ثقافة وفنون

مديرة «اليونسكو»: الجماعات المتطرفة تهدد المواقع الأثرية والثقافية

f16e0b764d

قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» إن المجتمع الدولي لم يتوصل بعد لرد فعل ملائم لتدمير الإرث الثقافي مثل الذي حدث في تدمير إسلاميين متطرفين عمدا للمواقع الأثرية في سوريا ومالي.

وأضافت المديرة العامة لمنظمة «اليونسكو» في مقابله مع وكالة «رويترز» من العاصمة الأفغانية كابول أن الأمر استغرق بعض الوقت من السلطات للرد على خطورة ما كانت تفعله الجماعات المتطرفة.

و تابعت بوكوفا  قائلاً  “أن مثل تلك الجماعات عادة ما تسعى لتمهيد الأجواء لاضطهاد الأقليات وترسيخ سلطتها من خلال “تطهير ثقافي” بإزالة آثار الثقافات الأخرى”.

وضربت طالبان الأفغانية أحد أكثر الأمثلة فجاجة على ذلك منذ 15 عاما عندما فجرت تمثالين ضخمين لبوذا عام 2001 وقالت إنهما من الأصنام.

وأوضحت المديرة العامة لمنظمة «اليونسكو» أن محو الجهاديين في مالي للمعابد التي تعود للقرون الوسطى في تمبكتو في عام 2012 ثم تدمير تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لأجزاء من مدينة تدمر الأثرية العام الماضي جعل الخطر حاضرا بقوة. وبوكوفا من بين المرشحين لشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.

وأستطردت بوكوفا التي شغلت من قبل منصب القائم بأعمال وزير الخارجية في بلغاريا  قولهه “يجب أن أقول إن في بداية الأزمة السورية لم نأخذ ذلك بالجدية الكافية عندما بدأنا إدانة هذا التدمير… الآن أعتقد الناس يدركون ما هو الخطر. أعلم أن الأمر ليس سهلا لكن الآن الجميع يرون دمار الإرث والثقافة بصفته جزءا من استراتيجية هذا التطرف. على الأرجح أوضح تجسيد لذلك.”

لكنها أضافت أن العالم ما زال متخبطا بشأن كيفية التعامل مع المشكلة التي دفعت القضية لمستوى استراتيجي.

وأشارت المديرة العامة لمنظمة «اليونسكو»  إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2199 الصادر العام الماضي والذي استهدف بشكل خاص التجارة غير المشروعة في الآثار مع تجارة النفط واحتجاز الرهائن لطلب الفدية كوسائل لقطع التمويل عن جماعات مثل الدولة الإسلامية والقاعدة هو مثال على تلك الإجراءات.

كما شكلت محاكمة الإسلامي المتطرف أحمد الفقي المهدي في المحكمة الجنائية الدولية بسبب تدمير المواقع الدينية في تمبكتو مثالا آخر.

ووقعت بوكوفا يوم الجمعة اتفاقا لإنشاء صندوق تمويل ثقافي مع الحكومة الأفغانية بهدف تعزيز جهود الترويج للصناعات الثقافية وإعادة التأكيد على أهمية الثقافة والهوية الوطنية.

لكن مدى نجاح مثل تلك البرامج في بلد تمزقه الرؤى المتنافسة على الهوية الاجتماعية والدينية والثقافية يبقى غامضا.

وفي أفغانستان التي تضم أكثر من 30 لغة والعديد من العرقيات المختلفة وشهدت حربا أهلية وصراعات امتدت على مدى أغلب العقود الأربعة الماضية يبقى مفهوم الهوية الثقافية عصيا على التحديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى