مروج إبراهيم .. حديث الساعة !| بقلم محمد ناقد
هل هذا فراغ مجتمعي .. أم كبت مجتمعي .. من كافة الظروف المحيطة بنا ؟
سؤال فقط .. من منا لم يخطأ .. وكم واحد أخطأ واعترف بخطأه وامتلك شجاعة الاعتذار للضيف ولزملائه في العمل وللقناة التي يعمل بها.
كم قناة أخطأت وبادرت وأسرعت بالاعتذار ولم تكتفي بذلك بل لهثت وراء الضيف يقينا منها بقيمته وقامته للاعتذار له علي الهواء مباشرة وفي نفس الوقت تم إيقاف المذيعة بل والتحقيق معها .. اذا لم تكن هذه هي قمة المهنية الإعلامية فما هي المهنية.
كفانا شماته فالمذيع في النهاية بشر وإنسان له أن يخطأ ويصيب الأهم التعلم من الأخطاء .. لقد أصبح لدينا قناة إخبارية علي أعلي درجة من الحرفية ومواكبة الحدث والمهنية extra news افتقدناها كثيرا فلا نجلد الذات .. ولنعتاد علي التفكير بهدوء وإعطاء كل حدث حجمه الطبيعي .. عذرا لكل من علق علي تلك الواقعة بالهجوم أو الدفاع وشخصنه الأمر .
لقد تعمدت ان تمر عدة أيام لرصد كل التعليقات ومتابعتها .. وللأسف اكتشفت أن الجميع أخطأ خطأ مروج فمنا من ارتدى ثوب القاضي وممثل النيابة وأخذ يهاجم شخص مروج وتاريخها ويهاجم القناة .. ومنا من ارتدى ثوب الدفاع والمحامي وقابل الهجوم بهجوم آخر لا يقل شده عن غيره وكلاهما أخطأ لأن الموضوع أبسط من ذلك كثيرا ولم نشاهد في العالم كله هري علي اتفه الموضوعات كما يحدث عندنا فهل هذا فراغ أم أصبحنا جميعا خبراء في كل شئ، راقبوا انفسكم وحاسبوها قبل أن تحاسبوا الآخرين مش كده ولا ايه.
شكرا إدارة قناة اكسترا نيوز والقائمين عليها فكل يوم تثبت أنها قناة ولدت كبيرة وستظل كبيرة بمهنيتها ومبادئها الإعلامية التي افتقدناها كثيرا.
فسرعة مبادرتها بإصدار بيان رسمي بالاعتذار ومبادرة رئيس القناة البيرت شفيق بنفسه بالتواصل مع الضيف والاعتذار له بل ودعوته للحضور والظهور في ذات البرنامج والاعتذار له علانية فهذه قمة الاحترافية والنضج الإعلامي ونموذج لقيادة القناة الناجحة التي أدرجت كيفية تدخلها وإدارتها للأزمة وتوقيت تدخلها وآليات التدخل والمعالجة.
شكرا للاعلامية مروج إبراهيم سرعة مبادرتها واعترافها بالخطأ واعتذارها للقناة ولزملائها والأهم لضيفها التي اعترفت بخطأها في حقه ومحافظتها علي قيم ومبادئ قناته .. وهي قمه المهنية الإعلامية الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه والأهم التعلم والاستفادة منه.
شكرا للمؤرخ العظيم د. عاصم الدسوقي الذي لعب تاريخه وثقافته وخبراته وسنه دورا كبيرا في هذه الحلقة وتحمله ماحدث بها وان كنت أتمني عليه احتوائه المذيعة لتيقنه من امتلاكها وجه نظر تخالفه وتتعارض معه مخالفة المبادئ والأعراف الإعلامية وان يستدعي خبرات السنين وانهاء الحلقة بشكل أفضل من ذلك مراعاة لكافة الظروف التي أحاطت بالحلقة.
وأخيرا ارجو ان نتعلم الدرس جميعا أن الرابح الوحيد في هذا الأمر هو الاعلامي عمرو اديب ود. يوسف زيدان وقناة اون إي لانها استطاعت ونجحت في ان تشغل بال كافة الإعلاميين والقنوات ورؤساء التحرير وفرق الأعداد الذين انشغلوا بالإسراع واللهث للبحث عن مهاجمة يوسف زيدان وتفنيد مصادرة وادعائه والرد عليه.
للأسف انشغلنا بمنافسة بعضنا البعض ومحاربة بعضنا ولم نختلف كثيرا عن حال العرب الذين اعتادوا محاربة بعضهم البعض وإسقاط دولهم والرابح الأكبر هو عدونا الأكبر المتربص بنا وباعلامنا ونماذج جيدة أصبحت منافسة لهم ولاعلامهم ولصوتهم الخارجي.
خالص امنياتي لقناة اكسترا نيوز ولغيرها ممن يخطو خطاها بحرفية عالية ومهنية إعلامية أصبح يعمل لها حساب ولغيرها ولاسيما في غيبة ما يسمي الإعلام الرسمي للدولة ماسبيرو سابقا.