أخبار عالميةعاجل

مسئول بشينجيانغ : الانتقادات الغربية للصين تستهدف احتواء تنميتها

 

قال “شو جوشيانغ” نائب رئيس دائرة الإعلام بمنطقة “شينجيانغ” الويغورية ذاتية الحكم أقصى شمال غربي الصين إن الدين الإسلامي قدم إسهامات كبيرة للبشرية، وأن الصين تحترم الدين الإسلامي والمسلمين، ولا صحة مطلقا لما تردده وسائل إعلام غربية بأن إجراءات مكافحة الإرهاب بالمنطقة تستهدف قمع الأقليات المسلمة هناك، معتبرا في الوقت نفسه أن انتقادات دول بعينها للأوضاع في المنطقة تأتي في إطار سياسات غربية لتشويه صورة الصين وتقويض واحتواء تنميتها.

وأضاف جوشيانغ، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش مؤتمر صحفي نظمته وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء حول الاستقرار والتنمية في شينجيانغ، أن الصين اتخذت إجراءات خلال السنوات القليلة الماضية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في شينجيانغ في إطار الدستور والقانون، وأن هذه الإجراءات أسهمت في تحقيق الاستقرار هناك، وأن هذه السياسات والإجراءات تحظى بدعم وتأييد من عامة الناس في المنطقة.

وأكد أن بعض الدول الغربية تعمل على ضمان عدم تحقق السلام والاستقرار في الدول الأخرى عبر تمرير تشريعات مستغلين القضايا المرتبطة بحقوق الإنسان، وإثارة ما وصفها بـ “حالة من الضجيج” لتشويه صورة الصين بهدف تقويض واحتواء تنميتها، مشددا على أن الاتهامات والانتقادات غير المبررة لجهود وسياسات الصين ذات الصلة لن تنجح في تغيير واقع التنمية الذي تحقق بالمنطقة.

وتابع جوشيانغ –خلال المؤتمر الصحفي- أن العلاقات بين الصين والدول العربية عريقة وراسخة، وأنه فيما يتعلق بالقومية والدين هناك سياسة واضحة لدى الصين وهي أن الإرهاب لا يرتبط مطلقا بقومية أو ديانة معينة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال ربط مكافحة الإرهاب بالدين الإسلامي وتشويه صورة الإسلام.

وأشار إلى أن الصين تحترم حقوق وحرية الشعب الصيني في الاعتقاد الديني، وأن المواطنين يتمتعون بحرية الاعتقاد، والدولة تحمي حرية النشاطات الدينية المشروعة، وأنه لا تمييز بين أصحاب المعتقدات وغيرهم.

ولفت جوشيانغ إلى أن منطقة شينجيانغ الويغورية يوجد بها حاليا أكثر من 20 ألف مسجد وأكثر من 29 ألف رجل دين ومدارس علوم دينية وقرآنية، وأن السلطات هناك حريصة على وجود ترجمة دقيقة للقرآن الكريم والحديث الشريف بعدة لغات لضمان استيعاب وفهم المسلمين هناك للدين الإسلامي بشكل صحيح، وهذا دليل على حماية الصين لحرية الاعتقاد الديني.
ونوه جوشيانغ إلى أنه بالنسبة للحج، فيتم توفير طائرات مستأجرة وكافة الخدمات للراغبين في أداء هذه الشعيرة، حيث قام أكثر من 50 ألفا من سكان شينجيانغ بالحج حتى الآن.

وأكد المسؤول بمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم أقصى شمال غربي الصين وجود مسيرة تواصل عميقة وإرث حضاري بين الدول الإسلامية والصين، وأن الصين ليس لها أي تاريخ استعماري بحق الدول الإسلامية، بل تعرض الجانبان إلى استعمار واعتداءات من دول غربية.

وقال جوشيانغ إن أكثر من 70 دولة وقعت على وثيقة مشتركة لدعم السياسات التي تنتهجها الصين في منطقة شينجيانغ وإجراءاتها لمكافحة الإرهاب، موضحا أن المنطقة تضم جميع القوميات الصينية البالغ عددها 56 قومية يتعايشون هناك في تناغم واستقرار.

وشدد على أن شينجيانغ جبهة أمامية في مكافحة الإرهاب، حيث تفشى الإرهاب خلال السنوات الماضية هناك وقامت قوى إرهابية عنيفة بعمليات اغتيال وتفجيرات ما أدى لخسائر بشرية ومادية فادحة.

واعتبر جوشيانغ أن أحد أسباب انتشار الإرهاب والفكر المتطرف هناك هو محاولة المتطرفين الربط بين أفكارهم والدين، مستغلين في ذلك معاناة الكثير من السكان من الفقر وعدم الوعي المعرفي والديني، ما استدعى اتخاذ إجراءات لمكافحة الإرهاب واجتثاث الفكر المتطرف ومن بينها إنشاء مراكز للتدريب وإعادة التأهيل المهني.

وأضاف جوشيانغ أن ما تردده وسائل إعلام غربية من أن إجراءات مكافحة الإرهاب تستهدف قمع الأقليات المسلمة ومحاولتها تصوير مراكز التدريب وإعادة التأهيل على أنها مراكز اعتقال “محض افتراء وكذب”، مشيرا إلى أن الصين كانت حريصة على الإطلاع والاستفادة من التجارب الجيدة لبعض الدول فيما يتعلق بمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب.. معتبرا موقف بعض الدول الغربية في هذا الصدد بأنه “معايير مزدوجة وكيل بمكيالين”.

وأوضح المسئول الصيني أن منطقة شينجيانغ وبعد الإجراءات المتخذة لم تشهد حادثا إرهابيا واحدا خلال ثلاث سنوات، وأصبح سكان المنطقة، الذين كانوا قبل عام 2016 لا يجرأون على الخروج إلى الشارع ليلا خشية التعرض لعمل إرهابي، يتمتعون حاليا بحالة من الاستقرار والازدهار هناك، لافتا إلى أن المنطقة استقبلت عام 2018 نحو 150 مليون سائح، وتجاوز العدد هذا العام 200 مليون سائح محلي وأجنبي.

وحول إقرار مجلس النواب الأمريكي مؤخرا مشروع قانون حول شينجيانغ، قال “ريكشاتي موساجيانج” عمدة مدينة “هوتان” بمنطقة شينجيانغ –خلال المؤتمر الصحفي- إن هذا المشروع يتجاهل الاستقرار والأمن والازدهار الذي تحقق في المنطقة، ويحاول تشويه صورة الصين عبر اتهامات غير مبررة للسياسات في المنطقة، وإنه يعد تدخلا في شؤون الصين الداخلية، وهو ما ترفضه الصين بشدة.

وبشأن العدد الإجمالي لمراكز التدريب وإعادة التأهيل المهني والخريجين وعدد الأطفال والنساء بها، أشار موساجيانج إلى أن المراكز سالفة الذكر تم إقامتها وفقا للقانون لاستقبال المتأثرين بالإرهاب والفكر المتطرف، وأن عمليات دخول وخروج المراكز تتم بشكل ديناميكي ومتكرر، مؤكدا أن ما يتردد في وسائل إعلام غربية بأن عدد المتواجدين بالمراكز بين مليون إلى مليوني شخص “غير صحيح نهائيا”.

وأضاف موساجيانج أن جميع الملتحقين بالمراكز تخرجوا منها، واندمجوا في المجتمع، وأنه لم يتواجد أي طفل في مراكز التدريب مطلقا، منوها إلى أن السلطات الصينية، وفي إطار جهودها لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين هناك، تمكنت من انتشال نحو 58 مليون شخص من الفقر، مع مساعدة السكان على الالتحاق بوظائف.

وتم خلال المؤتمر عرض مقطع فيديو عن أعمال العنف والإرهاب والتفجيرات التي شهدتها منطقة شينجيانغ منذ عام 1990، وانتشار أصحاب الفكر المتطرف والإرهابيين هناك، ما تسبب في سقوط خسائر بشرية فادحة وأسفر عن معاناة شديدة لأبناء المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى