قمة ” الظهران” قمة القدس، وأدان خلالها القرارات الأمريكية المتخذة بشأن القدس .

على الصعيد ذاته أشاد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بجهود الوساطة التي بذلتها مصر والأمم المتحدة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية لوقف إطلاق النار في غزة ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مؤكدا على ضرورة أن يتم الالتزام به على الفور .

وذكر الوزير الألماني أنه يمكن أن تكون الهدنة المحققة بمثابة أساس لتهدئة الوضع بشكل دائم، لافتًا إلى أن الخطوة الأولى المهمة في ذلك هي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين نهاية مارس الماضي وحث كلا الجانبين على الوفاء بهذه الالتزامات المتبادلة التي تشمل الضمانات الأمنية لإسرائيل وإجراءات ملموسة لتحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة .

ووفق إحصائية أعلنتها وزارة الصحة في غزة إلى أن 27 فلسطينيا استشهدوا وأصيب نحو 150 آخرين خلال العدوان الذي بدأ صباح السبت الماضي وانتهي فجر الاثنين بوساطة مصرية .

وأوضحت الوزارة أن من بين الشهداء ثلاث نساء بينهم اثنتان حوامل ورضيعة، فيما أصيب أكثر من 154 فلسطينيا بجروح، وقد شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من ٢٩٥ غارة إضافة للمدفعية والبوارج استهدفت أكثر من ٣٢٠ معلما مدنيا في قطاع غزة منها بنايات مدنية سكنية وتجارية ومقرات حكومية ومساجد وورش حدادة ومحال تجارية ومؤسسات إعلامية وأراض زراعية .

وحسب المكتب الاعلامي الحكومي الفلسطيني فقد جرى قصف وتدمير ١٨ بناية ومنزلا بالكامل واستهداف ١٠ منازل أخرى ومحيطها بالصواريخ، وقصفت الطائرات الاسرائيلية المقر الرئيس لجهاز الأمن الداخلي ومكتب الأمن والحماية التابع لمنزل مدير قوى الأمن الداخلي اللواء توفيق ابونعيم ومقر الشرطة العسكرية الـ ١٧ اضافة الى قصف مسجد المصطفى بمعسكر الشاطئ .

وادت الغارات الى هدم كلي لـ ٥٨ وحدة سكنية وتضرر جزئي لعدد ٣١٠ وحدات أخرى وتضرر طفيف لمئات المنازل و ٦ ورش حدادة وخراطة بالزيتون والشجاعية وامتد القصف الى موانئ الصيادين في غزة وخان يونس ورفح وشمل القصف الاسرائيلي ٢٤ موقع تدريب وأكثر من ١٨ مرصدا تتبع للمقاومة .

ولحقت أضرار بجامعتين فلسطينيتين وتضررهما، كما تضرر عدد غير محدد من المدارس بشكل جزئي وكل من مدرسة السيدة رقية بالصبرة ومدرستي أحلام الحرازين وعبد العزيز الرنتيسي بخانيونس بأضرار بليغة جراء قصف محاذي لها اضافة الى أضرار بليغة بمحكمة شمال غزة الشرعية جراء القصف الاسرائيلي للمنطقة المجاورة لها.

واعترف جيش الاحتلال باستهداف وقصف وتدمير 30 موقعا للمقاومة في غزة بينها مراكز تدريب ومراقبة وغرف عمليات وقاعات قيادة وغيرها، كما نفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية الليلة الماضية سلسلة غارات على مواقع للمقاومة في مناطق مختلفة من قطاع غزة .

وبطبيعة الأحوال لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتدخل مصر بمنتهى القوة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الإخوة الفلسطينيين، ففي نهاية العام الماضي 2018 أقدمت سلطات الاحتلال على عدوان غاشم على الأراضي الفلسطينية المحتلة وأسفرت المواجهات عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين الفلسطينيين كما قصفت المقاومة بلدات تحت السيطرة الإسرائيلية بأكثر من 200 صاروخ، مما حمل تهديداً في غاية الخطورة بانفجار الأوضاع الأمنية وعدم استبعاد حرب لا يعلم مداها أحد خصوصاً بعد أن طالب وزير الحرب الإسرائيلي المتطرف، قبيل تقدمه بالاستقالة، بتفويض من الحكومة الإسرائيلية للإقدام على اجتياح شامل للأراضي الفلسطينية .

ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع تلك المواجهات جاء الموقف المصري منسجماً ومتوافقاً بأروع ما يكون مع الدور التاريخي والمسئولية التي تضطلع بها مصر تجاه القضية الفلسطينية بالتدخل الإيجابي لنزع فتيل الأزمة بالتوسط نحو إقرار تهدئة شاملة في الأراضي المحتلة عصفت بجميع طموحات الوزير المتطرف وآلاف المتظاهرين من المتشددين الإسرائيليين نحو إراقة دماء المزيد من الإخوة الفلسطينيين وكأنها سكبت الماء على النار مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي على الاستقالة اعتراضاً على استجابة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو للوساطة المصرية .

في هذه الأثناء لم تخف المقاومة الفلسطينية سعادتها البالغة بهذا الدور المصري واعتبروه أعظم انتصار للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في الوقت الذي فشل فيه مجلس الأمن في اتخاذ أي إجراء لحماية الفلسطينيين أو التنديد بالاعتداءات الإسرائيلية، بينما اكتفت باقي دول العالم بمشاهدة آثار الدمار التي لحقت بالأراضي المحتلة .

وعلى مر التاريخ تحتل القضية الفلسطينية مركز الصدارة على رأس اهتمامات وأولويات القيادة السياسية في مصر، ورغم تبدل الخريطة السياسية خلال السنوات الخمسة الأخيرة على نحو غير مسبوق وفي ظل اضطرابات خطيرة تشهدها عدة بلدان عربية من بينها العراق واليمن وسوريا وليبيا، إلا أن حرص مصر ومسئولياتها تجاه فلسطين لم ينخفض بل على العكس حظي بنصيب أكبر لمنع ضياع حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق في متاهة الأحداث والأزمات المتلاحقة .

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية الحكم، بذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني، ورغم خوض مصر معركتها الشاملة في ظل حربها ضد الارهاب ومواجهة المشاكل الاقتصادية المترتبة على الأوضاع الإقليمية المحيطة، إلا أن استراتيجية الرئيس ظلت ثابتة على مبادئها بتقديم كل الدعم من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية .

كلمة أخيرة

أنا إن قدر الإله مماتي .. ما ترى الشرق يرفعون الرأس بعدي .. عشت يا مصر حصن العروبة المنيع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى