أخبار عالميةعاجل

محطة طاقة نووية عائمة فريدة من نوعها تبدأ أولى رحلاتها البحرية في روسيا

 

 

بدأت محطة الطاقة النووية العائمة الفريدة من نوعها “أكادِميك لومونوسوف” لتوفير الطاقة الكهربائية للمناطق النائية في روسيا الاتحادية ، أولى رحلاتها البحرية انطلاقا من حوض بناء السفن في بحر البلطي في طريقها لوجهتها النهائية في مدينة بيفيك الساحلية بإقليم تشوكوتكا ، في أقصى الشرق من روسيا الاتحادية ، حيث تعمل كمحطة نووية عائمة لتوليد الطاقة.

جاء ذلك في بيان صحفي لمؤسسة روساتوم للطاقة النووية الحكومية الروسية (روساتوم) وزعته في القاهرة اليوم ، أشارت فيه إلى أنه سيتم سحب محطة “أكادِميك لومونوسوف” أولا إلى مدينة مورمانسك ، حيث تزود مفاعلاتها بالوقود النووي ، ومن المقرر أن تبدأ المفاعلات في العمل بداية من خريف هذا العام.

وأوضحت روساتوم أن هذه المحطة النووية العائمة مزودة بمفاعلين من طراز KLT-40C ، كل منهما بقدرة 35 ميجاوات ، وهي مماثلة للمحطات المستخدمة في كاسحات الجليد النووية ، وقام بتصميم المحطة النووية العائمة مجموعة من علماء الطاقة النووية الروس بالتعاون مع مهندسي البحرية الروسية ، ويبلغ طول المحطة العائمة 144 مترا وعرضها 30 مترا وإزاحتها 21000 طن ، وتم تسمية السفينة “أكادِميك لومونوسوف” على اسم العالم الروسي الشهير ميخائيل لومونوسوف والذي عاش خلال القرن الثامن عشر.

ويصل العمر الإنتاجي للمحطة النووية العائمة إلى 40 عاما ، مع إمكانية امتداد عمرها إلى 50 عاما ، وبعد إيقاف تشغيل المحطة في نهاية عمرها سيتم سحبها إلى موقع خاص للتفكيك وتدوير المخلفات ، وفي الوقت نفسه تعمل روساتوم حاليا على إقامة الجيل الثاني من المحطات النووية العائمة ، أو ما يعرف بالوحدات النووية العائمة المطورة ، والتي سيتم تزويدها بمفاعلين من طراز RITM-200M ، تبلغ قدرة كل منهما 50 ميجاوات ، وبالإضافة لقدراتهما المطورة ستكون هذه المحطة النووية العائمة أصغر حجما من سابقتها.

وتم تصميم محطة الطاقة النووية العائمة لتوفير الطاقة الكهربائية للمناطق النائية في روسيا الاتحادية، بغض النظر عن البنية التحتية للنقل أو الطبيعة الجغرافية أو تكلفة توصيل الوقود ، ويرجع 40 في المائة من تكلفة امدادات الطاقة الكهربائية المولدة من الوقود الأحفوري إلى أسعار الفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي ، وكذلك تكلفة توصيلها للمستهلكين ، ويرتفع هذا الرقم كثيرا في المناطق النائية، وبالتالي فإن الحجم الصغير والوزن الخفيف والتكلفة الثابتة لمحطة الطاقة النووية العائمة يعالج العديد من هذه التحديات.

ويمكن لهذه المفاعلات النووية الصغيرة العمل دون توقف وبدون الحاجة لإعادة التزود بالوقود لمدة 3-5 سنوات، وهو ما يؤدي لتخفيض تكاليف توليد الكهرباء بشكل ملحوظ ، وتتميز هذه المفاعلات أيضا بقدرتها على العمل في المناطق ذات السواحل الممتدة، والتي تعاني من عجز في إمدادات الكهرباء نتيجة عدم توصيلها بشبكات الكهرباء المحلية ، ويمكن للمحطة أيضا توفير الطاقة لأي مكان يقع على طول الساحل، وربطه مع شبكات الكهرباء الكبيرة.

وتعليقا على بداية رحلة المحطة العائمة ، قال فيتالي تروتنيف رئيس مديرية تشييد وتشغيل المحطات النووية الحرارية العائمة ، احدى الشركات التابعة لشركة روساتوم ، “تمثل المحطة النووية العائمة انجازا هاما للغاية لمشروعات روساتوم، كما تعد بمثابة تقدم هائل لقطاع الطاقة النووية على مستوى العالم ، وتهدف محطات الطاقة النووية العائمة لتوفير الطاقة الكهربائية والتدفئة لملايين البشر في المناطق النائية، وهو ما يعمل على زيادة النمو والتنمية الاقتصادية المستدامة في تلك المناطق”.

وأضاف “الاستفادة من خبراتنا في التشغيل الآمن لمفاعلات المحطات النووية التي توفر الطاقة لكاسحات الجليد النووية، والتي يبلغ مجموع أعمارها الإنتاجية 300 عام تقريبا، أتاح لنا بناء محطة الطاقة النووية العائمة طبقا لأعلى معايير ونظم الأمان والسلامة، حيث من المتوقع أن تصبح هذه المحطة أكثر المحطات والإنشاءات النووية أمانا في العالم”.

ومن المخطط البدء في تشغيل المحطة النووية العائمة بمجرد وصول أكادِميك لومونوسوف إلى مدينة بيفيك ، وخلال صيف 2019 ، وبمجرد تزويد مفاعلات المحطة العائمة بالوقود النووي وصعود طاقم التشغيل على متنها ، يتم سحب محطة “أكادِميك لومونوسوف” لميناء بيفيك البحري ، حيث تصل سرعة سحب المحطة لحوالي 3.5-4.5 عقدة ، وتحل محطة “أكادِميك لومونوسوف” محل محطة بيليبينو النووية القديمة في مدينة بيفيك ، وكذلك محطة تشونسك لتوليد الطاقة والتي تعمل بالفحم ، وهو ما يمنع 50000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل عام، مقارنة بمستوى الانبعاثات الحالية ، وبمجرد ربطها بشبكة الكهرباء ستصبح “أكادِميك لومونوسوف” المحطة النووية الأقصى بعدا في الشمال على مستوى العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى