
إذا كنت تتابع الأخبار، فإنك تعلم أن هناك بعض الضجيج حول المبادئ التوجيهية الجديدة لضغط الدم التي تم إصدارها من قبل الكلية الأمريكية لأمراض القلب/ جمعية القلب الأمريكية (أسك/ أها).
هذا وبموجب المبادئ التوجيهية الجديدة، الأكثر صرامة، سيتم تشخيص عدد أكبر بكثير من الناس على أنهم مصابين بارتفاع ضغط الدم، مقارنة بذي قبل. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن عدد الرجال الذين تقل أعمارهم عن 45 عاما والذين سيتم تشخيصهم سيتضاعف ثلاث مرات، أما عدد النساء في نفس المرحلة العمرية فسيتضاعف مرة واحدة.
حيث قررت الكلية الأمريكية أن يتم تخفيض عتبة ضغط الدم الشخصي “المُقلقة” من 140/ 90 لـ130/ 80، حيث وضعت اعتبارات جديدة للقلق من ضغط الدم، حتى نتجنب حدوثه والإصابة بالأمراض المصاحبة له.
لكي نفهم هذا التطور، يجب عليك تعريف المفاهيم، ما معنى هذين الرقمين 130/ 80؟
حيث لا يعلم الجميع أن الرقم الأول – ضغط الدم في الأوعية في وقت انقباض القلب إلى أقصى حد- ضغط الدم الانقباضي، والرقم الثاني- هو قدرة جدران الأوعية الدموية على تحمل استرخاء عضلة القلب – ضغط الدم الانبساطي.
هناك نوعان رئيسيّان من ارتفاع الضغط:
ارتفاع الضغط الأولي، وهو يمثل ما يقارب التسعين بالمئة من مرضى الضغط وهو مجهول السبب في الأغلب، ويؤثّر عليه عوامل كثيرة، مثل: تقدّم العمر وزيادة الوزن وغيرها.
ارتفاع الضغط الثانوي: ويُمثّل العشرة بالمئة المتبقية، ويكون ناتجاً عن مرض آخر ويكون كعرض من أعراضه، مثل: ضيّق الشريان الأبهر، وتناول بعض الأدوية وغيرها، وفي العادة ما يزول بعلاج المسبّب.
والجدير بالذكر أنّ مرض الضغط يسمّى القاتل الصامت أي أنّ المريض يشعر فقط بمضاعفات هذا المرض، ولا يشعر بأعراضه، فلذلك على الجميع أن يعرفوا قياس ضغطهم من فترة إلى أخرى، حتّى لو لم يكن هناك أي عرض، في بعض الأحيان قد يعاني المريض من صداع أو نزف من الأنف أو احمرار في العين والأذن، لكن في كثير من الأحيان لا يكون هناك أعراض، والأمر الوحيد المفسر هو ارتفاع الضغط عند قياسه، حيث إنّ ثلث مرضى الضغط غير مشخصين بالمرض، ولكي يتم تشخيص المرض لا بدّ أن يتمّ قياس الضغط للمريض في حالة الراحة مرتين على الأقل وعلى فترات متباعدة ويكون الضغط فيها أعلى من معدله الطبيعي في كل مرة.