آراءشويّة دردشة

مجمع المعادي الطبي العسكري.. خدمة عالمية على ارض مصر| بقلم عبد الرحمن الصياد

ترددت كثيرا قبل ان اكتب هذا المقال.. احيانا يشعر كلا منا ان تجربته مع المرض هي تجربة شديدة الخصوصية.. خاصة إذا كان هذا المرض هو الورم اللعين الذي ابتليت به عافاكم الله منه؛ والذي يمزق أجساد العديد من المرضى، وخاصة الأطفال الذين تدمع العين ويرف القلب حزنا ويلهث اللسان بالدعاء، فلا حول لنا ولا قوة إلا بالله، ولا اعتراض على أمر الله عز وجل، فهو ربي القادر على شفاء كل مريض.

إستيقظت على كابوس وإكتشفته بمنتهى الصدفة ورم فى “الرقبة” وفجأة إسودت الدنيا بعينى وأيقنت بكل ثقة أن “البعبع” الذى أخافه دوما وكثيرا ما كنت اساعد اصدقاء كانوا يطلبون مني مكان للعلاج، قد حضر الي وأننى بعلم الطاقة جذبته من شدة خوفى منه وتأثرت من علاقاتى بمن حولى.

لكن لم اشاء ان تنتهى تجربتى بدون ان انقلها لكم كتجربة، واقعية فيها الالم وفيها الفرح.. وربما كانت ارادة الله من قصتى ان تنشر.. لتحمل الامل لمرضي يعانون من نفس الالم، فانا شاب مثل أي شاب من ابناء هذا الوطن العظيم، كان ومازال لدي أحلام أريد تحقيقها وقد سعيت من أجل تحقيق هذه الأحلام بالعمل، عملت بجد والحمد لله نجحت في عملي.

حينما اصابنى المرض بدأت الأفكار السلبية تهاجمني وبشدة، لم أستطع تمالك نفسي، بكيت بكاءاً مريراً حينما علمت بحقيقية مرضى، ثم في لحظة كان هناك الامل بعدما قدم لى العديد من الاصدقاء كما كنت افعل في الماضي القريب، يد العون ووجدت نفسى فى صرح طبي عظيم هو مجمع المعادي الطبي العسكري، داخل مستشفى الاورام، ويقدم لى العلاج على أعلى مستوى وبكفاءة تعادل ما نشاهده فى المستشفيات العالمية سواء كانت فى اوروبا او أمريكا سواء كان من الأطباء او فريق التمريض المعاون، اما زملائى فقد وقفوا معي فى هذه المحنه، بطريقة عظيمة لا يسعني هنا الا تقديم كل الشكر والامتنان لهم.

وإذ فجأة تأتي معونة السماء، لاجد نفسي قد اصبحت اقوى، وبدأت أعود إلي وعيي واصبحت حالتى أفضل، حاولت أن أتحامل علي نفسي، وبعد فترة شعرت أننى أفضل وفي الحقيقة لقد كان الدعم النفسي الذي كنت قد استمدته من الأطباء وطاقم التمريض والتقرب من الله كافياً ليساعدني علي النجاح والتغلب علي هذا المرض اللعين ان شاء الله.

كل ما جاء فى مخيلتى حينها أننى أحمد الله على الإبتلاء وأننى أرضى بما كتبه لى سواء كان الورم خبيثا أو حميدا، فإستودعت نفسى الله وتوكلت عليه ورضيت بالقضاء والقدر، وبدأت اتأمل ما يحدث حولي، حيث انني بين يد كوكبة من اكبر الاطباء، في مستشفى الاورام بمجمع المعادي الطبي العسكري، ومن حولهم طاقم تمريض لا مثيل لهم في السهر على راحة المرضى، و اطباء يديرون مجمع طبي عالمي على ارض مصر.

فأجد نفسي انسى مرضي وهمي، وافتخر ببلدي وجيش مصر فهو فخر لكل مصري من شعب مصر، تعظيم سلام وسلام سلاح على الحدود وفي علاج الجروح وتطبيب الناس، تعظيم سلام ورسالة شكر الى قائد المجمع الطبي بالمعادي ومستشفى الاورام وكل العاملين فيها لخدمة الانسانية.

وأخيرًا: الحياة قصيرة مهما طالت والحياة طويلة مهما قصرت، الصحة لا يدرك قيمتها إلا من فقدها أو مر بتجربة كتجربتى، وبالفعل مقولة ان “الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى” صحيحة ١٠٠% لأن الصحة نعمه لا يدركها إلا من ذاق طعم الآلام ومعاناة المرض.

شكرا رجال القوات المسلحة، شكرا اطباء وطاقم التمريض بمستشفى الاورام بمجمع المعادي الطبي العسكري، شكرا قائد مجمع المعادي الطبي العسكري، الذي يقدم خدمة عالمية على ارض مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى