محاولات تنظيم داعش للتمدد فى أفريقيا تصعد وتيرة العنف والإرهاب
كشفت دراسة لدورية “جينز” العسكرية الأمريكية المتخصصة أن ارتفاع عدد الهجمات المنفذة بواسطة عناصر متطرفة متأسلمة في أفريقيا جنوب الصحراء خلال الأعوام السبعة الماضية إلى 4 أمثال ما كانت عليه قبل ذلك.
وأشارت الدراسة – التي عكف على إعدادها نخبة من خبراء مكافحة الإرهاب بمركز مكافحة الإرهاب والتطرف التابع للدورية – إلى أن عدد الهجمات الإرهابية المنفذة بواسطة عناصر متطرفة متأسلمة بلغ في العام 2009 ما إجماليه 171 هجمة، وهى الهجمات التي ارتفع عددها إلى 738 هجمة بحلول نهاية العام 2016 في كافة أرجاء القارة الأفريقية.
وارتفع عدد القتلى جراء تلك الهجمات الارهابية في أفريقيا خلال الفترة من 2009 وحتى نهاية 2016 من 541 إلى 4600 قتيل، بنسبة ارتفاع بلغت 750 في المائة.
ورصدت الدراسة عدة أنماط تنظيمية لمنفذي الهجمات الإرهابية في أفريقيا منذ العام 2009 وحتى نهاية العام 2016 وهي نمط التحالف بين تنظيم “بوكو حرام” بإمتداداته في شمال نيجيريا وجنوب النيجر وتنظيم (داعش) الإرهابي في سوريا والعراق، كما رصدت الدراسة نمطا ثانيا وهو التنافس على تسيد ساحة العمل الإرهابي وهو ما يتم رصده بوضوح بين تنظيم القاعدة “في بلاد المغرب الإسلامي” بشمال أفريقيا وتنظيم داعش، إذ ينافس كلاهما الآخر على تجنيد العملاء وإغراء أبناء القبائل على الانضمام إلى معسكرات التدريب الإرهابي وشراء ولاءاتهم للسيطرة على الأرض وما بها من ملاذات آمنة.
وأوضحت الدراسة أن النمط الثالث للعمل الإرهابي المتأسلم في أفريقيا تم رصده في الصومال وهو نمط المقاومة والصمود القوي و المستمر، وهو ما تمثله حركة “الشباب” الصومالية التي تعتبر فرعا لتنظيم القاعدة الإرهابي والتى ارتفعت وتيرة عملياتها عامي 2015 و 2016 ضد القوات الأفريقية العاملة في الصومال، واستهداف عشرات من القوات الأوغندية التي تشكل القوام الأساسي للقوات الأفريقية هناك، وذلك على الرغم من وجود أكثر من 50 خبيرا أمنيا ومكافحا للإرهاب من أمريكا يعملون على اصطياد وتعقب قيادات هذا التنظيم المتطرف.
ورصدت الدراسة أنه منذ إعلان حركة “بوكو حرام” الإرهابية في مارس من العام 2015 بيعتها على السمع والطاعة لتنظيم “داعش” الإرهابى لوحظ ارتفاع في وتيرة العنف، وحدة العمليات المنفذة بواسطة منتسبي “بوكوحرام”، وكذلك لوحظ ارتفاع فى أعداد ما تخلفه تلك العمليات من ضحايا، كما لوحظ تطور وسائل التجنيد والتواصل الاليكترونى لدى “بوكو حرام”، والتى كانت قبل سابق بيعتها لداعش ترى فى مبتكرات العلم والتكنولوجيا الغربية رجس من عمل الشيطان.
كما رصدت الدراسة اختراقات لتنظيم “داعش” حتى نهاية العام 2016 لمناطق الساحل والصحراء في أفريقيا وليبيا ومناطق أخرى في وسط القارة وشمالها وخصوصا استخدام مسارات التهريب بينهما، واعتبرت الدراسة أن تمكن “داعش” من ذلك قد حفز تنظيم القاعدة ” في بلاد المغرب الإسلامي” على تعزيز دفاعاته في مواجهة التمدد الداعشي فى مناطق بغرب أفريقيا مثل السنغال وغانا، كما أدى ذلك إلى سباق على التفوق في وتيرة تنفيذ العمليات واتساع نطاق دمارها وارتفاع عدد ضحاياها فى هذا الجزء من أفريقيا.