عقدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، ومحمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، اليوم مؤتمراً صحفياً بمقر مجلس الوزراء للإعلان عن نتائج المرحلة الأولى من مبادرة رئيس الجمهورية “100 مليون صحة” بحضور ممثلي البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية في مصر.
وجه محمود شعراوي وزير التنمية المحلية الشكر لوزيرة الصحة لجهدها الدؤوب لتطبيق المبادرة، وتحركها الدائم في المحافظات المستهدفة، مثمناً دور الاعلام الذي يعتبره عنصراً أساسياً وهاماً في نجاح أي مبادرات تقوم بها الدولة.
وأضاف شعراوي أن المرحلة الأولى شملت أكثر من 10 ملايين مواطن، موجهاً الشكر لكل من ساهم في هذه المبادرة، من مسئولي الوزرات الأخرى الذين بذلوا جهوداً كبيرة ساهمت في نجاحها، كما توجه بالشكر للمواطنين الذين شاركوا في المرحلة الأولى من المبادرة، لافتاً إلى أن المواطن هو المستفيد الأول منها.
وأشارإلى أن القائمين على المبادرة تمكنوا من الوصول إلى معدلات عالية للغاية نتيجة تفهم المواطنين لطبيعة وأساس المبادرة، معرباً عن أمله في أن تكون نتائج المرحلة الثانية أكثر إيجابية، خاصة أنها ستكون في محافظات أكثر كثافة سكانية.
وأشارت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان إلى أن المرحلة الأولى من الحملة تم تدشينها مطلع أكتوبر الماضي وشملت 9 محافظات هي جنوب سيناء، ومطروح، وبورسعيد، والأسكندرية، والبحيرة، ودمياط، والقليوبية، والفيوم، وأسيوط، مضيفةً أن المرحلة الأولى، والتي تم إنجازها في وقت قياسي، تم خلالها المسح الطبي لـ10 ملايين مواطن، بالتنسيق بين مختلف الجهات ذات الصلة.
وذكرت الوزيرة أن المرحلة الثانية من المسح سوف يتم تدشنها في ديسمبر المقبل، وسيتم إطلاق المرحلة الثالثة في مارس المقبل.
وخلال المؤتمر، استعرضت الدكتورة هالة زايد الموقف التنفيذي لمبادرة رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية “مبادرة 100 مليون صحة”، حيث أشارت الوزيرة إلى مرور 50 يوم عمل منذ انطلاق المبادرة في الأول من أكتوبر الماضي.
وأشارت وزيرة الصحة إلى أن إجمالي عدد المواطنين المفحوصين خلال المرحلة الأولى للمسح بلغ نحو 10 ملايين مواطن، منهم 422805 حالات إيجابية، و 9583214 حالات سلبية، ولفتت زايد إلى أن محافظة الفيوم تضم أعلى نسب إصابة بفيروس سي بمعدل 6%، بينما جاءت محافظة الأسكندرية كأقل محافظة من حيث معدل الإصابة بفيروس سي بنسبة 2%.
وكشفت الوزيرة عن أن الفئات العمرية من 26 إلى 30 سنة هي الأعلى مشاركة في الفحوصات بنسبة 27%، فيما جاءت الفئات العمرية التي بلغت 65 عاماً وما فوق كأقل الفئات مشاركة، مضيفةً أن الفئات العمرية من 56 إلى 65 عاماً استحوذت على أعلى معدلات الإصابة خلال فترة المسح بنسبة 28%، فيما جاءت الفئات العمرية من 18 إلى 25 عاماً كأقل الفئات إصابة بفيروس سي.
وذكرت زايد أنه تم إضافة عدد 9 أجهزة PCR طاقة 1000 اختبار للجهاز يوميا خلال المرحلة الأولى للمسح وذلك بمستشفى حميات الأسكندرية، ومستشفى حميات بنها، كما تم إضافة 8 أجهزة طاقة 300 اختبار للجهاز يومياً بمعمل سنديون.
وأشارت الوزيرة إلى أن هناك رسائل نصية سيتم إرسالها للمتابعة مع من أجري عليهم المسح، للتاكد من قيام المصابين بباقي الخطوات للتقييم وتلقي العلاج.
كما استعرضت الوزيرة محافظات المرحلة الثانية للمسح والتي تضم محافظات القاهرة، والسويس، وكفر الشيخ، والمنوفية، والإسماعيلية، وبني سويف، وسوهاج، وأسوان، والبحر الأحمر، وشمال سيناء، والأقصر،ويبلغ إجمالى المواطنين المستهدفين بالمسح في المرحلة الثانية 20,329,584 مواطن.
ووجهت الوزيرة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي لرؤيته وإصراره على تنقيذ هذه المبادرة، كما توجهت بالشكر لكافة الجهات المشاركة في تنفيذها.
ومن جهته أشار ممثل منظمة الصحة العالمية بجمهورية مصر العربية إلى أن الحملة القومية للقضاء على فيروس سي تعد سبقاً صحياً يسجله التاريخ عن الإنجازات الصحية في مصر بتوجيهات من القيادة السياسية، حيث تعتبر مبادرة “100 مليون صحة” مثل يحتذى به عالمياً عن كيفية دمج مواجهة واستهداف الأمراض التي تمثل مشاكل صحية عامة ضخمة بالبلاد.
وذكر أن أهم ما يميز المبادرة هو الشفافية واتباعها لواحدة من أهم الأسس والمباديء الصحية الهامة ألا وهي الكشف المبكر عن الأمراض لتلافي مضاعفاتها، وكونها وضعت الأسس لمشروع متكامل لا يكشف عن الأمراض فقط بل يعالجها أيضاً كما أنه مبني في الأساس تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة: “الصحة للجميع وبالجميع” للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة 2030.
وقال إن منظمة الصحة العالمية تعمل منذ اليوم الأول على دعم هذه المبادرة في كل مراحلها، وحالياً يوجد فريق متكامل من خبراء المنظمة يعملون كمراقب خارجي لمراقبة الأداء داخل مراكز الفحص والتشخيص والعلاج لتقديم الدعم اللازم لوزارة الصحة لمواجهة أي سلبيات تنشأ أثناء إجراء المسح، لافتاً إلى أن المنظمة تستمر بالتعاون الوثيق مع جميع الشركاء المحليين والدوليين في دعم جهود الحكومة المصرية للقضاء على التهابات الكبد الفيروسية بالإضافة إلى دعم الوقاية من الأمراض غير السارية وتعزيز أطر النظم الصحية في مصر بما فيها الرعاية الصحية الاساسية.
وقال ممثل البنك الدولي: “سعداء بالتعاون مع وزارة الصحة بمصر في هذه المبادرة، وما حققته من نتائج ايجابية في مرحلتها الاولى”، لافتا الى أن البنك يعد أحد ممولي الحملة، وأنه يتطلع لنقل التجربة المصرية في هذه الحملة وتطببقها في دول أخرى لما حققته من نتائج مبهرة.
من جانبه وجه رئيس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية الشكر لوزيرة الصحة وقدم التحية لكل من شارك في المبادرة أو قدم الدعم الإلكتروني الذي أتاح التواصل بين كافة وحدات ومواقع المشروع، وتطلع لاستكمال باقي مراحل المبادرة حتى تخليص مصر من هذا المرض الذي طالما مثل عبئاً اجتماعياً واقتصادياً على العديد من الأسر، ووجه رسالة لمن ثبت إصابتهم بالمرض قائلاً: “لا داعي للقلق فمرض فيروس سي لم يعد مرضاً مقلقاً، ونسب الشفاء منه مرتفعة جداً”.