محمد بن سلمان يبدأ اول جولة خارجية له منذ توليه ولاية العهد
يصل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى مصر، غدًا الاحد، في مستهل أول جولة له منذ توليه ولاية العهد وصعوده المفاجئ الى السلطة.
وتأتي زيارة محمد بن سلمان الى القاهرة والتي تستمر يومين، قبل رحلته المقررة الى بريطانيا الاربعاء لاجراء محادثات مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وزيارته الى الولايات المتحدة التي تستمر من 19 الى 22 مارس.
ومن بين أهداف هذه الجولة استقطاب المستثمرين، وتأتي بعد فترة من التقلبات شهدت تغييرات كبيرةً في الجيش، وعملية تطهير للفساد في اطار ترسيخ الامير لسلطاته في البلاد. ولكن هذه التغييرات تسببت في زعزعة ثقة اوساط الاعمال.
وأصبح ينظر الى الامير محمد، ابن العاهل السعودي الحالي الملك سلمان، على انه الحاكم الفعلي الذي يمسك بزمام الحكم.
وتأتي زيارته الى مصر، الحليف الاقليمي المهم، قبل الانتخابات الرئاسية المصرية التي ستجري في اواخر مارس، والتي يتوقع ان يفوز بها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بولاية ثانية.
وقال مصطفى كامل السيد، استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة في تصريحات صحفية اليوم، زيارة الأمير محمد ستفسر على أنها تاكيد لدعم السعودية لبقاء السيسي رئيسا لمصر لولاية ثانية”.
ومصر هي جزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والذي تدخل في اليمن في مارس 2015 لقتال الحوثيين الذين تدعمهم ايران، وهو النزاع الذي تقول الامم المتحدة انه ادى الى أسوأ أزمة انسانية في العالم.
كما ان السعودية ومصر هما جزء من الدول التي تقاطع قطر منذ يونيو الماضي بسبب علاقاتها المفترضة مع متطرفين اسلاميين وكذلك مع ايران، وهو ما تنفيه الدوحة.
وذكر مصدر حكومي سعودي ان اختيار الامير محمد لمصر محطة لاول جولة له منذ توليه ولاية العهد “تجدد التأكيد على التعاون السعودي المصري على اعلى المستويات”.
وستشمل المحادثات بين الجانبين المسألة الايرانية، والنزاع في اليمن، ومكافحة الارهاب والتعاون في مجال الطاقة، بحسب المصدر.
كما يتوقع ان يزور الامير محمد فرنسا خلال الاسابيع المقبلة.
تأتي هذه الحملة الدبلوماسية فيما يعزز الامير محمد سلطاته الى مستوى غير مسبوق. فقد اوكل الى نفسه مهمة تحديث المملكة وسعى الى اعطاء المستثمرين صورة ليبرالية عن بلاده.
والاثنين الماضي شهدت المملكة تغييرات في المناصب العسكرية العليا بما فيها رئاسة الاركان وقيادات القوات البرية والجوية.
وجاءت هذه التغييرات بعد أن ابعد الامير الشاب خصومه السياسيين ليصبح ولياً للعهد في يونيو الماضي، وقام بحملة لمكافحة الفساد في نوفمبر الماضي شملت العديد من الأمراء والوزراء وكبار رجال الاعمال الذين تم احتجازهم في فندق الريتز كارلتون لنحو ثلاثة أشهر.
وصرح اندرو بوين المفكر في معهد المشاريع الاميركي، أن “هذه الزيارة الأولى لولي العهد هي رمزياً لحظة محاولة الامير الشاب أن يقدم افضل صورة عن بلاده للعالم”.
واضاف ان الزيارة “تأتي في وقت تشهد (السعودية) تحولات، وعليه مهمة اقناع أوساط الاعمال بأن السعودية مستقرة وآمنة للأعمال، وأنه يمسك بالسياسة الخارجية رغم ازمتي قطر واليمن. وهذه ليست مهمة سهلة”.
وقالت الحكومة البريطانية ان زيارة الامير محمد ستساعد على تعزيز التعاون في مواجهة تحديات من بينها “الارهاب والتطرف والنزاع والازمة الانسانية في اليمن”.
ولكن يتوقع خروج بعض الاحتجاجات خلال زيارته بسبب امدادات الغرب للسعودية بالاسلحة رغم دورها في حرب اليمن، بحسب ما يرى محمد عبد المجيد المحلل في وحدة المعلومات الاقتصادية “ايكونوميست انتلجنس يونيت”.
وستؤكد زيارة الامير الشاب للولايات المتحدة اواخر مارس، والتي قال مصدر في الحكومة السعودية أنها ستشمل العديد من المدن، مساعي إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للتوقيع على معاهدة تعاون نووي مع السعودية.
ومن المتوقع أن تعلن الرياض هذا العام عن الجهة التي ستكلفها ببناء أول مفاعلين نوويين من بين 16 مفاعلاً تنوي بناءها، وتجري مفاوضات حالياً مع الولايات المتحدة على اتفاق تصدير التكنولوجيا الضرورية لبناء هذه المفاعلات.
واضافة الى الشركة الاميركية ويستنغهاوس، تسعى شركات روسية وفرنسية وصينية وكورية جنوبية الى الحصول على عقود مع السعودية.
ومن بين النقاط التي سيتركز عليها الحديث كذلك طرح اسهم شركة ارامكو العملاقة للنفط للاكتتاب العام.
وتستعد المملكة الى بيع اقل من 5% من أسهم الشركة التي تعد جوهرة تاج الاقتصاد السعودي، في عملية اكتتاب يتوقع ان تكون الاضخم في العالم.
وقالت كريستين اولريخسين من معهد بيكر للسياسات العامة في جامعة رايس في الولايات المتحدة “قد يسعى الامير محمد الى تعزيز التنافس بين الحكومة البريطانية التي تسعى بشدة الى استقطاب الاستثمارات السعودية للتغطية على فوضى البريكست، والولايات المتحدة خاصة بشأن اكتتاب ارامكو”.
وكان الرئيس ترامب استضاف الامير محمد في مارس 2017 بعد اسابيع من توليه مهام الرئاسة، واختار السعودية للقيام باول زيارة رسميه له خارج البلاد كرئيس للولايات المتحدة.
وفي ظل رئاسة ترامب زاد التقارب بين الرياض وواشنطن، الحليفتان التاريخيتان، خاصة مع تشديد ترامب لموقفه من ايران وتخفيفه بشأن مبيعات الاسلحة.