آراءشويّة دردشةمواطن مصري

مصريتكم التي لا أعرفها | بقلم جورج عياد

كانت الأشياء ما قبل ٢٠١١ بها ما هو جيد و ما هو فاسد، كان هناك كثير من الإيجابيات (علي الأقل الأخلاق والاحترام) و كذالك سلبيات أبرز ما فيها هو فساد المال وليس شئ اخر، لا أستطيع ان الوم شعب أكثره يريد التغير ومنه من عاني من فج الفساد وانتشاره ( مع ان كان نوع الفساد ما قبل ٢٠١١ هو فساد أكابر او فئة قليلة حاولت واستطاعت ان تحصل علي كثير من فساد المال والنفوذ وليس النفوس )

أراد اكثر الشعب ان يقول آه آه، كفاية حرام، و أراد التغير من كثره الزهق النفسي من تكرار ما يفعله هذا او ذاك او هؤلاء من كبار وقيادات الحزب الوطني يوميا

أراد فقط ان يخرج ما بداخله من الاهات ولم يكن في مخيلته او مطالبه هو إسقاط نظام لم يكن في قلبه مقت او كره لدرجة مطالب إسقاط دولته

فجاة رأي ايام وليالي من كمية حقد وغل وخيانة وشماتة و غيرة شيطانية ليست من شيمه و لا تنتسب الي ما في قلبه من حب واحترام وتبجيل لمصريتة اللتي قد تصل الي حد عبادة تراب بلدة

لقد رأوْا فجاة تقسيمات لم ينتبه اليها تظهر، فظهر مجموعات  تم اختيارها بعناية فائقة

فهذه المجموعة سماتها الحقد علي المجتمع والآخري الخيانة و مجموعة اخري للغيرة القاتلة ومنها مجموعة النقم اي أعضاءها هم من الناقيمين، كل هذه المجموعات تم تدريبها اما في الخارج واما من الداخل وكل تدريب مجموعة يعتمد علي صفات المجموعة فمثلا الخيانة فتم تدريبها والتركيز نفسيا علي نقاط القوة في هذه الصفة وهكذا

فجرت الساعات و الأيام امام اكثريه الشعب في خلال اقل من ١٥ يوم ليجد نفسه امام دولته و قد انهار منها اجهزتها واداراتها و رئيسها وحكومتها، و تسال الشعب هل هذا كابوس ام حلم ثقيل الدم لا يستطيع ان يفوق منه

و جرت الأيام من ٢٠١١ الي ٢٠١٣ في اتجاه واحد وهو إسقاط الدولة وظهر كل حاقد  وكل خائن وكل ناقم الي اخره وأصبحوا رموزا بل أصبحوا كجراد ثائرا غاضبا يلتهم كل ما كان بداخل هذا الوطن من مبادئ وتقاليد وأعراف

و مرت الأيام و استطاع الشعب عندما آفاق من غيبوبة كادت ان تصل الي الموت الساحق، ان يقف بصورة قد احدثت زلزال قوي قوة الفولاذ ووصل مداه من شرق الي غرب ومن شمال وجنوب العالم واهتزت الشعوب بالزلزال المصري

ولكن وأكرر استرجعنا وطن نعم استرجعناه استرجعنا جزئا كبيرا من الأمان نعم استرجعناه ولكن سقطت أمامنا رماد حرق المبادئ، الاحترام، التقاليد الي اخره فرجع الشعب الي الذاكرة او ذاكره ما قبل ٢٠١١ فوجدت ان فساد بعض البشر كان فساد مالي لم يمس أساس بلد سماته الطيبة الحب والاحترام او الوطنية ووجد اناسا ( وهم اشلاء من مجاميع الغل والحقد والخيانة ) قد استفادو من ما حدث فذاك اصبح يرتدي ما لم يكن يستطيع ان يلبسه واصبح مذيعا او مستشارا وزاريا او نائبا في مجلس الشعب او مال ربحه بمساهمته في خطة إسقاط وطن

لكن الغريبة ان من فاته القطار ورائ زميله ركب القطار وسابه وخانه فأراد ان يعمل و يحاول تنفيذ نفس المجاميع و هو الان علي راس المجموعة فالذي نراه هو غيرة شاذة و بها انياب ابليس

فبعيدا عن ما يحدث او حدث اريد ان أقول ان ٢٠١١ أفرزت مصريين لا اعرفهم

لا أتدخل في وطنيه احد و لكني رأيت مصريين مش هم اللي عاشرتهم

المصريين اللي باعو وطنهم .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي تاجروا بقوت الناس .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي استولوا علي ارض للبناء .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي اغتصبوا حقوق الناس .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي صنعو أزمات .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي تاجروا في اقتصاد مصر من دولار ودواء ومواد تمونيه .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي بيستغلوا ظروف البلد وبيسخنوا الناس .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي اصبحوا لا يحترموا الناس وييتريقوا عليهم .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي مسوديين الدنيا في وشنا كل يوم في برامج (التوك شو) .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي بيستحلوا لقمة غيرهم ورزق غيرهم .. مصريتهم ما عرفهاش

اللي مش بيطبطبوا ولا بيحنوا علي الغلابة .. مصريتهم ماعرفهاش

اللي ما يلتفش ورا قيادته السياسية .. مصريتهم ماعرفهاش

خوفي ان يصبح المصري الأصيل في طريقه للانقراض .. يارب نفهم بقى

مواطن مصري.   م. جورج عياد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى