خطر حقيقي يهدد عشاق الشوكولاتة في العالم، فمعشوقتهم السمراء في خطر يهدد مستقبلها .. والسر هو ارتفاع الأسعار غير المسبوق، والذي بات يهدد تجارة الشوكولاتة عالميا.
حيث تواصل القيمة السوقية للشوكولاتة ارتفاعها بحسب تقرير نشرته شبكة “بي بي سي”، إذ ستتضاعف قيمتها بحلول عام 2025 مقارنة بمستوى أسعارها عام 2015.
هذا ويرجع الاستهلاك المتزايد بدرجة رئيسية إلى الفوائد الصحية المرجوة منها، مثل مقاومة الشيخوخة، وآثارها في مقاومة التسمم، والتخلص من التوتر، وانتظام ضغط الدم وغيرها.
من المعروف انه تُنتج أكثر من نصف كمية الشوكولاتة في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وتجاوز معدل استهلاك الفرد في سويسرا من الشوكولاتة 8 كيلوجرامات في عام 2017، لكن فرص النمو في المستقبل يمكن أن تكون في أماكن أخرى مثل الصين والهند، إذ يزيد عدد سكان كل منهما على مليار نسمة، خاصة مع ارتفاع مستوى المعيشة بتلك الدول، وتنامي الطبقة الوسطى وتغير أذواق المستهلكين باتجاه زيادة الإقبال على الشوكولاتة.
ايضا تعتبر الهند حاليا أحد أسرع أسواق الشوكولاتة نمواً، مع انتظام ارتفاع الطلب عليها في السنوات الأخيرة، حيث تم استهلاك أكثر من 228 ألف طن عام 2016، بزيادة قدرها 50٪ مقارنة بعام 2011.
وبالنسبة للصين، فقبل الإصلاحات الاقتصادية في بدايات عام 1980، اعتبرت الشوكولاتة من الأطعمة النادرة، لكن ارتفاع مستوى المعيشة، شجع إقبال ملايين الصينيين ميسوري الحال على التسوق عبر الإنترنت طلبا للأطعمة الأجنبية ذات النوعية الممتازة، وفي مقدمتها الشوكولاتة.
كما ان الأزمات التي تلاحق الشوكولاتة لا تقتصر فقط على أسعار المنتجات النهائية، بل تشمل أيضا تغير أسعار مستلزمات الإنتاج نتيجة التغير المناخي، فنبات الكاكاو الحساس الذي تنتج منه الشوكولاتة يحتاج إلى مناخات استوائية مشبعة بالرطوبة، وظلال غابات مطيرة، وهو ما يحد من المساحات التي يمكن زراعته فيها.
فنتيجة للاحتباس الحراري، يتوقع أن تواجه زراعة الكاكاو في دول غرب أفريقيا، التي تنتج نحو ٥٠٪ من إنتاج الكاكاو بالعالم، صعوبة في الحفاظ على ظروف النمو المثلى، ويكمن التحدي في نقص مساحات الأراضي المتوفرة، فإما أن زراعة الكاكاو تحظر حاليا في كثير من هذه المناطق، أو الأرضي لا تكون مناسبة لزراعته، إضافة إلى انتشار الأوبئة والفيروسات في مزارع الكاكاو، التي تشير التقديرات إلى أنها تؤدي لخسارة 30- 40 ٪ من مجموع إنتاجه.
وقد واجهت إندونيسيا، ثالث أكبر منتج للكاكاو، تراجعا في كمية الإنتاج منذ 2010 بسبب سوء الأحوال الجوية وشيخوخة أشجار المنتجة للمحصول، ونتيجة لذلك، تحول بعض المزارعين من إنتاج الكاكاو إلى إنتاج محاصيل مثل الذرة والمطاط أو زيت النخيل.
هذا وربما تبدو بارقة أمل بعد مشاركة كبار منتجي الشوكولاتة بدور فعال في مبادرات الحفاظ عليها، حيث خصصت شركة “مارس ريجلي” الأمريكية وهي أحد أكبر مصنعي الحلويات في العالم، مليار دولار لتمويل البحث عن نوع من الكاكاو أكثر مقاومة للحرارة.
بينما حاملي أسهم شركات التوريد الرئيسية للشوكولاتة يعترفون بأن هذه المبادرات غير كافية لانتشال مزارعي الكاكاو من الفقر، الذي يعد أحد المشاكل الرئيسية التي يواجهونها.